إذا كان أكثر من نصف سكان العالم، كما يزعم موقع Statista، مستخدمين نشطين للإنترنت والوسائط التقنية المختلفة، أمسى واجبًا وضرورة بالنسبة للشركات أن تفكر في استخدام هذا التحول، وأن تبحث لنفسها من خلاله عن فرص ومكاسب، ومن هنا تأتي أهمية رقمنة الأعمال والعمل على التحول من النموذج التقليدي الي كانت تُنجز به الأعمال إلى نمط جديد مرقمن ومؤتمت.
كان العالم برمته يسير نحو التحول الرقمي بخطى ومعدلات متفاوتة، وإن كانت بعض الشركات والمنظمات تؤمن بحتمية رقمنة الأعمال وبعضها الآخر يراه محض ترف، فإن الأزمة الحالية والتحول العام في نسق العمل وطبيعته ساقت الجميع، طوعًا أو كرهًا، إلى أتمتة أعمالها ورقمنتها.
اقرأ أيضًا: «فواز نشار»: الاقتصاد الرقمي سرّع دورة العمل وادخر الكثير من الوقت والجهد
لا يُفهم من هذا أن رقمنة الأعمال كانت «خيار الضرورة» أي أن الشركات ذهبت إليها مكرهة، وأنه لا مكاسب تُرتجى من هذا التحول الرقمي، بل إن كل ما هناك أن أولئك الذين لم يكونوا مقتنعين بحتمية هذا التحول وضرورته اقتنعوا بذلك بشكل واقعي.
الرقمنة ومزاياها
تعنى رقمنة الأعمال، باختصار غير مخل، جلب التكنولوجيا إلى العمل، والاستفادة من عطاءاتها ووسائطها المختلفة في إنجاز الأعمال، والحصول على مزايا ومكاسب سوقية جديدة، وتقديم قيمة مضافة للعميل.
ليس من المعقول، والحال كذلك، أن تتنكب الشركات، لاسيما إذا كانت في أولى مراحلها وفي طورها الجنيني، عن هذا النهج الذي يوفر لها الكثير من المكاسب والفرص والمزايا.
ومن بين المزايا الجمة التي يطرحها مثل هذا التحول في أداء العمل فكرة السرعة، أي أن الشركة ستتمكن عبر الوسائط التقنية المختلفة من إيصال الخدمة، السلعة أو المنتج إلى العميل أسرع بكثير مما كان يتم به الأمر في السابق.
اقرأ أيضًا: شابان سعوديان يقترحان التسوق بالدرونز
تأخذ الرقمنة، كذلك، بيد الشركات صوب العالمية؛ إذ لم يعد من المعقول أن تنحصر هذه الشركات في أفق جغرافي محدود، خاصة أن العالم برمته أمسى قرية صغيرة، وأن هذه الثورة الكبيرة في طرق التواصل وأدواته قرّبت كل بعيد، وجعلت العالمي كأنه محلي تمامًا، فما يحدث في أقصى بقعة من بقاع الأرض يمكن أن يؤثر فينا، ويمكننا كذلك أن نكون مؤثرين، وعلى هذا فإن الوصول العالمي أحد أبرز مزايا رقمنة الأعمال.
الوصول إلى العملاء
وبعيدًا عن هذا وذاك، فإن العميل، في ظل هذا التحول الرقمي وأتمتة الأعمال وثورة التواصل، لم يعد بعيدًا، ولا الوصول إليه مستحيلًا، وإنما أمسى، بفعل الأدوات التقنية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، قريبًا، ومن الممكن العثور عليه في أي وقت.
اقرأ أيضًا: المدن الذكية.. حين يصمت الإنسان وتتحدث الآلة!
لكن ليس هذا فحسب، وإنما أتاحت الرقمنة للشركات فرصة التفاعل الدائم والمثمر مع العملاء، والقدرة على إجابة أسئلتهم واستفساراتهم بشكل فاعل ولحظي.
فضلًا عن أن هذه الرقمنة تتيح لك تحسين ورفع معدلات الإنتاجية لديك، كما أن التكلفة هنا أقل بكثير مما لو كان العمل يُنجز بتلك الطريقة التقليدية.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، فكلما كانت سابقًا ومتقدمًا في رقمنة أعمالك صرت أقدر على التغلب على منافسيك، وجذب العملاء إليك منهم. وذاك مكسب ثمين في حد ذاته، خاصة أن تآكل العملاء هو الخطر الداهم الذي يهدد بقاء الشركات.
اقرأ أيضًا: طرق قياس الابتكار.. كيف تدوم الشركات؟
التطبيقات في عالم الأعمال
ثمة تطبيق Application لكل أمر تريده تقريبًا، وقدر كبير من البشر الموجودين على ظهر الكوكب يستخدمون الكثير من هذه التطبيقات سواء في دفع الأموال وتحويلها، والبيع والشراء، بل حتى السفر والحجر.. إلخ، ومن هنا، فإن على الشركة أن تستغل هذا المعطى الأوليّ وهو رغبة الناس في إنجاز أعمالهم بشكل رقمي، فلمَ لا تتحول الشركات نفسها إلى الرقمنة؟!
إن من أهم المحددات الرئيسية للشركات التي تفكر في الرقمنة هو استغلال الفرص الاستغلال الأمثل، فإذا كان السلوك الاستهلاكي للعميل تغير بشكل جذري، فمن المحتم أن تتابع الشركات نفسها هذا التغير، وأن تبتكر من الطرق والأدوات ما يمكنها من تلبية رغبات هذا العميل وإشباع احتياجاته.
اقرأ أيضًا:
ما لا تعرفه عن الإبداع.. أساطير يجب التخلص منها
تحويل الأزمات إلى فرص.. فن الحصول على المكاسب الخفية
التعامل مع العملاء عن بعد.. خيار الضرورة!