في مشهدٍ نادرٍ أثار إعجاب المتابعين في المملكة والعالم، انطلقت رحلة برية استثنائية من مدينة جدة إلى الرياض، لثلاثة طائرات عملاقة تابعة للخطوط الجوية السعودية، من طراز بوينج 777-200ER، كانت تشكل جزءًا لا يتجزأ من أسطول الناقل الوطني، لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخها.
في عمليةٍ هندسية معقدة، تم نقل طائرات الخطوط السعودية الثلاث على شاحنات ضخمة مصممة خصيصًا لهذه المهمة الشاقة.
وقد استغرقت عملية التحضير والنقل وقتًا وجهدًا كبيرين، تحت إشراف فريق متخصص وحراسة أمنية مشددة. وتعد هذه الرحلة البرية إنجازًا استثنائيًا، يعكس القدرات اللوجستية التي تمتلكها المملكة.
إعادة تدوير طائرات الخطوط السعودية
بعد أن جابت طائرات الخطوط السعودية الثلاث، آلاف الأميال في الأجواء. حاملةً على متنها ملايين المسافرين، بدأت رحلة جديدة لها على الأرض.
فبعد أن أُخرجت من الخدمة الجوية، وجدت هذه الطائرات طريقها إلى حياة جديدة كمعالم سياحية في “موسم الرياض”؛ حيث سيتم تحويلها إلى مناطق ترفيهية، لتقدم تجربة فريدة للزوار.
وتمثل مبادرة إعادة تدوير الطائرات التي خرجت من الخدمة وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي ترفيهية. خطوة نوعية في مجال الاستدامة البيئية؛ إذ تسهم في تقليل حجم النفايات الناتجة عن قطاع الطيران، وتعزيز الاقتصاد الدائري.
كما تعكس الالتزام السعودي الراسخ بالمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية. وتجسيدًا لرؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصادٍ متنوعٍ ومستدام.
ولا تقتصر أهمية هذه المبادرة على الجانب البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل أيضًا الجانب الاقتصادي والسياحي.
فمن خلال تحويل الطائرات القديمة إلى مناطق جذب سياحي. تسهم المملكة في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز قطاع السياحة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب. وأيضًا تسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية، تجذب المزيد من الزوار للاستمتاع بتجارب فريدة ومبتكرة.
«الخطوط السعودية» في مغامرة ترفيهية
تقطع طائرات ضخمة، كانت تشكل جزءًا أساسيًا من أسطول الخطوط الجوية السعودية، مسافة تزيد على 1000 كيلومتر في رحلة برية تاريخية.
بدأت من جدة ومرورًا بالمدينة المنورة والقصيم، وصولًا إلى العاصمة الرياض. هذه الرحلة الاستثنائية، التي تستغرق وقتًا ليس بالقليل، كانت تحديًا هندسيًا ضخمًا نظرًا لحجم ووزن هذه الطائرات العملاقة التي تجاوز ارتفاعها 6 أمتار.
كما واجهت العملية تحديات لوجستية كبيرة؛ حيث تم اختيار مسار بعيد عن الجسور العلوية لتجنب أي عوائق قد تحول دون إتمام الرحلة بسلام.
هذا المسار الطويل -يستغرق قرابة أسبوعين- وفقًا للمصادر الرسمية، يسلط الضوء على الجهد الكبير الذي بُذل لنقل هذه الطائرات من مكانها الأصلي إلى وجهتها النهائية.
بوليفارد رن واي
من ناحية أخرى، أعلن المستشار تركي آل الشيخ؛ رئيس الهيئة العامة للترفيه، عن تفاصيل منطقة “بوليفارد رن واي”، وهي أحدث إضافة إلى فعاليات “موسم الرياض”. تأتي هذه المنطقة الترفيهية بالتعاون مع “الخطوط السعودية”، بعد توقيع اتفاقية شراكة لتنفيذها.
في حين تقع منطقة “بوليفارد رن واي” بجانب “بوليفارد سيتي” على مساحة شاسعة تبلغ 140 ألف متر مربع، إلا أنها تتميز بطابعها الفريد؛ حيث ستضم ثلاث طائرات من طراز بوينج 777-200ER تم تحويلها إلى محلات تجارية ومطاعم، بالإضافة إلى 13 تجربة تفاعلية مصممة خصيصًا للكبار والصغار.
طائرات عملاقة وتاريخ حافل بالإنجازات
تتميز كل طائرة من طائرات الخطوط السعودية الثلاث، بتاريخ حافل بالإنجازات، بدءًا من ربط المملكة بالعالم الخارجي ونقل الحجاج والمعتمرين إلى الديار المقدسة.
فالطائرة الأولى تحمل الرقم التسلسلي HZ-AKG وقد بدأت رحلتها في 1998، واستمرت في الخدمة حتى 2016، في حين انضمت الطائرة الثانية HZ-AKK إلى الأسطول الجوي السعودي في نفس العام تقريبًا، ولكن تم إخراجها من الخدمة في العام نفسه. أما الطائرة الثالثة HZ-AKP فقد بدأت عملها في 1999 واستمرت حتى 2017.
علاوة على ذلك، فإن طائرات بوينج 777-200ER لا تزال تشكل جزءًا مهامًا من أساطيل العديد من شركات الطيران العالمية، بما في ذلك شركة يونايتد إيرلاينز الأمريكية التي تحتفظ حتى الآن بالطائرة الثانية من هذا الطراز التي تم إنتاجها.
إنجاز يظهر قوة المملكة اللوجستية
تُعد رحلة نقل الطائرات الثلاث شاهدة على جودة البنية التحتية للطرق السعودية ومتانتها وقدرتها على تحمل الأحمال الثقيلة. وهو الأمر الذي يعكس التطور الكبير الذي تشهده المملكة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
وفي هذا الصدد، أكدت الهيئة العامة للطرق أن شبكة الطرق السعودية مجهزة لاستقبال كل أنواع الحمولات، بغض النظر عن حجمها أو وزنها، وذلك وفقًا للأنظمة واللوائح.
كما أوضحت الهيئة أن هناك آلية مرنة لإصدار تصاريح نقل الحمولات الاستثنائية، تتيح نقل الحمولات غير القابلة للتجزئة. ما يدعم حركة النقل التجاري والسياحي ويعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي.
ويهدف إصدار تصاريح نقل الحمولات الاستثنائية إلى تمكين القطاعات الحيوية والواعدة في المملكة من نقل معداتها وأصولها الثقيلة. ما يسهم في دعم مسيرة التنمية الشاملة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
علاوة على هذا الأمر، فإن هذه التصاريح تسهم في تسهيل الحركة اللوجستية وتقليل التكاليف؛ ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
من ناحية أخرى، تتميز المملكة العربية السعودية، بشبكة طرق ضخمة ومتطورة، تعد الأولى عالميًا في مؤشر الترابط. وهذا الإنجاز الكبير يعكس الاستثمارات الضخمة التي تضخها المملكة في قطاع البنية التحتية. والتي تعزز كفاءة وفاعلية شبكة النقل وتسهيل الحركة المرورية. كما أن هذه الشبكة الطرقية المتكاملة تسهم في ربط مختلف مناطق البلاد ببعضها البعض، وتسهيل التجارة والاستثمار.
احتفاء شعبي غير مسبوق بجولة الطائرات
شهدت المملكة العربية السعودية احتفالًا شعبيًا غير مسبوق بـ”جولة طائرات الخطوط السعودية” التي نفذتها الهيئة العامة للترفيه برئاسة المستشار تركي آل الشيخ. وشملت نقل ثلاث طائرات برية عبر مسافات طويلة.
وتحولت هذه الرحلة النادرة إلى حدث وطني؛ حيث خرج المواطنون من مختلف الأعمار لاستقبال هذه الطائرات والاحتفاء بها؛ ما خلق أجواءً من الفرح والولاء للوطن.
وثقت الصور والمقاطع المرئية بدقة تفاصيل هذه الرحلة الاستثنائية؛ حيث ظهر السعوديون وهم يعبّرون عن فخرهم واعتزازهم ببلادهم.
كما عبروا عن سعادتهم بالفعاليات المبتكرة التي تنظمها الهيئة العامة للترفيه. وقد أظهرت هذه الاحتفالات مدى تفاعل المجتمع السعودي مع هذه المبادرات، ومكانة المملكة كوجهة عالمية للترفيه.
ولم تغب مظاهر الكرم السعودي الأصيل عن هذه الاحتفالات؛ حيث استقبل أهالي قرية “أم الدوم” فريق نقل طائرات الخطوط السعودية بترحاب حار، وأقاموا لهم مأدبة إفطار تقليدية؛ ما يعكس عمق القيم والعادات والتقاليد السعودية
أيضًا هذه اللقطات المؤثرة أكدت على الصورة النمطية الإيجابية عن الشعب السعودي وكرمه وحسن ضيافته.
وثقت عدسات الكاميرا الكثير من المشاهد التي تعبر عن حفاوة الاستقبال لـ “جولة الطائرات”؛ حيث أقامت بعض الأسر جلسات على جانبي الطريق لتقديم القهوة والشاي للترحيب بالطائرات المارة. فيما قدم الأطفال تحية عسكرية تعبيرًا عن فرحتهم بهذا الحدث الاستثنائي.
تأملات رقمية .. في 3 طائرات سعودية
✈️ الطائرة في الصورة من طراز بوينغ 777-300ER.
✈️ يبلغ وزنها الفارغ، بدون وقود أو ركاب، حوالي 160 طن، ما يعادل حمولة 160 سيارة بيك آب‼️
✈️ تأمل كيف يحمل الطائرة على مدرج المطار فقط 14 عجلة، بينما يتطلب نقلها على الأرض باستخدام شاحنات عملاقة نحو… pic.twitter.com/BFIItFRiE3— أ.د. عبدالله المسند (@ALMISNID) September 11, 2024
مسابقة أجمل صورة لطائرات الخطوط السعودية
في خطوةٍ غير مسبوقة، أعلن المستشار تركي آل الشيخ؛ رئيس الهيئة العامة للترفيه، عن إطلاق مسابقة واسعة النطاق. وذلك بهدف اختيار أجمل صورة فوتوغرافية أو مقطع فيديو يوثق رحلة طائرات الخطوط السعودية العملاقة برًا إلى العاصمة الرياض.
وتهدف هذه المسابقة إلى مشاركة الشعب فرحة وصول هذه الطائرات الضخمة، وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن.
جاء إعلان “آل الشيخ” مصحوبًا بتعبيره عن سعادته البالغة بالفرحة التي أظهرها المواطنون والمقيمون على حد سواء خلال هذه الرحلة الاستثنائية. مؤكدًا أن هذا الحب والانتماء هما ما يميز المجتمع السعودي.
كما أضاف أن الفائز بهذه المسابقة سيحصل على جائزة قيمة تتمثل في سيارة فاخرة. تقديرًا لإبداعه ومشاركته في هذا الحدث التاريخي.
علاوة على هذا الأمر، فقد شدد “آل الشيخ” على أن هذه المسابقة مخصصة للمواطنين السعوديين فقط. داعيًا الجميع للمشاركة وإبراز مواهبهم في التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
مشاعركم وفرحتكم في جولة الطيارات الى ان تصل الرياض اسعدتني جدا وغير مستغربة لانكم اهل البلد الطاهر واجمل بلد السعودية … لذلك سنعمل مسابقة اجمل تصوير للطائرات في طريقها للرياض سواء فيديو او صورة سيحصل على سيارة جديدة فاخرة … وروني ابداعاتكم والمشاركة للسعوديين فقط 🇸🇦❤️ ✈️🎥📸 pic.twitter.com/mjbLOXsfps
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) September 10, 2024
جولة الطائرات السعودية تثير الإعجاب عالميًا
أحدثت جولة الطائرات السعودية، التي تم نقلها برًا إلى العاصمة الرياض، ضجة واسعة على الصعيد الدولي.
وحظيت بإشادات واسعة من مختلف دول العالم. فقد أثارت هذه الرحلة الاستثنائية إعجاب المتابعين حول العالم. لا سيما فيما يتعلق بجودة الطرق السعودية والخدمات اللوجستية المتطورة التي تم توظيفها في هذه العملية.
كما لاقت الجولة استحسان الخبراء والمتخصصين في مجال النقل والاستدامة البيئية. الذين أشادوا بالجهود السعودية في إعادة تدوير المواد المستخدمة في قطاع الطيران المدني. والحرص على تطبيق مبادئ الاستدامة في جميع المراحل.
وقد عد الخبراء هذه الجولة نموذجًا يحتذى به في مجال إدارة النفايات وتقليل الأثر البيئي.
علاوة على ذلك، فقد سلطت هذه الجولة الضوء على التطور الكبير الذي تشهده البنية التحتية في المملكة العربية السعودية. لا سيما شبكة الطرق التي باتت قادرة على استيعاب مثل هذه الحملات الضخمة.
وقد أظهرت هذه الجولة الكفاءة العالية التي تتمتع بها الكوادر السعودية العاملة في هذا المجال. والتي شاركت في إنجاح هذه العملية المعقدة.
من ناحية أخرى، فقد أثارت الجولة نقاشًا واسعًا حول أهمية الاستثمار في قطاع النقل اللوجستي. ودوره في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة. فيما أكدت هذه الجولة قدرة المملكة العربية السعودية على تنظيم مثل هذه الأحداث الضخمة، وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي.