يتساءل البعض منا، خاصة المهتمين بالمسؤولية الاجتماعية، عن دور رائد الأعمال في دعم القضايا الاجتماعية، ورواد الأعمال الاجتماعيون مهتمون بشدة بما هو أكثر من جني الأرباح، وباستخدام أحدث التقنيات والابتكارات هم مدفوعون لصنع تأثير من شأنه تحسين حياتنا وبيئتنا، إنهم بالفعل يسعون إلى إضافة قيمة ذات مغزى للعالم.
يُمكن وصف رائد الأعمال الاجتماعي بأنه الشخص الذي يُدرك المشكلات الاجتماعية ويستخدم المبادئ والأساسيات المتعلقة بمجال ريادة الأعمال لتنظيم وإنشاء وإدارة مشروع لإحداث تغيير اجتماعي، وفي حين أن رائد الأعمال التجارية يقيس عادةً الأداء في الربح والعائد، يُركز رائد الأعمال الاجتماعي على إنشاء رأس مال اجتماعي، وبالتالي فإن الهدف الرئيسي لريادة الأعمال الاجتماعية هو تعزيز الأهداف الاجتماعية والبيئية.
بعبارة أخرى أكثر وضوحًا: بدلًا من ترك الاحتياجات المجتمعية للحكومة أو قطاع الأعمال يجد رائد الأعمال الاجتماعي ما لا يعمل ويحل المشكلة؛ عن طريق تغيير النظام ونشر الحل وإقناع مجتمعات بأكملها باتخاذ خطوات جديدة.
لذلك، يوضح موقع «رواد الأعمال» في السطور التالية دور رائد الأعمال في دعم القضايا الاجتماعية، وهي على النحو التالي:
دور رائد الأعمال في دعم القضايا الاجتماعية
في معظم الأحيان يبدأ رائد الأعمال بتحديد مشكلة اجتماعية في المجتمع أو في العالم بأسره، والبدء في حلها من خلال ابتكار العديد من الخدمات أو المنتجات، أو توفير فرص العمل أو التعليم، أو اتباع نهج جديد في المنهجيات الفاشلة، إذًا يُمكن القول إن ريادة الأعمال الاجتماعية تتمحور حول الرفاهية في جميع الجوانب: بدءًا من العمليات الداخلية للشركة؛ وحتى تأثيرها في جميع أصحاب المصلحة، والنتيجة النهائية للتأثير الاجتماعي الإيجابي.
دعم القضايا الاجتماعية
دائمًا ما يتولى رائد الأعمال الاجتماعي تحليل المشكلة أو القضية الاجتماعية التي يجب معالجتها؛ لمعرفة الأسباب والجذور الكامنة وراء المشكلة؛ إذ يتحقق ذلك من خلال بحث شامل حول ريادة الأعمال الاجتماعية، ونتائج التحليل الميداني، والاستطلاعات وطرق المراقبة.
وهو يدرس أيضًا المشكلة الحقيقية التي تواجه المجتمع ويعمل على ربطها من حيث الأنماط المجتمعية القائمة واتجاهات ريادة الأعمال الاجتماعية الناشئة في المجتمع، ثم يطوّر الأفكار والاستراتيجيات لتغيير عقلية الناس وإحداث تغيير في أسلوب حياتهم وموقفهم.
وفي سياق ذلك يقول رائد الأعمال الأمريكي «بيل درايتون»؛ وهو الشخص الذي صاغ مصطلح «رائد الأعمال الاجتماعي»: إن الغرض من حياة رائد الأعمال الاجتماعي الحقيقي هو تغيير العالم، ومع ذلك غالبًا ما يقيس رائد الأعمال الاجتماعي نجاحه على أساس الحد الأدنى الثلاثي:
- اجتماعي: قدرة الشركة على إحداث تغيير إيجابي وتأثيرها في القضايا الاجتماعية.
- البيئة: الأثر البيئي للأعمال والبصمة الكربونية.
- اقتصاديًا: تحتاج المؤسسات الاجتماعية إلى جني الأرباح لمواصلة العمل والنمو.
معالجة مدفوعة بالربح
بالطبع رائد الأعمال الاجتماعي الحديث مدفوع بالربح ولكنه يتخذ أيضًا نهجًا أكثر شمولًا للأعمال التجارية ويبدو أنه مهتم أكثر بمصير الكوكب والإنسانية، وكلاء التغيير هؤلاء ينشرون تكتيكات تنظيم المشاريع لتقديم حلول منهجية للمشاكل الاجتماعية والبيئية، وفي كثير من الأحيان يقود رواد الأعمال الاجتماعيون إنتاج منتجات صديقة للبيئة، أو يلبون احتياجات المجتمع المحرومة أو يركزون على الأنشطة الخيرية.
ومن خلال المؤسسات غير الربحية يروج رواد الأعمال الاجتماعيون لمجموعة واسعة من الحلول التي تركز على التنمية المستدامة مثل: توفير المياه النظيفة، وزيادة الوصول إلى الطاقة المتجددة.
تحديات ريادة الأعمال الاجتماعية
يتمثل أحد تحديات النجاح في ريادة الأعمال الاجتماعية في أنه من السهل قياس الربح “هل جنيت المال أم لم تجنه؟”، ولكن ليس من السهل قياس تأثيرك في الناس أو كوكب الأرض وإيصال ذلك للآخرين، وفي معظم الأحيان يتبنى رواد الأعمال الاجتماعيون نموذج عمل يضع مهمتهم في قلب أعمالهم ويكونون مسؤولين أمام عملائهم وأصحاب المصلحة بناءً على تأثيرهم المقترح.
اقرأ أيضًا:
كيف تجد المال لبدء مشروعك؟.. خيارات ملائمة لخطوتك الأولى
نصائح أليكو دانجوتي لرواد الأعمال.. كبسولات ريادية مذهلة
الحلول البديلة للوظائف.. استراتيجيات مهمة تستدعي التفكير
الدروس المستفادة من إيلون ماسك.. هل لديك الاستعداد؟
أهم الوظائف في 2022.. اقتنص الفرصة