جدة – أحمد العمودي
بدأت فعاليات منتدى جدة الاقتصادي مساء أمس بمشاركة رجالات الدولة والأمراء والمسئولين وأصحاب الأعمال والمفكرين وخبراء الاقتصاد،وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل؛ مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة،ومحمد نجيب تون عبدالرزاق؛ رئيس وزراء ماليزيا، ومحمد شمشك؛ نائب رئيس وزراء تركيا، ود.توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة
تحديات عالمية
وأكد صالح بن عبد الله كامل؛ رئيس مجلس إدارة غرفة جدة ورئيس المنتدى الشيخ أن المنتدى ينعقد في دورته الخامسة عشر تحت عنوان ” شراكة القطاع العام والخاص .. لصنع مستقبل أفضل ” حيث بدأت معالم المناداة بهذا التوجه تتبلور بعد فترة الستينيات من القرن السابق حين تم التحول إلى ما يعرف بتجربة ” التأميم ” سيء السمعة فكان الانتقال فاشلا وتراجعت الأوضاع الاقتصادية في الدول التي طبقته مما حدا بأحد الرؤساء في المنطقة لأن يصارح شعبه قائلا لقد سلمنا القطاع العام شركات ناجحة مائة بالمائة فأعادوها إلينا خاسرة مائة بالمائة .
وقال : إن مصطلح وتجربة الشراكة ليس بأمر مستحدث بل هو موجود في تراثنا الإسلامي حيث أعطى بعض الخلفاء الراشدين بعض التمويلات من دار المال لبعض التجار ليستثمروه وينموه .
وأضاف : وفي التراث الإسلامي نجد أن مهام الدولة تتركز في حفظ الأمن الداخلي والخارجي وحماية الدولة وتنظيم العلاقات بين الناس وتسيير القضاء أما الخدمات فيمكن أن توكل للقطاع الخاص منفردا أو بالشراكة مع الحكومات وتقوم الدولة باستقطاع ما تراه من رسوم أو أرباح أسوة بموضوع الخراج .
واستطرد : لقد تناولت هذا الموضوع في محاضرة لي باسطنبول عام 1993م في المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية ولا أود في هذا الخطاب الافتتاحي أن أعيد الأفكار التي طرحتها ولكن جوهر ما قلت إنه ثبت بالتجربة أن القطاع العام لن يستطيع القيام بأعباء التنمية الشاملة منفردا نظرا لأدائه البيروقراطي ونتيجة لهذا الأداء الضعيف الكثير لكثير من مؤسسات القطاع العام تبنت كثير من الدول والدراسات توجها يهدف إلى إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص وتقليص دور القطاع العام من أجل تصحيح المسار الاقتصادي وتعزيز خطى الاصلاح الشامل .
وقال : وبحمد الله وتوفيقه وما يثلج الصدر ويفتح أبواب الأمل ، المبادرات الرائدة التي تبنتها حكومة المملكة وفي مقدمتها إنشاء المجلس الأعلى للشئون الاقتصادية والتنمية بقيادة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقه لله هذا المجلس الذي أوجد الترابط المطلوب والمأمول بين الوزارات والجهات المختصة بالشأن الاقتصادي والمالي والاجتماعي والتعليمي وتحت مظلته بدأ الإسراع في تغيير وتعديل الأنظمة مرورا ببرنامج التحول الوطني باستحقاقاته الضخمة والآمال العراض المعقودة عليه والذي يخدم جزء كبير منه عملية الشراكة ومن المبادرات المهمة في ذات الاتجاه ما قام به مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وهو رجل تنمية منذ أن كان في عسير والذي أنشأ مركز التكامل التنموي.
وأبرز ما يزخر به المنتدى هذا العام تعديل شكل برنامج المنتدى بتنظيم ورش عمل متخصصة تضم ذوي الاهتمام والعلاقة من القطاعين العام والخاص محليين وخارجيين وممثلي المؤسسات الدولية والدوائر الحكومية ذات العلاقة لتقديم أفضل الحلول لتعزيز قدرة الاقتصاد السعودي.
وقدم الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة؛ معالي وزير التجارة والصناعة عرضاً عما تقدمه الوزارة لتطوير ودعم القطاع الخاص، مؤكداً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- تؤمن بأن القطاع الخاص هو الذراع الأمينة لتطوير اقتصاد المملكة وتنويعه والانطلاق به إلى المستقبل .
وقال : نعمل على تسخير وتسهيل الإجراءات للقطاع الخاص كإصدار السجل التجاري والذي أصبح إلكترونياً للشركات والمؤسسات الصناعية ، وفيما يتعلق بالصناعة يتم اإصدار ترخيص صناعي الكترونياً وبدون أوراق خلال عمل يوم واحد، ومنها أيضاً التقديم على أرض صناعية وغيرها من الإجراءات لما يشكله حجم النمو الصناعي والذي يتطور بشكل كبير حتى وصل إلى ما يقارب 627 مليار ريال.
وفيما يتعلق بالأراضي الزراعية أوضح معاليه أن هناك أكثر من 20 موقعاً في أغلب مناطق المملكة ولله الحمد وهناك في جدة 4 مدن صناعية ، لافتاً إلى أن التمويل لهذه المشروعات والمصانع السعودية يشهد نمواً كبيراً حيث قدم الصندوق الصناعي العام الماضي للمصانع قروضاً بلغت أكثر من 11 مليار ريال .
وقال محمد نجيب تون عبدالرزاق؛ رئيس وزراء ماليزيا إن منتدى جدة الاقتصادي ينافس منتدى دافوس، مشيراً إلى أن دولة ماليزيا تدعم شراكات القطاع العام والخاص مع المملكة العربية السعودية .
وأثنى دولته على جهود المملكة في تنظيم مواسم الحج والترتيبات والتجهيزات التي تقوم بها لخدمة حجاج بيت الله الحرام مؤكداً تكاتف ماليزيا مع المملكة في ترسيخ قيم الإسلام الحقيقية ومبادئه الحنيفة .
ونوه محمد شمشك؛ نائب رئيس وزراء تركيا إلى متانة الاقتصاد السعودي وتعامله مع مختلف الأوضاع بحكمة وسياسة راسخة، معرباً عن شكره للقائمين على منتدى جدة الإقتصادي في نسخته الـ 15 والذي يقام في ظروف يشهد فيها العالم تغيرات اقتصادية متسارعة تحتم على الجميع التكاتف والتعاون من أجل إيجاد الحلول لكل ما يعيق الإقتصاد بشكل عام .