حوكمة المعلومات عملية مساءلة في الأساس؛ فأنت تتعامل مع الملعومات المتاحة لديك أملًا في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من جرائها، وأن تعمل، في الوقت ذاته، على تسهيل الوصول إليها.
فالحقيقة هي أن هذا الكم الهائل من البيانات غير خاضع للسيطرة؛ ما يجعل من الصعب معرفة ما هو ذو قيمة وما هو ليس كذلك.
إن غياب حوكمة المعلومات لا يعني فقط أنه يمكن اختراق البيانات الحساسة، ولكن أيضًا أن البيانات التي يحتمل أن تكون مفيدة لا تزال غير مستغلة بالقدر الكافي. إن وجود خطة قوية لحوكمة المعلومات هو الحل لهذه المشاكل.
اقرأ أيضًا: سعد المالكي: رؤية الشركة يمكن أن تصبح مصدر إلهام وتحفيز للعاملين بها
ما هي حوكمة المعلومات؟
حوكمة المعلومات هي تطوير إطار عمل للقرار والمساءلة يحدد السلوك المقبول في إنشاء المعلومات، وتقييمها، واستخدامها ومشاركتها وتخزينها وأرشفتها وحذفها.
يشمل ذلك السياسات والمعايير والعمليات والمقاييس والأدوار التي توجه الاستخدام الفعال للمعلومات لمنظمة ما لتحقيق أهدافها، على الرغم من أن هناك الكثير من المصطلحات المرادفة لمفهوم حوكمة المعلومات ومنها: إدارة دورة حياة البيانات، وإدارة البيانات.
وتُعد حوكمة المعلومات نهجًا شاملًا لإدارة معلومات الشركة؛ من خلال تنفيذ العمليات والأدوار والضوابط والمقاييس التي تتعامل مع المعلومات كأصل أعمال ذي قيمة.
وتعترف حوكمة المعلومات بالمعلومات كأصل استراتيجي يجب أن يخضع للتنسيق والرقابة رفيعي المستوى، يضمن ذلك المساءلة والنزاهة والمحافظة على المعلومات وحمايتها على مستوى المؤسسة، وذلك يهدف إلى معالجة المهمة بشكل كلي، وتحسين عائد الاستثمار على التكنولوجيا والموارد اللازمة لإدارة المعلومات.
وعلى الرغم من أننا نشير عادةً إلى حوكمة المعلومات في سياق رقمي إلا أنها تتضمن أيضًا الأصول المادية، مثل الأجهزة والمستندات المطبوعة. هذا صحيح بشكل خاص في حالة المنظمات الأكثر نضجًا، والتي غالبًا ما تكون لديها كميات كبيرة من المعلومات المخزنة محليًا، في شكل مطبوع أو رقمي.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك القيادة بنجاح؟
الهدف والأهمية
يتمثل أحد الأهداف المهمة لحوكمة المعلومات في تزويد الموظفين بالبيانات التي يمكنهم الوثوق بها، والوصول إليها بسهولة أثناء اتخاذ قرارات العمل.
إذًا الهدف من اتباع نهج شامل لحوكمة المعلومات هو إتاحة أصول المعلومات لمن يحتاجون إليها، مع تبسيط الإدارة وتقليل تكاليف التخزين وضمان الامتثال. وهذا بدوره يمكّن الشركة من تقليل المخاطر القانونية المرتبطة بالمعلومات غير المُدارة بشكل غير متسق وتكون أكثر مرونة في الاستجابة لتغير السوق.
وعلى ذلك يمكن القول إن حوكمة المعلومات توفر مجموعة واسعة من الفوائد تتضمن ما يلي: سهولة الوصول إلى معلومات معينة، إدارة البيانات الأساسية وتخزينها وتأمينها بشكل صحيح، مراعاة المتطلبات التنظيمية بشكل صحيح، إدارة المخاطر؛ لتقليل أي مشاكل قد تنشأ عن الاستخدام غير الصحيح.
ومن خلال حوكمة المعلومات يمكن الحصول على: بيانات قابلة للتنفيذ ويمكن إدارتها؛ حيث تتمتع المؤسسات بفرصة استراتيجية ومسؤولية لتحليل بياناتها والحفاظ عليها كلها بأمان طوال دورة حياة المعلومات الكاملة.
بالإضافة إلى دعم أهداف العمل وأولوياته واحتياجاته بما يتماشى مع الثقافة التنظيمية والموارد المتاحة، ناهيك عن تحسين الإنتاجية؛ من خلال تسهيل التعاون الذكي عن طريق مشاركة المعلومات.
وكذلك ضمان الامتثال للقوانين واللوائح ومعايير الصناعة والإجراءات الداخلية والالتزام القانوني، وتعمل حوكمة المعلومات على تحسين قدرات تحليل البيانات؛ من أجل الوصول إلى المعلومات التي تحتاجها بشكل أسرع وأسهل؛ لأنها مصنفة ومدعومة ومضمونة بشكل أفضل، فضلًا عن تحسين عائد الاستثمار في أنظمة ذكاء الأعمال، وتقليل الانتهاكات عن طريق الحفاظ على المعلومات آمنة.
اقرأ أيضًا:
أنماط التخطيط الاستراتيجي.. آليات تحقيق الأهداف
كيف توفر بيئة عمل إيجابية لشركتك؟
تقرير: على المديرين تشجيع “الفوضى الإبداعية” لتحقيق نتائج أفضل
دعم الشركات العائلية.. الواقع والأطر القانونية
كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال.. وتأهيل الشباب لمتطلبات سوق العمل