تماشيًا مع الرؤية الطموحة لترسيخ دبي كمركز عالمي للابتكار والاقتصاد الرقمي، تتجسد فعالية “إكسباند نورث ستار” ضمن منظومة جيتكس جلوبال كأضخم تجمّع عالمي للشركات الناشئة والمستثمرين على الإطلاق.
ونجحت النسخة العاشرة من هذه الفعالية الريادية، التي تعد ركنًا أساسيًا ضمن فعاليات جيتكس جلوبال، في استقطاب أكثر من 2,000 شركة ناشئة إلى جانب 1,200 مستثمر، قادمين من 180 دولة حول العالم، الأمر الذي يؤكد مكانتها الدولية المتصاعدة.
فضلًا عن ذلك، يتزامن انعقاد هذا الحدث الضخم مع تزايد أهمية دور المنصة في دعم توسّع المنظومة الرقمية على الصعيد العالمي. لا سيما في ظل الأرقام الفلكية التي يشهدها حجم الاستثمارات العالمية في رأس المال الاستثماري، الذي بلغ 368 مليار دولار في عام 2024. وعليه، فإن “إكسباند نورث ستار”، المندرجة تحت مظلة جيتكس جلوبال، تضطلع بمهمة محورية في تحفيز تدفّق الصفقات ورأس المال.
برنامج إكسباند نورث ستار
وعلى هذا الأساس، يمتد برنامج “إكسباند نورث ستار” على مدى أربعة أيام حافلة بالفرص، من الثاني عشر حتى الخامس عشر من أكتوبر. لقد تم تصميم أجندته بعناية فائقة لترفع مستويات التمويل والتوسّع وتدفّق الصفقات إلى آفاق غير مسبوقة. ويمثل هذا البرنامج تظاهرة عالمية تهدف بشكلٍ رئيسي إلى تحفيز الشراكات النوعية وقيادة نمو رقمي شامل، لا سيما في اقتصادات الذكاء الاصطناعي الناشئة. ما يعزز المكانة الريادية لـ”جيتكس جلوبال” كمظلة جامعة للتقنيات المستقبلية.
من جهة أخرى، تبرز أهمية الفعالية في كونها منصة جامعة للخبرات ورؤوس الأموال؛ حيث لا تقتصر على عرض الحلول التقنية فحسب، بل تمثل ملتقىً إستراتيجيًا لصناع القرار وواضعي السياسات، الذين يسعون لتبادل الرؤى حول سبل تسريع التحول الرقمي. وتدعم هذه الإستراتيجية الشاملة ضمن إطار “إكسباند نورث ستار” طموح دبي في ترسيخ نفسها كمحور رئيسي للابتكار والمعرفة.
توطيد العلاقات الدولية
وانطلاقًا من هذا الدور، سطرت البرازيل حضورها كشريك الدولة الرسمي الأول في تاريخ الفعالية، في خطوة غير مسبوقة؛ حيث شاركت البرازيل بوفد ضخم يضم أكثر من 50 شركة ناشئة من الأكثر حيوية في البلاد. إذ عرضت حلولها المبتكرة أمام نخبة المستثمرين والخبراء خلال هذا التجمع التقني العالمي.
وفي هذا السياق، أكدت تاتيانا رييرا؛ المديرة التنفيذية لمكتب “أبيكس برازيل” في دبي، وهو وكالة البرازيل الوطنية للترويج للتجارة والاستثمار، في كلمتها الافتتاحية يوم الثاني عشر من أكتوبر، على الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في رعاية الابتكار وبناء جسور الشراكات الدولية المستدامة بين دول العالم.
وأضافت رييرا أن البرازيل باتت اليوم موطنًا لأحد أكبر النُّظُم البيئية للشركات الناشئة ورأس المال الاستثماري وحقوق الملكية الخاصة عالميًا؛ إذ تحتضن أكثر من 20 ألف شركة ناشئة. ولهذا، فإن وجود “أبيكس برازيل” في “إكسباند نورث ستار” يهدف إلى بناء جسور متينة تربط البرازيل بالعالم، وتحديدًا مع دبي التي تعد غرفة تجارتها من أبرز شركاء الوكالة، ما يضفي أهمية خاصة على الحدث.
وبالمثل، لم يقتصر الأمر على مجرد عرض للشركات الناشئة، بل شمل أيضًا التشارُك الفعّال في صياغة ملامح المستقبل المشترك بين البرازيل والإمارات، وبين البرازيل وبقية الأطراف الدولية المشاركة في الفعالية. الأمر الذي يعكس الأجندة الطموحة التي تسعى إليها الوكالة من خلال هذا الملتقى المتميز.
استقطاب عارضين جدد
في سياق متصل، منذ انطلاقته الأولى في عام 2016، واصل “إكسباند نورث ستار” توسيع نطاق حضوره وسمعته على المستوى العالمي. فنجح في استقطاب المؤسسين والمستثمرين وروّاد الأعمال والتنفيذيين والشركاء الإستراتيجيين من القطاعين العام والخاص من مختلف أرجاء المعمورة. بمن فيهم دول تشارك للمرة الأولى.
ومن الدول الوافدة حديثًا، برزت الإكوادور بحضورها القوي والمتميز. وفي خضمّ ذلك، شدّد فيليبي ريبادينيرا؛ سفير الإكوادور لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، على الأهمية البالغة لمشاركة بلاده ضمن هذه المنصة الدولية. كما أشار سعادة السفير إلى عرض أكثر من 22 شركة إكوادورية، من بينها 20 شركة ناشئة، تقدم حلولًا تقنية متطورة. تتراوح بين الخدمات المصرفية المعزَّزة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الطبية المتقدمة.
ولذلك، أكد سعادة السفير على أن دبي والإمارات تستثمران بقوة لتكونا مركزًا عالميًا للبيانات والذكاء الاصطناعي. وعليه فإن الإكوادور ترى فرصة هائلة للبناء على هذا الزخم لتحقيق تعاون مشترك. وتوقع السفير توقيع مذكرة تفاهم مهمة خلال القمة العالمية للحكومات القادمة في فبراير لإنشاء ممر لوجستي للتكنولوجيا. وهو ما يمثل خطوة إضافية نحو شراكة أعمق تحقق مكاسب متبادلة بين الإكوادور والإمارات.
تعزيز أسواق رأس المال
علاوة على ذلك، تشارك تشيلي للمرة الأولى في “إكسباند نورث ستار”، من خلال 12 شركة خدمات مبتكرة. تغطي قطاعات متنوعة كالتعدين والتعليم والتمويل والإنشاءات والترفيه. وتخطط للمشاركة في قمة الابتكار بين تشيلي ودبي التي سيستضيفها الجناح التشيلي. بهدف تعزيز حضورها في دولة الإمارات ودول الشرق الأوسط الأخرى. دعمًا لمسار تنويع الصادرات التشيليّة.
وبالإضافة إلى فتح أبواب أسواق جديدة، يعد الحدث مركز جذب لكبار المستثمرين العالميين في رأس المال الاستثماري والملكية الخاصة. الذين يتوافدون سعيًا لاكتشاف الشركات “اليونيكورن” التالية. وهي الشركات التي يتجاوز تقييمها مليار دولار. ويشارك في “جيتكس جلوبال” و”إكسباند نورث ستار” 1,200 مستثمر، تتجاوز قيمة الأصول المُدارة لديهم 1.1 تريليون دولار. ما يعكس الأثر الاقتصادي الهائل والنفوذ العالمي للحدثين.
وفي هذا الصدد، أشاد الدكتور يورغ غوشين؛ الرئيس التنفيذي لـ “كي إف دبليو كابيتال”، بتركيز دولة الإمارات على الابتكار. واعتبرها شريكًا طبيعيًا للراغبين في توسيع الفرص انطلاقًا من الأسواق الأوروبية. وخلال جلسة حوارية بعنوان “تعزيز نمو رأس المال الاستثماري والابتكار بالشراكة مع صناديق الثروة السيادية”. شدد على أن الهدف لا يقتصر على تمويل الصناديق والشركات فحسب. بل يمتد ليشمل جعل سوق رأس المال الاستثماري أكثر إتاحة وشفافية.
الالتزام بالشراكات العالمية
وبالأخير، وقع مركز دبي التجاري العالمي، وهو الجهة المنظمة لفعاليات “جيتكس جلوبال” و”إكسباند نورث ستار”. حزمة من الشراكات الإستراتيجية مع عدد من الجهات الدولية خلال اليوم الأول من الفعالية في دبي هاربور. شملت هذه الشراكات تفاهمات مهمة مع “بريسَيت” و”28 ديجيتال” و”أبيكس برازيل” وغرفة التجارة والصناعة في صربيا. الأمر الذي يرسخ مكانة المركز كمنصة عالمية شاملة انطلق منها أكثر من 8,000 مؤسس لتوسيع أعمالهم عبر السنوات.
وبناءً عليه، يعكس “جيتكس جلوبال” و”إكسباند نورث ستار” الطموح اللامحدود لحكومة دبي في رعاية الابتكار واستقطاب المواهب العالمية. وتتطلع الإمارة من خلال هذه الفعاليات إلى توليد 30 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2030. وإيجاد ما لا يقل عن 10 شركات يونيكورن بحلول عام 2031. ما يؤكد دورهما كركيزتين أساسيتين في صناعة اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والتقنية.


