يهدف مفهوم جودة الحياة إلى التقاط رفاهية الفرد أو المجتمع، بما في ذلك العناصر الإيجابية والسلبية داخل مجمل وجودهم في نقطة زمنية محددة.
وعلى سبيل المثال، تشمل الجوانب الشائعة لجودة الحياة الصحة الشخصية “الجسدية، والعقلية، والروحية”، العلاقات، الحالة التعليمية، بيئة العمل، الوضع الاجتماعي، الثروة، الشعور بالأمن والسلامة، الحرية. علاوة على الاستقلالية في اتخاذ القرارات، الانتماء الاجتماعي، والبيئة المحيطة. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 1997 بعنوان: “تقييم جودة الحياة في الرعاية الصحية”.
كما تعرف منظمة الصحة العالمية، جودة الحياة بأنها تقييم ذاتي لإدراك الفرد لواقعه بالنسبة إلى أهدافه، كما ينظر إليه من خلال عدسة ثقافته ونظام قيمه. بينما وحدة أبحاث جودة الحياة في جامعة تورنتو تعرّف جودة الحياة بأنها مدى استمتاع الفرد بالفرص القيمة في حياته.
ومن الضروري التمييز بين جودة الحياة ومفاهيم أخرى مشابهة إلى حد ما والتي قد يتم الخلط بينها بسهولة في الأدبيات؛ مثل مستوى المعيشة وجودة الحياة المرتبطة بالصحة. حيث تختلف جودة الحياة عن مستوى المعيشة في أن مستوى المعيشة يعتمد إلى حد كبير على الوضع الاقتصادي والدخل.
كما تختلف جودة الحياة عن مقياس الصحة العامة. حيث جودة الحياة المرتبطة بالصحة، من حيث أن الأخيرة هي مقياس يستكشف العلاقة بين الصحة وجودة الحياة. نظرًا للصعوبة التي تم التعرف عليها في الوصول إلى تعريف وقياس مقبول عالميًا.
وقد حاولت الدراسات الحديثة إعادة صياغة جودة الحياة إلى مجالات منفصلة. أحد الأمثلة على هذا إعادة الإطار هو “نظرية المشاركة”، التي تأخذ جودة الحياة وتقسمها إلى أربعة مجالات رئيسية: الاقتصاد، الثقافة، السياسة، والبيئة.
اتباع 8 عادات صحية يمكن أن يطيل العمر بنحو 24 عامًا
كشفت دراسة جديدة منشورة على موقع “CNN Health” لـ “خوان ماي نجوين” -المتخصص في العلوم الصحية- أن اتباع ثمانية عادات صحية يمكن أن يطيل العمر بنحو 24 عامًا ويعزز من جودة الحياة. وذلك بحسب تحليل البيانات الخاصة بقدامى المحاربين الأمريكيين.
كما وجدت الدراسة أنه إذا بدأ الفرد في اتباع هذه العادات في سن الخمسين؛ فإنه يمكن أن يطيل عمره بما يصل إلى 21 عامًا. أما إذا بدأ في سن الستين. فإنه يمكنه لا يزال أن يكتسب ما يقرب من 18 عامًا إضافية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، خوان ماي نجوين. في برنامج المليون محارب في نظام الرعاية الصحية التابع لإدارة شؤون المحاربين القدامى في بوسطن: “هناك فترة عشرين عامًا يمكن فيها إجراء هذه التغييرات. سواء بشكل تدريجي أو دفعة واحدة.
1- ركز على ما يمكنك التحكم فيه
توضح الدراسة ضرورة عدم التفكير في ما قد يحدث، علاوة على التركيز على ما يمكنك فعله؛ إذ يعزز النمو والسلام الداخلي. وهذه النقطة الأساسية في علم النفس الإيجابي تدعونا إلى تحويل تركيزنا من الأمور التي لا نستطيع تغييرها؛ مثل: “الماضي، أو أفعال الآخرين”، إلى تلك التي تحت سيطرتنا “أفكارنا، أفعالنا، ردود أفعالنا”.
كما أن هذا التحول البسيط في المنظور يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في جودة الحياة العاطفية والعقلية.
وعلى سبيل المثال، إذا كنت قلقًا بشأن نتيجة امتحان. بدلاً من القلق بشأن الدرجة التي ستحصل عليها، ركز على ما يمكنك فعله الآن، مثل المراجعة الجيدة والاستعداد بشكل جيد.
ويمكنك استخدام هذه النقطة كقاعدة أساسية في مواجهة أي موقف صعب. قبل أن تشعر بالقلق أو الإحباط، اسأل نفسك: “ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله الآن لتحسين الوضع؟.
وباختصار، التركيز على ما يمكنك التحكم فيه هو مفتاح لتحقيق السعادة والنجاح؛ فهو يعزز الشعور بالتمكين والسيطرة، ويقلل من التوتر والقلق.
2- الموهبة مقابل العادات
أوضحت الدراسة سالفة الذكر، أنه حتى الموهبة العظيمة يمكن أن تتضاءل بسبب العادات غير الصحية؛ لذلك يجب القيام بتنمية عادات داعمة لتعزيز قدراتك.
كما أن هذه العادة تؤكد على أهمية تطوير المهارات والمواهب. بغض النظر عن الموهبة الطبيعية التي نمتلكها. حيث إن العادات اليومية التي نتبناها تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدى تحقيقنا للنجاح وجودة الحياة.
3- الفشل الذكي
تدعونا تلك العادة إلى تحويل الانتكاسات إلى فرص؛ حيث إن كل فشل هو درس يقربك من النجاح. فعلى سبيل المثال إذا فشلت في مشروع ما في العمل. بدلًا من الشعور بالإحباط.
كما يمكنك تحليل الأسباب التي أدت إلى الفشل؛ مثل: “نقص الخبرة أو عدم التخطيط الجيد”. ثم يمكنك وضع خطة لتطوير مهاراتك أو التخطيط بشكل أفضل في المشاريع المستقبلية؛ حيث إن الفشل هو معلم رائع. ومن خلال تبني عقلية النمو والتعلم من أخطائنا، يمكننا تحويل الفشل إلى قوة دافعة نحو النجاح.
وهذه الفكرة تشجعنا على تغيير نظرتنا إلى الفشل. بدلاً من رؤيته كعائق أو نهاية الطريق. كما يمكننا اعتباره فرصة ثمينة للتعلم والتطور؛ حيث إن كل خطوة خاطئة أو قرار خاطئ يمكن أن يكون بمثابة درس قيم يرشدنا إلى اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل ويطور من جودة الحياة لدينا.
4- احتضن الشدائد
تتشكل الشخصية الحقيقية في مواجهة الشدائد؛ لذلك يجب أن احتضن التحديات لتقوية شخصيتك؛ فعلى سبيل المثال إذا كنت تواجه صعوبة في تعلم لغة جديدة. فلا تيأس، انظر إلى هذا التحدي كفرصة لتوسيع آفاقك واكتساب مهارة جديدة. حدد أهدافًا واقعية، وابحث عن موارد تعليمية، وانضم إلى دورة لتعلم اللغة.
كما تعتبرالتحديات هي جزء لا يتجزأ من الحياة، ولكنها أيضًا فرصة للنمو والتطور. وذلك من خلال احتضان هذه التحديات. حيث يمكننا بناء شخصية أقوى وأكثر مرونة.
5- التوازن في التمارين
تؤكد هذه النقطة على أهمية العناية بكل من الجسد والعقل لتحقيق التنمية الشخصية الشاملة؛ فالتمارين الرياضية تقوي الجسم وتساعد على تحسين الصحة البدنية والنفسية مما يساهم في تحسين جودة الحياة. بينما التمارين الذهنية مثل التأمل والقراءة تعزز الوظائف الإدراكية وتحسن التركيز والذاكرة.
باختصار، التوازن بين التمرين البدني والذهني هو استثمار في صحتك وسعادتك. من خلال العناية بجسمك وعقلك، ستعيش حياة أكثر صحة وإنتاجية ورضا.
ولتطبيق هذه العادة بشكل فعلي. حدد أوقاتًا محددة لممارسة التمارين الرياضية والذهنية. إلى جانب ممارسة الأنشطة مع صديق يمكن أن يجعلها أكثر متعة واستمرارية.
كما يجب إن كان جدولك مزدحمًا، حاول إيجاد طرق صغيرة لدمج التمارين في روتينك اليومي. مثل المشي أثناء الاستراحة أو ممارسة تمارين بسيطة في المنزل.
6- رعاية العلاقات
العلاقات هي كنوز لا تقدر بثمن. وذلك من خلال الاستثمار في بناء علاقات قوية وصادقة. كما يمكنك أن تعيش حياة أكثر سعادة ورضا. الحياة المليئة بالرضا لا تبنى على المعاملات وحدها. استثمر في بناء علاقات حقيقية.
كما أن هذه النقطة تؤكد على أهمية العلاقات الإنسانية في حياتنا. فبغض النظر عن الإنجازات المادية أو المهنية، فإن العلاقات القوية والصادقة هي التي تعطي حياتنا معنى ورضا.
7- تجنب الحسد
يمكن للحسد أن يدمر الفرح؛ لذلك ركز على رحلتك واحتفِ بتقدمك. الحسد هو شعور سلبي ينشأ من مقارنة أنفسنا بالآخرين ورغبتنا في امتلاك ما لديهم.
كما أن هذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الغيرة والحقد، ويحول دون تحقيق السعادة والرضا. لذلك، من المهم أن نركز على رحلتنا الخاصة ونحتفل بتقدمنا مهما كان صغيراً.
8- اعرف نفسك
يعد الوعي الذاتي هو الجسر إلى أهدافك؛ لذلك يجب أن تفهم نفسك لتتمكن من التنقل بشكل أفضل نحو النجاح. تشجعنا هذه العبارة على البحث عن أنفسنا وفهم شخصياتنا وقدراتنا وميولنا.
فكلما عرفنا أنفسنا أكثر، زادت قدرتنا على اتخاذ القرارات الصحيحة وتحديد الأهداف التي تتناسب مع طبيعتنا. مما يسهل علينا تحقيق النجاح والسعادة. كما يعرف الوعي الذاتي أنه هو البوصلة التي توجهنا في رحلة حياتنا.