يُعد الابتكار جزءًا أساسيًا من منظومة العمل داخل المؤسسات والمنظمات، وتنميته في ظل التنافسية الكبيرة الذي يشهدها السوق العالمي؛ لا يأتي إلا من خلال تلمس العوائق في المؤسسات، ولأن الابتكار ذو أهمية كبيرة، اتجهت أنظار بعض المؤسسات نحو تعزيز القدرات الإبداعية والابتكارية وتنميتها على كل المستويات، بدءًا من المنظومة الإدارية وأفراد العمل؛ لتحقيق الاستجابة الأفضل لمنتجات أو خدمات المؤسسات، و زيادة الأداء بشكل جذري، وتحسين طرق العمل.
إن الهدف الأسمى من العملية الإبداعية يكمن في تحسين استخدام الموارد وتحقيق النتائج الأفضل، مقارنة بأفضل المنافسين، ونتاجه الحقيقي الأكثر أهمية يتمثل في ابتكار الإنتاجية؛ لذا لا يتحقق النمو للشركات والمؤسسات، إلا من خلال تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، فهذه العملية تحتاج إلى مجموعة من المبادئ الأساسية، لذلك في السطور التالية نتحدث باستفاضة عن أهم وأبرز المبادئ الأساسية التي يُمكن من خلالها تعزيز ثقافة الابتكار في المؤسسات المعاصرة.
لو أمعنا النظر في الشركات الرائدة المتخصصة في المجالات التكنولوجية، ولتكن على سبيل المثال شركة «أبل»، لربما نتعجب طوال الوقت من منتجاتها التي تغزو السوق العالمي بشكل يومي، والتي بالتأكيد أسهمت في تسهيل حياتنا بشكل لم نكن نحلم به في الماضي، وفي هذا الصدد ثمة سؤال يطرح نفسه: ما السر وراء النمو السريع الذي أدى إلى تصدر “أبل” قائمة الشركات العملاقة في العالم؟ في حقيقة الأمر لا يوجد سر في هذا الموضوع، وكل ما في الأمر أن الشركة تحرص على تطبيق المبادئ الأساسية لعملية الإبداع والابتكار وتعزيز ثقافتها بين أفراد عمل الشركة.
المبادئ الأساسية للإبداع والابتكار
وضع الكثير من الخبراء والمتخصصين في تنظيم الأعمال داخل الشركات والمؤسسات وكذلك المنظمات، المبادئ الأساسية للابتكار والإبداع التي يُمكن تطبيقها في منظومة عمل المؤسسات، ومن خلالها يتم تحقيق الأهداف والميزة التنافسية.
مبادئ ومتطلبات:
– إتاحة الفرصة الحقيقية لفريق العمل لتوليد الأفكار وتنميتها فكرة ما دامت تسير في الاتّجاه الصحيح الذي يتناسب مع طبيعة ونوعية العمل، فهناك الكثير من الاحتمالات تتحول إلى حقائق، إذن ينبغي على أصحاب الشركة ألا يقتلوا أفكار موظفيهم، ومنحها الرعاية والعناية الكاملة لكي تتحقق بالشكل الصحيح، بما يعزز من التنافسية.
– احترام الموظفين ومنحهم الفرصة الكاملة للمشاركة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل المؤسسة، فالاعتناء بفريق العمل والموظفين وتنميتهم ورعايتهم يُحقق المستقبل الأفضل والأكثر ابتكارًا وربحًا، فالاحترام بين الإداريين وفريق العمل كفيل بأنهم يبذلوا قصارى جهدهم لإنجاز المهام على الوجه الأكمل.
– الابتعاد عن الروتين والتقليد في العمل وتعزيز ثقافة التطور في إدارة الأعمال وإنجاز المهام، فالتخلي عن الروتين يُسهم بالتأكيد في تنمية القدرات الإبداعية والابتكارية لدى أفراد المؤسسة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق أهداف المؤسسة.
– تغيير ثقافة التعامل داخل المؤسسات يعزز من ثقافة الإبداع والابتكار؛ لذا ينبغي على أصحاب المؤسسات والمديريين معاملة أفراد المؤسسة على أنهم أصحاب عمل وأصحاب قرار لا موظفين، وهو ما يُشجعهم على توليد الأفكار وتطويرها وتنفيذها، وإنجاز المهام على وجه المطلوب.
– مواكبة المفاهيم الحديثة والمتطورة التي تتعلق بطيعة ونوعية العمل، فذلك يدفع أفراد العمل إلى تفجير طاقتهم الإبداعيّة الكامنة بداخلهم، وتوظيفها في خدمة تحقيق الأهداف.
إن ما ذكرناه في المبادئ الأساسية لعملية الإبداع والابتكار، يُمكن أن يُجيب عن السؤال الذي طرحناه سلفًا بشأن تصدر “أبل” قائمة الشركات الرائدة في المجالات التكنولوجية؛ حيث يكشف لنا كيف استطاعت الوصول إلى هذه المكانة في السوق العالمي.
خلاصة القول، إن عملية الإبداع والابتكار وتعزيزها داخل المؤسسات والمنظمات، ليست بالأمر السهل كما يعتقد البعض، فهي تحتاج إلى حذر شديد وتجنب العديد من المعوقات حتى لا تتأثر العملية ويتم تطبيقها بالشكل الصحيح، بما يخدم في نهاية المطاف بيئة العمل ومن ثم تحقيق الهدف المنشود.
اقرأ أيضًا: التقنية والمعلومات.. ثورة تكنولوجية غيرت المجتمعات