كشف تقرير تقني حديث، عن التهديدات الأمنية حول العالم خلال النصف الأخير من عام 2023، ازدياد استغلال المهاجمين الإلكترونيين للثغرات الأمنية المكتشفة حديثًا.
وأشار إلى ارتفاع الهجمات التي تستهدف القطاعين الصناعي والتشغيلي، لافتًا إلى تصاعد تهديدات برامج الفدية ومسح البيانات التي شهدتها القطاعات الصناعية؛ حيث تم ستهدفت برامج الفدية 44% من هذه القطاعات خلال النصف الثاني من العام الماضي.
وأوضح التقرير، الذي أعدته شركة “فورتينت” المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، أنه رغم انخفاض عمليات رصد برامج الفدية عمومًا بنسبة 70% مقارنة بالنصف الأول من عام 2023 فإن هذا الانخفاض رافقه تحول المهاجمين نحو استهداف أكثر دقة وتركيزًا.
وتصدرت قطاعات الطاقة والرعاية الصحية والتصنيع والنقل والخدمات اللوجستية والسيارات قائمة أكثر القطاعات المستهدفة بهذه الهجمات.
ولفت التقرير، الذي يستند إلى تحليل شامل أجراه فريق مختبرات فورتي جارد (FortiGuard Labs) التابع للشركة، إلى أن الجهات الخبيثة تُكثّف جهودها لاستغلال الثغرات الأمنية الجديدة المكتشفة، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المؤسسات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
شبكات البوت
وسلط التقرير الضوء على شبكات البوت (الجيوش الآلية) وقدرتها الكبيرة على الصمود؛ حيث استغرق تعطيل الاتصالات بين أجهزة التحكم والسيطرة (C2) بعد اكتشافها الأولي متوسط 85 يومًا، مبينًا أنه رغم استقرار مستوى حركة البوت عمومًا فإن شبكات البوت المعروفة مثل: غوست (Gh0st)، وميراي (Mirai)، وزيرو أكسيس (ZeroAccess) لا تزال تشكل تهديدًا قائمًا.
وأكد ظهور ثلاث شبكات بوت جديدة في النصف الثاني من عام 2023، وهي: أندروكس غوست (AndroxGh0st)، وبروميثيوس (Prometei)، ودارك غيت (DarkGate).
ثغرات جديدة
وجد التقرير أن الهجمات الإلكترونية بدأت بوتيرة متسارعة فور الكشف العلني عن ثغرات أمنية جديدة (برمجيات إكسبلويت)؛ إذ تبدأ الهجمات في المتوسط خلال 4.76 يوم من الإعلان العلني عن الثغرة؛ ما يمثل زيادة في السرعة بنسبة 43% مقارنة بالنصف الأول من عام 2023.
ويؤكد هذا التسارع أهمية تولي البائعين الكشف المبكر عن الثغرات الأمنية، وتطوير برامج التصحيح “الترقيع”، والإفصاح عن الثغرات للعملاء بشفافية تامة؛ ما يساعد في تقليل أخطار الثغرات الأمنية، التي تُعرف باسم الثغرات الصفرية (zero-day)، لتمكين المستخدمين من حماية أصولهم الرقمية بشكل فعال.
وإلى جانب الثغرات الأمنية المكتشفة حديثًا أظهر التقرير أن 98% من المؤسسات رصدت محاولات استغلال الثغرات الأمنية القديمة التي لم تُعالج بعد والمعروفة منذ ما لا يقل عن خمس سنوات (N-day)، كما أن المهاجمين استغلوا الثغرات الأمنية التي تجاوز عمرها 15 عامًا، وهو ما يؤكد ضرورة أن تضع المؤسسات النظافة الأمنية على رأس أولوياتها، وتطبق برامج تحديثات وتصحيحات مستمرة، وتتبع أفضل الممارسات لتعزيز أمن شبكاتها.
نقاط النهاية
وعلى الرغم من وجود عدد هائل من الثغرات الأمنية المعروفة في نقاط النهاية (الحواسيب والأجهزة المتصلة بالشبكة) قدم التقرير بعض الإيجابيات عن مكافحة استغلالها؛ فالبيانات تشير إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات المستهدفة لهذه الثغرات، وأنه لم يتم استهداف سوى أقل من 9% من ثغرات نقاط النهاية خلال الفترة الماضية؛ ما يُظهر فعالية الحلول الأمنية المتقدمة في الحد من أخطار الاختراق.
وخلال عام 2022 ابتكرت مختبرات “فورتي جارد” مفهوم “منطقة الخطر”؛ حيث وجدت الأبحاث أن 0.7% فقط من الثغرات الأمنية الشائعة المكتشفة على نقاط النهاية تعرضت للهجوم الفعلي خلال النصف الثاني من عام 2023، وهو ما يُشير إلى أن مساحة الهجوم النشطة التي يتعين على فرق الأمن التركيز عليها أصبحت أصغر بكثير، وهذا يسمح لهم بتحديد أولويات جهود التصحيح بشكل أكثر فعالية.
استراتيجيات أمنية
وقال سامي الشويرخ؛ المدير الإقليمي الأول لشركة “فورتينت” في المملكة العربية السعودية: “التقرير يظهر أن الجهات الخبيثة تُكثّف جهودها لاستغلال الثغرات الأمنية الجديدة المكتشفة، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المؤسسات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية”.
وأضاف الشويرخ: “تشكل هذه التهديدات أخطارًا على البنية التحتية الرقمية الحيوية في السعودية في كل من القطاعين العام والخاص، التي تُعد ركيزة أساسية لرؤية 2030″، مشيرًا إلى أنه مع ازدياد اعتماد المؤسسات السعودية على الحلول الرقمية تُصبح أكثر عرضة لهجمات برامج الفدية ومسح البيانات وشبكات البوت؛ ما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتعطّل العمليات وتلف البيانات”.
وشدد على ضرورة تعزيز المؤسسات السعودية لاستراتيجياتها الأمنية باتخاذ خطوات استباقية لتقوية بنيتها التحتية الرقمية، مؤكدًا أهمية الاستثمار في حلول الأمن السيبراني المتقدمة، ورفع وعي الموظفين بأهميتها، وتدريبهم على كيفية التعرف على التهديدات الإلكترونية وتجنبها.
وأضاف: “التعامل مع الجرائم الإلكترونية يتطلب ثقافة التعاون والشفافية والمساءلة على نطاق أوسع؛ إذ يُعد التعاون مع منظمات رفيعة المستوى، تحظى باحترام كبير من القطاعين العام والخاص بما في ذلك الهيئات الحكومية والأوساط الأكاديمية، جانبًا أساسيًا”.
تهديدات متقدمة
ولفت التقرير إلى نشاط 38 من أصل 143 مجموعة من مجموعات التهديدات المتقدمة المستمرة التي تتبعها منظمة ميتر (MITRE) خلال النصف الثاني من عام 2023.
ومن أبرز المجموعات التي تم رصدها: مجموعة لازاروس (Lazarus Group)، وكيموسكي (Kimusky)، وAPT28، وAPT29، وأندارييل (Andariel)، وأويل ريغ (OilRig).