يتجه العديد من الشركات إلى استخدام تحليل MOST؛ خصوصًا إذا كانت تعاني صعوبات في صياغة استراتيجيات فعّالة، حيث تمثل تلك الصعوبات أحد الأسباب الرئيسة وراء فشل 90% من المبادرات الاستراتيجية.
كما أن هناك حاجة واضحة لإطار عمل بسيط وواضح يساعد المنظمات على تحديد أهدافها الاستراتيجية وتوجيه جهودها نحو تحقيقها.
وفي هذا المقال يستعرض موقع “رواد الأعمال” تعريف تحليل MOST وأهم فوائده للشركات بحسب مقال إيجور بينيفيتش.
نموذج MOST:
نموذج MOST هو إطار عمل استراتيجي مفيد يمكن أن يساعد المنظمات في تحقيق أهدافها بفاعلية. كما يمتلك النموذج عدة مكونات. ويمتاز بخصائص يجب التدقيق والتمعّن في معرفتها للوصول إلى أقصى استفادة.
- Mission المهمة: الغرض الرئيس للمنظمة وما تسعى إلى تحقيقه، بما في ذلك القيم الأساسية والرؤية التي توجه المنظمة.
- Objectives الأهداف: أهداف محددة وقابلة للقياس تسعى المنظمة لتحقيقها. فيما يجب أن تتوافق هذه الأهداف مع المهمة وتوفر أهدافًا واضحة للنجاح.
- Strategy الاستراتيجية: النهج والطرق الرئيسة التي ستستخدمها المنظمة لتحقيق أهدافها. بما يشمل الإطار العام للخطوات والمنطق الذي سيتم تنفيذه لتحقيق النتائج المرجوة.
- Tactics التكتيكات: تحديد الإجراءات والخطوات المحددة التي سيتخذها لتنفيذ الاستراتيجية. كما أن التكتيكات هي التدابير العملية التي تدعم الاستراتيجية الأوسع وتساعد في تحقيق الأهداف.
طرق تنفيذ نموذج MOST:
- للوصول إلى نتائج ملموسة وعملية يجب اتباع طرق مرتبة لتنفيذ النموذج على أرض الواقع.
- تحديد المهمة: البدء بتحديد الغرض الرئيس للمنظمة.
- وضع الأهداف: تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس.
- بناء الاستراتيجية العامة: تحديد الإطار العام للخطوات. كما يجب تحكّيم المنطق لتحقيق الأهداف.
- تقسيم الاستراتيجية إلى تكتيكات محددة: تحديد الإجراءات الملموسة لتنفيذ الاستراتيجية.
فوائد استخدام التحليل
لكل استراتيجية فوائد عامة فور تطبيقها بالشكل السليم. كما أن لاستراتيجية MOST فوائد كبرى نوضّحها في التالي:
- وضوح الرؤية: يساعد في تحديد رؤية واضحة لمستقبل المنظمة.
- تركيز الجهود: يوجه جهود المنظمة نحو تحقيق أهداف محددة.
- التخطيط الفعال: يساعد في وضع خطط عمل تفصيلية. كما يسهم في تحديد مهام الأفراد.
- التكيف مع التغيير: يمكّن المنظمة من التكيف مع التغيرات البيئية.
مثال على تطبيق تحليل MOST:
لفهم أعمق فيما يخص التطبيق العملي على الشركات، نفترض أن لدينا شركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا. كما نفترض تطبيق التحليل عليها على النحو التالي:
- المهمة: تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة لتسهيل حياة الناس.
- الأهداف: زيادة حصتنا في السوق بنسبة 20% خلال العام المقبل، وإطلاق منتج جديد كل ستة أشهر.
- الاستراتيجية: التركيز على تطوير منتجات صديقة للمستخدم. كما يجب التركيز على بناء شراكات قوية مع الشركات الأخرى.
- التكتيكات: زيادة ميزانية البحث والتطوير، تنظيم حملات تسويقية فعالة، المشاركة في المعارض والمؤتمرات.
والتخطيط الاستراتيجي بشكل عام، هو عملية حيوية لأي شركة تسعى لتحقيق النمو والاستدامة في سوق تنافسي. كما أنه بمثابة خريطة الطريق التي توجه الشركة نحو تحقيق أهدافها الطموحة.
ما التخطيط الاستراتيجي؟
التخطيط الاستراتيجي هو عملية تحديد رؤية مستقبلية للشركة، وتحديد الأهداف التي تسعى لتحقيقها، ووضع الخطط والسياسات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
كما يهدف التخطيط الاستراتيجي إلى توجيه موارد الشركة وجهودها نحو تحقيق النجاح على المدى الطويل.
أهمية التخطيط الاستراتيجي:
وضوح الرؤية: يساعد التخطيط الاستراتيجي في تحديد رؤية واضحة لمستقبل الشركة. كما يمنح الموظفين اتجاهًا واضحًا ويساعدهم على فهم دورهم في تحقيق أهداف الشركة.
- اتخاذ قرارات أفضل: يوفر التخطيط الاستراتيجي إطارًا لاتخاذ القرارات المستنيرة؛ حيث يتم تقييم جميع الخيارات المتاحة بناءً على أهداف الشركة الاستراتيجية.
- الاستعداد للتغيير: يساعد التخطيط الاستراتيجي الشركات على التكيف مع التغيرات في بيئة الأعمال، من خلال تحديد الفرص والتحديات المحتملة.
- تحسين الأداء: يساعد التخطيط الاستراتيجي في تحسين أداء الشركة من خلال تحديد المؤشرات الرئيسة للأداء (KPIs) وتتبع التقدم المحرز.
مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي:
يتخذ التخطيط الاستراتيجي عدة مراحل في التنفيذ. كما يعد المظلة الأكبر لموضوع المقال؛ حيث يصبح تحليل MOST جزء منه في أثناء التطبيق العملي داخل المؤسسات.
- تحليل الوضع الحالي: يتم فيه تقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه الشركة.
- تحديد الرؤية والأهداف: ويتضمن تحديد الرؤية المستقبلية للشركة والأهداف التي تسعى لتحقيقها.
- وضع الاستراتيجية: ويشمل تحديد الاستراتيجيات العامة التي ستستخدمها الشركة لتحقيق أهدافها.
- وضع الخطط التنفيذية: بوضع خطط تفصيلية لتنفيذ الاستراتيجية، بما في ذلك تحديد المهام والمواعيد المسؤولة.
- متابعة وتقييم الأداء: يتم متابعة التقدم المحرز في تنفيذ الخطط الاستراتيجية وتقييم مدى تحقيق الأهداف.
أدوات التخطيط الاستراتيجي:
يوجد العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها في عملية التخطيط الاستراتيجي، مثل:
- تحليل SWOT: لتقييم نقاط القوة والضعف والفرص. كما يستخدم لتقييم التهديدات.
- تحليل PESTLE: لتحليل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقانونية والبيئية.
- تحليل سيناريوهات المستقبل: لتحديد السيناريوهات المحتملة لمستقبل الشركة.
- لوحة قيادة الأداء المتوازن: لقياس الأداء وتحقيق التوازن بين الأهداف المالية والعملياتية والعملاء. كما يقيس التعلم والنمو.
التحديات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي:
لكل خطة عمل فوائدها كما أن لها بالطبع تحدياتها التي من شأنها إعاقة سبل تنفيذها بشكل صحيح، والتي نتعرّف على بعضها في التالي:
- التغيير المستمر في بيئة الأعمال: تتطلب الشركات تعديل خططها الاستراتيجية باستمرار للتكيف مع التغيرات في السوق والتكنولوجيا.
- عدم اليقين: يصعب التنبؤ بالمستقبل؛ ما يجعل وضع خطط استراتيجية طويلة الأجل أمرًا صعبًا.
- المقاومة للتغيير: قد يواجه المديرون مقاومة من الموظفين للتغيير. كما أن تلك المقاومة تعتبر بمثابة عائق ضد تنفيذ الخطط الاستراتيجية.
باختصار، نموذج MOST هو أداة قوية يمكن أن تساعد المنظمات على تطوير استراتيجيات فعالة وتحقيق أهدافها بنجاح. وتحديد المهمة والأهداف والاستراتيجيات والتكتيكات، وأيضًا بواسطته يمكن للمنظمات بناء خطط عمل متماسكة وتوجيه جهودها نحو النجاح.
كما يعتبر تحليل MOST أداة قوية ومرنة يمكن تطبيقها على أي نوع من المنظمات. ومن خلال فهم مكونات هذا التحليل وتطبيقه بشكل صحيح، يمكن للمنظمات تحقيق أهدافها.