الاسم: تاداشي ياناي
تاريخ الميلاد: 7 فبراير 1949
الجنسية: ياباني
اسم الشركة: فاست ريتيلينج لتجارة الملابس بالتجزئة
من قلب بلدة صغيرة باليابان، وخلال فترة قياسية، استطاع تاداشي ياناي؛ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “فاست ريتيلينج” لتجارة الملابس بالتجزئة والمالكة لسلسلة متاجر “ينيكلو”، أن يكون نموذجًا يتطلع إليه رواد الأعمال حول العالم، خاصة بعد اعتباره الرجل الأكثر ثراءً في بلاده.
ومع مرور الوقت، بات كل ما يلمسه تاداشي ياناي يتحول ذهبًا؛ بفضل ذكائه الكبير، وقدرته الاستثنائية في الانسحاب بحرفية من القرارات الخاطئة؛ تجنبًا للفشل، فكيف بدأت رحلته؟ هذا ما نستعرضه معكم في السطور التالية..
بيع الملابس مع والديه
وُلد تاداشي ياناي في 7 فبراير 1949، لأبوين يعملان في مجال تجارة الملابس؛ حيث امتلكا متجرًا بسيطًا ومتواضعًا في بلدتهما الصغيرة جنوب غرب اليابان.
حرص الأبوان على تلقين نجلهما تعليمًا مميزًا، وبالفعل درس العلوم السياسية، وتخرج في جامعة واسيدا بالعاصمة اليابانية “طوكيو” عام 1971؛ إلا أن حياتهما العملية كان لها أبرز الأثر في نفسه، وقصة كفاحهما لدعمه كانت بوابته للحلم لاقتحام عالم ريادة الأعمال.
بدأ تاداشي عمله الأول بعد التخرج في الجامعة، كبائع ملابس للرجال، ثم باع أدوات المطابخ في متجر صغير، وبعد سنة واحدة فقط، قرر الاستقالة من هذا العمل، ليساعد والده في أعمال الحياكة.
جيري جونز.. مالك “دالاس كاوبويز
شهدت أعمال الأب ازدهارًا واضحًا؛ بسبب مساعدة الابن، ووصلت أصداء نجاحه إلى أكبر السلاسل التجارية، بعد نمو أعماله سريعًا.
متجر “يونيكلو”
في عام 1984، اختير تاداشي لرئاسة لسلسلة متاجر كبيرة تضمنت 22 متجرًا، وبدأ حلمه في مجال ريادة الأعمال ينمو رويدًا رويدًا؛ حتى افتتح متجره الخاص للملابس الفريدة، والذي أطلق عليه اسم “يونيك كلوزينج ويرهاوس” في هيروشيما؛ إلا أن ملاحظته الدقيقة للسوق، ودراسته الواعية جعلته يفكر في تغيير الاسم واختصاره حتى يصبح سهل التداول بين الناس.
قرر تاداشي تغيير اسم متجره إلى “يونيكلو”، وصدقت توقعاته؛ حيث أصبح المتجر هو المفضل لدى الناس، وحقق نجاحًا ساحقًا؛ فخلال 10 سنوات فقط، تمكن من افتتاح عشرات المتاجر في الضواحي اليابانية، لتحمل اسم علامته التجارية الجديدة نحو الانتشار، وسط مخاوف من فترة الركود العظيم.
سارة السحيمي.. رائدة النجاح الاقتصادي
الركود العظيم
في أوائل تسعينيات القرن الماضي، تعرضت اليابان لركود عظيم، استمر عقدًا كاملًا، أحدث أزمة كبيرة للاقتصاد، لكن سلسلة تاداشي ياناي التجارية، جعلت اسمه يبرز بين الكيانات الكبيرة، وفطنته في التغلب على الأزمات.
جنت “يونيكلو” الكثير من المكاسب أثناء الركود العظيم باليابان؛ بفضل استراتيجية التسعير المميزة التي اتبعها تاداشي ياناي؛ إذ طرح المنتجات بأسعار تنافسية، وقدم وجبات طعام للمواطنين؛ ما دعم فكرته الأساسية في التسويق باحترافية، وعزز من دوره تجاه المجتمع في وقت شديد القسوة.
وفي عام 1994، طرح تاداشي “يونيكلو” للاكتتاب، وبعد مرور سنوات، استطاع امتلاك أكثر من 300 متجر في اليابان، وبالأخص في عام 1998.
تحول فاشل
بعد حلول الألفية، اتخذ “ياناي” قرارًا غريبًا؛ حيث صدم العالم بانتقاله إلى أعمال تجارة الخضراوات بالتجزئة عام 2002، وظل يحقق خسائر كبيرة، حتى أدرك خطأه الكبير، وانسحب منها بعد سنتين؛ لكن التجربة كانت دليله للنجاح فيما بعد.
حرص تاداشي على إظهار أسباب تجربته الفاشلة في تجارة الخضروات، وتحدث عنها في كتابه المعنون بـ “تبدد النجاح في يوم” والذي صدر عام 2009.
استعادة النجاح بـ”فاست ريتيلينج”
توسع تاداشي في مجال الموضة وتجارة الملابس بالتجزئة؛ فأسس “فاست ريتيلينج”، ومعها استعاد النجاح وأصبح من أثرياء العالم.
أصبح تاداشي من أنجح رجال الأعمال في اليابان، واستطاع أن يثبت دقة رؤيته في العمل، بعدما أصبحت “فاست ريتيلينج” في المركز الرابع ضمن أكبر شركات الملابس في العالم بأسره، مع امتلاكها أكثر من 2000 متجر، مع الحفاظ على تقدم متجر “يونيكلو” الذي عرف معه طريق ريادة الأعمال، وذاق طعم النجاح المبهر.
قيس الخنجي.. مؤسس جينيسيس إنترناشيونال
إعادة الهيكلة
عُرف عن تاداشي – بشهادة من عملوا معه- كيفية اتخاذ القرارات السريعة، والانسحاب من الأعمال الفاشلة؛ لتجنب الخسائر، والمضي قدمًا لخطوة جديدة في طريق النجاح.
في عام 2003، تطلع تاداشي إلى افتتاح 50 متجرًا تتبع سلسلة “يونيكلو” في المملكة المتحدة خلال خطته لـ3 سنوات، إلا أنه أغلق 16 متجرًا؛ للحد من الخسائر، ووضع خطة جديدة لإعادة الهيكلة.
حرص تاداشي ياناي على منافسة أكبر الشركات لبيع الملابس؛ لذا اتخذ قرارًا باعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رئيسة في شركته؛ حتى يدخل السوق الآسيوية إلى قلب المنافسة العالمية، ويصبح ندًا لعلامات شهيرة؛ مثل: “زارا”، و”H&M”.
في عام 2012، تم إدراج تاداشي ياناي ضمن قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم، وذلك بعدما حصل قبل عامين على جائزة أفضل بائع تجزئة في العالم من الاتحاد الوطني للتجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة أفضل رئيس شركة من معهد “سانو” للإدارة، وبالتالي أصبح واحدًا من أبرز الكيانات العظيمة في مجال التجارة بالعالم.
المسؤولية الاجتماعية
كما سبق وآزر تاداشي ياناي الشعب الياباني خلال الركود العظيم، عندما تبرع بمليار ين يابني (8.8 مليون دولار) في مارس عام 2011 لضحايا زلزال سينداي؛ إيمانًا بدوره ومسؤوليته تجاه المواطنين.
أرسطو أوناسيس.. إمبراطور الاقتصاد
الدروس المستفادة:
- الانسحاب من الفشل: قد يكون التغلب على الفشل أهم ما يميز رائد الأعمال الناجح، إلا أنه يجب أن يعرف توقيت الانسحاب منه، والمضي قدمًا نحو فكرة جديدة، أو إعادة هيكلة الأمور وفقًا لصالح أعماله.
- مساعدة الغير: يلعب رواد الأعمال دائمًا دورًا كبيرًا في الحفاظ على التوازن في مجتمعاتهم؛ حيث يمكنهم مساعدة غيرهم من خلال دورهم الفعال ومعرفتهم الجيدة للمسؤولية الاجتماعية، مع الحفاظ على جني الأرباح في الوقت ذاته.
- دراسة السوق: يجب دراسة السوق قبل إطلاق المشروع؛ لمساعدته في وضع خطة تسويقية، واستراتيجية تسعير تنافسية، فضلًا عن الإدارة وفقًا لما يتطلبه عمله.
اقرأ أيضًا:
فيروتشيو لامبورجيني.. إمبراطور السيارات الرياضية