يبدو من الضروري معرفة تأثير تقنية الحوسبة السحابية في العمليات التجارية، خاصة أنها أصبحت محط اهتمام شركات كثيرة في السنوات الأخيرة؛ وذلك لأنها تُوفر مزايا كبيرة فيما يتعلق بتحسين كفاءة العمليات وتخفيض التكاليف؛ فبدلًا من استخدام الحواسيب المحلية التي تحتاج إلى صيانة وتحديث مستمرين يُمكن للشركات استخدام خدمات الحوسبة السحابية التي تُتيح لها الوصول إلى البرامج والتطبيقات والبيانات من أي مكان في العالم بشرط وجود اتصال بالإنترنت.
مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي وشدة المنافسة أصبحت تقنية الحوسبة السحابية من الأدوات الأساسية التي تستخدمها الشركات لتحسين عملياتها وتحقيق الكفاءة والإنتاجية؛ حيث تسمح هذه التقنية بتوفير موارد حاسوبية وبرمجيات وخدمات على شبكة الإنترنت بدون الحاجة للموارد الحاسوبية الخاصة بها، وهو ما يوفر المزيد من الوقت والمال والجهد في تشغيل الأنظمة الخاصة بالشركات.
ولعل أهم أثر لتقنية الحوسبة السحابية في العمليات التجارية هو تحسين الكفاءة والإنتاجية؛ فعندما تستخدمها الشركات يُمكنها تخزين البيانات وتشغيل البرامج والتطبيقات والخدمات بكل سهولة وفعالية، وبدون الحاجة للموارد الحاسوبية الخاصة بها، وهذا بلا شك يجعل العملية الإدارية أسرع وأكثر فعالية؛ حيث يستطيع الموظفون الوصول إلى الموارد الحاسوبية والبيانات والتطبيقات من أي مكان وفي أي وقت، وهو ما يتيح لهم العمل بكفاءة وإنتاجية أكبر.
أضف إلى ذلك أن تقنية الحوسبة السحابية تُتيح للشركات توفير المال الذي يتم إنفاقه على شراء الموارد الحاسوبية والبرمجيات والخدمات، والذي يكون مكلفًا، كما أنها تُوفر الوقت الذي يتم إنفاقه على تثبيت وتحديث الأنظمة الحاسوبية والبرمجيات، والذي يُمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تحديث النظام الحاسوبي الخاص بالشركة.
تأثير تقنية الحوسبة السحابية في العمليات التجارية
إن كُنا نتحدث عن تأثير تقنية الحوسبة السحابية في العمليات التجارية فأحرى بنا الإشارة إلى مفهوم الحوسبة السحابية؛ حيث تُعرف بالتقنية الحديثة التي تُستخدم لتوفير الخدمات التقنية عبر الإنترنت، وتسمح للمستخدمين بالوصول إلى تطبيقات وخدمات الحاسوب وتخزين البيانات على خوادم بعيدة المسافة، دون الحاجة إلى تثبيت البرامج على الأجهزة المحلية، أو شراء الخوادم وصيانتها.
وبحسب إحصائيات جامعة “هارفارد” الأمريكية من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على خدمات الحوسبة السحابية إلى 412 مليار دولار بحلول عام 2024، مقارنة بـ 352 مليار دولار في عام 2022، كما تُشير تقارير شركة “فورستر” إلى أنه يُمكن للشركات تحقيق توفير في التكاليف يصل إلى 40% عند استخدام خدمات الحوسبة السحابية مقارنة بالحواسيب المحلية.
ووفقًا لتقرير شركة McKinsey تستطيع جميع الشركات تحقيق زيادة في الإنتاجية تصل إلى 42% عند استخدام تقنية الحوسبة السحابية. بشكلٍ عام تسمح تلك التقنية للشركات بالوصول إلى موارد حاسوبية أكثر مرونة وتوافرًا؛ وبالتالي توسيع الموارد الحاسوبية وتقليصها حسب الحاجة، وذلك دون شراء أي معدات إضافية.
اقرأ أيضًا: الحديث مع برنامج Chat GPT.. مزايا وعيوب
ماذا عن تأثير تقنية الحوسبة السحابية على العمليات التجارية؟
تأثير تقنية الحوسبة السحابية في العمليات التجارية يتمثل في العديد من الجوانب الرئيسية، وهذه بعض الجوانب:
-
تحسين الإنتاجية
تُوفر تقنية الحوسبة السحابية لجميع الشركات والمؤسسات إمكانية الوصول إلى البيانات والتطبيقات بسهولة وفي أي وقت ومن أي مكان، وهو ما يسهل عليها إدارة العمليات التجارية بشكلٍ أسرع وأكثر فعالية، وبالتالي تحسين إنتاجيتها وزيادة كفاءة عملياتها.
-
تقليل التكاليف
واحدة من أهم المميزات التي تُوفرها تقنية الحوسبة السحابية للشركات هي تقليل التكاليف؛ حيث تسمح بتوفير التكاليف المرتبطة بتحديث الأجهزة الكمبيوترية وشراء البرامج والتطبيقات، وبدلًا من ذلك يتم توفير هذه الخدمات من خلال السحابة الإلكترونية؛ ما يسمح للمؤسسات بتوفير الوقت والجهد والمال.
-
مستوى عالٍ من الأمان
تُوفر تقنية الحوسبة السحابية مستوى عاليًا من الأمان؛ حيث يتم تشفير البيانات وتخزينها على خوادم آمنة، لذا يُمكن لجميع الشركات الاعتماد على هذه التقنية بشكلٍ كبير للحفاظ على سرية البيانات وحمايتها من الاختراقات والهجمات الإلكترونية.
-
السهولة في التوسع
تسمح تقنية الحوسبة السحابية للشركات والعلامات التجارية بتوسيع نطاق عملياتها بسهولة وبأقل تكلفات ممكنة؛ حيث يُمكنها زيادة عدد المستخدمين والخوادم والتطبيقات حسب الحاجة، دون تثبيت البرامج والأجهزة في مكان العمل.
-
التخزين السحابي
تُتيح تقنية الحوسبة السحابية لجميع الشركات إمكانية تخزين البيانات والملفات على خوادم سحابية عوضًا عن تخزينها على أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو الخوادم المحلية، وبالتالي الحصول على مساحة تخزين أكبر وبأقل تكلفة، وذلك بفضل استخدام مساحة التخزين السحابية المشتركة.
-
الوصول البعيد
تقنية الحوسبة السحابية تسمح للمؤسسات بالوصول إلى البيانات والتطبيقات وإدارة العمليات التجارية من أي مكان في العالم، وذلك عبر الإنترنت؛ لذلك يمكن للمؤسسات تطوير نماذج عمل جديدة، مثل: العمل عن بُعد والعمل المشترك بين فرق العمل المنتشرة في مناطق مختلفة.
-
التجانس في العمل
تسمح تقنية الحوسبة السحابية لجميع الشركات بتوحيد بيئة العمل وإدارة العمليات التجارية بشكل موحد؛ وذلك بفضل استخدام البرامج والتطبيقات المشتركة على مستوى السحابة الإلكترونية، وبالتالي يُمكن للمؤسسات تحسين تنظيم العمليات وتقليل الاختلافات في الأداء بين فروع الشركة المختلفة.
خلاصة القول إن تقنية الحوسبة السحابية تحدث تحولًا كبيرًا في الطريقة التي تتم بها العمليات التجارية؛ حيث توفر فرصًا كبيرة لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف، وتوفير مستوى عالٍ من الأمان، والسهولة في التوسع والتخزين السحابي، والوصول البعيد والتجانس في بيئة العمل، وبالتالي تعد تقنية الحوسبة السحابية إحدى الأدوات الرئيسية التي يمكن للمؤسسات الاعتماد عليها لتحقيق النمو والتطور في العمليات التجارية.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
تكنولوجيا الحج.. حلول ذكية لتيسير رحلة ضيوف الرحمن
4 مواقع ذكاء اصطناعي مفيدة.. أدوات تجعل حياتك سهلة
حماية البيانات من الذكاء الاصطناعي.. كيف يتحقق ذلك؟
أمن الحسابات المصرفية.. كيف تؤمن نفسك؟
أدوات منافسة لبرنامج Chat GPT.. سباق الذكاء الاصطناعي يشتعل