أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين عن إطلاق استثمارات ضخمة لتعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي في فرنسا. بقيمة 109 مليار يورو (حوالي 112 مليار دولار) على مدار السنوات المقبلة. جاء ذلك على هامش قمة باريس للذكاء الاصطناعي.
كما تتضمن هذه الاستثمارات خطة من شركة بروكفيلد الاستثمارية الكندية التي تعتزم ضخ 20 مليار يورو. في مشاريع الذكاء الاصطناعي في فرنسا. بالإضافة إلى تمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة يصل إلى 50 مليار يورو في السنوات القادمة.
وفي إطار المقارنة بين المشاريع الكبرى في هذا المجال، أشار ماكرون إلى مساعي فرنسا في الذكاء الاصطناعي مُقارنًا إياها بمشروع “ستارغيت” الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو مشروع مشترك بين OpenAI وأوراكل وسوفت بنك للاستثمار بـ 500 مليار دولار. في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بحلول عام 2029.
وخلال كلمته في قمة باريس للذكاء الاصطناعي التي تستمر يومين، أكد ماكرون على امتلاك فرنسا للعديد من الخبراء المدربين تدريبًا عاليًا. بالإضافة إلى نظام تعليمي قوي، ومساحة وطاقة كافية لتشغيل مراكز البيانات. كما أشار إلى تخصيص فرنسا لـ 35 موقعًا في مختلف أنحاء البلاد لإنشاء هذه المراكز. مع توفير كميات كبيرة من الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات لدعم هذه المشاريع.
إطلاق مبادرات واستثمارات لدعم الذكاء الاصطناعي
وفقًا لمكتب الرئيس الفرنسي، يخطط اتحاد من الشركات الفرنسية والإماراتية للاستثمار. بما يصل إلى 50 مليار يورو في إنشاء حرم جامعي مخصص للذكاء الاصطناعي في فرنسا. في حين تعتزم شركة Brookfield الاستثمارية الكندية. ضخ استثمارات تصل إلى 25 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به في البلاد.
في الوقت ذاته، أعلنت شركتا Digital Realty وEquinix الأمريكيتان عن خطط لاستثمار مبالغ ضخمة في بناء مراكز بيانات متطورة. من جهة أخرى، تستهدف شركة Fluidstack البريطانية، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الفرنسية. بناء أكبر حاسوب عملاق للذكاء الاصطناعي في العالم، بقدرة تصل إلى جيجاوات واحد.
كما تواصل شركة مايكروسوفت وشركة إلياد الإعلان عن استثمارات إضافية بقيمة مليار يورو في فرنسا. على أن تشمل المرحلة الأولية لهذه الاستثمارات نحو 10 مليارات يورو.
بينما كشفت إحدى الشركات عن خططها لتطوير نماذج لغوية كبيرة وروبوت دردشة للمستهلكين تحت اسم “Le Chat”. كما تعمل على بناء مركز بيانات مخصص للذكاء الاصطناعي جنوب باريس. بتكلفة مليارات الدولارات، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله في الأشهر القليلة المقبلة.
كما أوضحت الشركة أن مركز البيانات سيعتمد على “أحدث الرقائق” ويستخدم معالجات من شركة Cerebras Systems Inc. المنافسة لشركة Nvidia، والتي تتميز بوجود 4 تريليون ترانزستور منظمة في نحو مليون نواة. تعتبر هذه المبادرة، التي تبلغ قيمتها 109 مليار يورو. جزءًا من سلسلة من المبادرات التي تم الإعلان عنها خلال قمة العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي اليوم.
كما أطلق الاتحاد الأوروبي مشروعًا لدعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير البنية التحتية للقطاع داخل الاتحاد. بينما يحظى المشروع بدعم من شركات استثمارية كبيرة مثل General Catalyst وKKR وBlackstone وEQT. بالإضافة إلى أكثر من 60 شركة مشاركة.
وفي مبادرة أخرى تم الإعلان عنها في الحدث، تم تقديم ROOST (أدوات السلامة القوية المفتوحة على الإنترنت). وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز تطوير أدوات أمان للذكاء الاصطناعي. وقد تم تمويل هذه المبادرة بمبلغ 27 مليون دولار. من شركات مثل OpenAI وGoogle وبعض الداعمين الآخرين.
انطلاق قمة باريس للذكاء الإصطناعي
تهدف قمة الذكاء الاصطناعي 2025، إلى وضع أسس علمية وحلول عملية ومعايير جماعية. من أجل تحقيق ذكاء اصطناعي أكثر استدامة، يعمل لصالح التقدم الجماعي والمصلحة العامة.
كما تعد القمة منصة بارزة لعرض النظم والابتكارات التي تدعم تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي. وتعزيز المبادرات العملية التي تسهم في هذا الجهد الجماعي عبر مجموعة واسعة من الفاعلين من مختلف المجالات.
بينما تهدف القمة إلى ضمان وصول آمن وموثوق للذكاء الاصطناعي لأكبر عدد من المستخدمين. مع التركيز على تطوير حلول تكنولوجية بيئية مستدامة، وضمان حوكمة عالمية فعالة وشاملة للذكاء الاصطناعي.
المقال الأصلي: من هنـا