لو اعتبرنا اليوم الوطني السعودي 91 بمثابة فرصة لجرد ما حققته المملكة من إنجازات خلال هذا العام فسيطول بنا المقام، ويخرج هذا المقال عن الحجم المطلوب، وإنما يمكننا النظر إلى زاوية واحدة نرصد من خلالها ما حققته المملكة فيها من نجاحات بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين _حفظهما الله_ وهي زاوية ريادة الأعمال.
والحق أنه ليس بمستغرب أن تتقدم المملكة على صعيد ريادة الأعمال، ولا أن تحقق فيها مؤشرات عليا ونجاحات جمة؛ فالمملكة _وقد قلنا هذا أكثر من مرة وها نحن نذكره مرة أخرى بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السعودي 91_ من الدول الرائدة في هذا المجال؛ إذ لم تقتصر على نقل فكر ريادة الأعمال، ولا اعتمادها (ريادة الأعمال) محورًا أساسيًا من محاور رؤية 2030، وإنما راحت، فوق ذلك، تحض أبناءها وبناتها على خوض غمار تجربة العمل الحر، وفتح كل السبل أمامهم، وتذليل شتى الصعوبات، وتوفير الدعم والتمويل اللازمين.
اقرأ أيضًا:مستشارو عيادات الأعمال: تفوق المملكة في 10 مؤشرات عالمية يؤكد دعم رؤية 2030 لريادة الاعمال
اليوم الوطني السعودي 91 وإنجازات المملكة
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من الإنجازات التي حققتها المملكة على صعيد ريادة الأعمال وذلك بمناسبة اليوم الوطني السعودي 91، والتي هي على النحو التالي..
مؤشرات ريادة الأعمال
وإذا كنا نرصد نجاحات المملكة على صعيد ريادة الأعمال بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السعودي 91 فأخلق بنا أن نشير إلى أن السعودية قد احتلت المراتب الأولى لأربعة مؤشرات فرعية، إضافة إلى تحقيقها مراتب متقدمة في 6 مؤشرات أخرى، وفق مؤشر المرصد العالمي لريادة الأعمال، الذي يرصده ويتابعه المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء»، والذي يقيس مدى اختلاف مستويات تحفيز ريادة الأعمال ونشاطها في العالم.
وأوضح المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة في السعودية «أداء» أن المملكة جاءت في المرتبة الأولى عالميًا في مؤشرات: «توفر الفرص الجيدة لبدء عمل تجاري» و«سهولة البدء في عمل تجاري»، و«استجابة رواد الأعمال للجائحة»، و«استجابة حكومة المملكة للجائحة» من بين 45 دولة.
وأكد مركز «أداء» أن تقدم المملكة في المؤشرات الدولية لريادة الأعمال تضمّن المرتبة الثانية في مؤشر «امتلاك المهارات والمعرفة لدى الأفراد»، ومؤشر «البنية التحتية» الذي يُعنى بسهولة الوصول إلى الطرق والمطارات، وكذلك المرافق، مثل الكهرباء والإنترنت وغيرها، وإمكانية الوصول إليها من قِبل أصحاب المشاريع.
وحققت المملكة كذلك المرتبة الثالثة في مؤشري: «سهولة الحصول على تمويل للشركات ورواد الأعمال»، و«سهولة الدخول وديناميكيات السوق»؛ حيث يقيس الأخير مدى وجود أسواق حرة ومفتوحة ومتنامية متفوقة على 42 دولة.
واحتلت المرتبة الرابعة عالميًا في مؤشري: «دعم الحكومة للأعمال» و«قلة العوائق وسهولة الأنظمة للدخول للأسواق» من بين 45 دولة.
ويأتي ذلك التميز إثر الجهود المثمرة والمحفزات الكبيرة والتسهيلات المختلفة التي قدمتها القيادة لدعم رواد الأعمال، وفق رؤية المملكة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ والأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بدعم شباب وشابات المملكة من رواد الأعمال؛ ليكونوا عنصرًا في بناء مستقبل وطنهم. وذلك من أهم الأمور التي يجب ذكرها والاحتفاء بها بمناسبة اليوم الوطني السعودي 91.
اقرأ أيضًا: نادية الأحمد: تفوق المملكة في مؤشرات ريادة الأعمال يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بهذا القطاع
الحالة الوطنية لريادة الأعمال
وكانت كلية الأمير محمد بن سلمان للأعمال وريادة الأعمال ومركز بابسون العالمي للقيادة الريادية (BGCEL) قد نشرت، في وقت سابق، تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال بنسخته السعودية لعام 2020-2021، والذي يدرس مستويات نشاط ودافعية ريادة الأعمال في كل العالم. وقد وجد التقرير _الذي نعيد الإشارة إليه بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السعودي 91_ أن المملكة كانت من ضمن المراكز السبعة الأولى من 44 اقتصادًا عالميًا في مؤشر الحالة الوطنية لريادة الأعمال؛ ما يجعلها في مقدمة الدول الريادية عالميًا.
وأشار التقرير إلى أن 90% من السعوديين الذين شملهم الاستطلاع يوافقون على أن تأسيس مشروعٍ خاص يعد أمرًا سهلًا؛ وهو الأمر الذي يجعل المملكة تتصدر قائمة تقرير المرصد.
وصنف الخبراء، الذين شملهم الاستطلاع، استجابة الحكومة واستجابة رواد الأعمال لجائحة كوفيد-19 في المرتبة الأولى بين الاقتصادات موضع الدراسة، كما أصبحت المملكة الآن الدولة الوحيدة من بين 23 اقتصادًا ذا دخل مرتفع شملهم التقرير، والتي كانت فيها معدلات تأسيس المنشآت التجارية أعلى لدى النساء من الرجال.
وعلى مستوى العالم عانى رواد الأعمال من تدهور الدخل بسبب الجائحة، والأمر نفسه ينطبق على السوق السعودي، إلا أن معدلات نشاط ريادة الأعمال في المملكة شهدت ارتفاعًا من 14% من السكان في عام 2019 لتصل إلى 17% في عام 2020 بالرغم من الاضطرابات خلال المرحلة الراهنة.
فضلًا عن ذلك سجلت المملكة أعلى معدل للثقة في السوق؛ حيث يرى 80% من السعوديين أن هناك فرصًا لبدء عملٍ تجاريٍ كنتيجة لفرص كشفتها الجائحة.
وأشار التقرير إلى ارتفاع إجمالي نشاط ريادة الأعمال في المملكة بحوالي 24% مقارنة بالعام 2019 رغم تأثيرات الجائحة العالمية في هذا القطاع.
وشهدت المملكة ارتفاعًا في ملكية الأعمال بنسبة 65% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في حين أن ما يزيد على 90 % من البالغين يرون ريادة الأعمال كخيارٍ مهني مناسب، وأن ثلث السعوديين يتطلعون لتأسيس مشاريعهم الخاصة في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
وتلك أيضًا بعض النتائج والنجاحات التي تيسر ذكرها واتسع لها المقام بمناسبة ذكرى الاحتفال باليوم الوطني السعودي 91.
اقرأ أيضًا: منتدى التقنية الرقمية والريادة العالمية للمملكة
التعامل مع جائحة كورونا
وكانت المملكة العربية السعودية قد حلت في المركز الأول عالميًا في استجابة الحكومة، وبالمركز الأول في استجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا “كوفيد 19”.
وتترجم استجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة المملكة بتوجيهات قيادتها الرشيدة لقطاع الأعمال؛ حيث حرصت منذ بدايات الجائحة على تقديم دعم غير محدود لاستمرارية الأعمال وتقليص الآثار السلبية إلى أقل قدر ممكن، خاصة قطاع ريادة الأعمال والذي بطبيعته يحتاج إلى رعاية خاصة وسريعة.
وبعد فتلك نبذة يسيرة من الإنجازات التي تحققت في المملكة خلال العام الجاري، والتي ارتأينا أن نشير إليها بمناسبة اليوم الوطني السعودي 91، وإلا فالنجاحات جمة وفي مجالات شتى.
اقرأ أيضًا:
- “تسارع السعودية”.. استراتيجية 4 مسرعات أعمال متخصصة
- الأمير محمد بن سلمان ورؤية التغيير والازدهار
- إنجازات المرأة السعودية.. ريادة في مجالات شتى
- “رواد الأعمال” يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي 91
- هيئة الترفيه ودليل الاحتفال باليوم الوطني السعودي 91