يحتفي العالم في 27 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للسياحة، وقد اُختير هذا اليوم في عام 1970؛ حيث تم اعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية.
ولعل الغرض من الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هو زيادة الوعي بدور السياحة داخل المجتمع الدولي، وإظهار كيفية تأثيرها في القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
وقد حددت منظمة السياحة العالمية شعار «السياحة لتحقيق نمو شامل» ليكون هو موضوع احتفالية عام 2021 باليوم العالمي للسياحة.
اقرأ أيضًا: أجمل الشواطئ الوردية في العالم.. استمتع باللون الساحر
السياحة والتنمية المستدامة
ومما لا شك فيه أن السياحة هي ركيزة معترف بها في كل أهداف التنمية المستدامة تقريبًا، لا سيما الهدف الأول (القضاء على الفقر)، والهدف الخامس (المساواة بين الجنسين)، والهدف الثامن (العمل اللائق والنمو الاقتصادي) والهدف العاشر (الحد من أوجه التفاوت).
وتوظف السياحة واحدًا من كل عشرة أشخاص على وجه الأرض، ولكن نظرًا للظروف الحالية لوباء كورونا المستجد فإن ما يقرب من 100 إلى 120 مليون وظيفة سياحية مباشرة تتعرض للخطر.
اقرأ أيضًا: الخطوط السعودية.. ومفاجآت اليوم الوطني السعودي 91
اليوم العالمي للسياحة والسياحة السعودية
وإذا كنا نتحدث عن اليوم العالمي للسياحة فأحرى بنا أن نشير إلى واقع السياحة في المملكة؛ إذ أسهم قطاع السياحة السعودي في تطور الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2% عام 2011.
وقد تجاوزت نسبة توظيف السعوديين 26% من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والذين يشغلون 670 ألف وظيفة مباشرة، وأسهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1% من إجمالي القوى العاملة في القطاع الخاص بالمملكة.
وفي السياق ذاته أشارت منظمة السياحة العالمية إلى أن حصة المملكة العربية السعودية من عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الشرق الأوسط بلغت 32%.
وكشف تقرير عُرض في المنتدى الاقتصادي العالمي عن أن السعودية حصدت 76 مليار دولار من السياحة في عام 2013، أنفق منها السياح الأجانب 48 مليارًا، فيما أنفق السياح المحليون 28 مليارًا.
وفي عام 2008 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة عن اعتبار مدائن صالح (الحِجر) موقع تراث عالميًا، وبذلك أصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي. وفي عام 2010 أُضيفت الدرعية إلى القائمة، وعام 2014 أُضيفت جدة التاريخية إلى نفس القائمة، كما تمت إضافة الفنون الصخرية في منطقة حائل سنة 2015؛ لتكون على قائمة التراث العالمي، وكذلك واحة الأحساء سنة 2018م.
وحصلت المملكة على تصنيف الوجهة السياحية الرابعة ضمن المؤشر العالمي للسياحة بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي لسنة 2014. ومؤخرًا ضمت اليونسكو آبار حمى التاريخية إلى قائمة التراث العالمي.
ونجحت المملكة العربية السعودية في 2016، وفقًا للتقرير السنوي لمنظمة السياحة العالمية، في تصدر المركز الثاني بقائمة الدول العربية الأكثر جنيًا لعوائد السياحة، بإجمالي عائدات تُقدر بنحو 10.130 مليار دولار، تمثل نحو 17.65% من إجمالي عائدات أعلى 10 دول عربية تحقيقًا لعائدات من السياحة.
وطالما أننا نتحدث عن اليوم العالمي للسياحة فأخلق بنا أن نشير إلى أن الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد _حفظه الله_ قال في تصريح تلفزيوني سابق، إن قطاع السياحة سيوجد 3 ملايين وظيفة من الآن حتى 2030، مليون وظيفة منها ستكون وظائف للسعوديين، ومليونين للأجانب بأسباب مختلفة.
وإذا كانت جائحة كورونا قد لفتت الأنظار إلى أهمية السياحة الداخلية فقد أبرمت هيئة السياحة السعودية _من أجل تعزيز هذا النمط من السياحة_ عقود شراكة مع 90 شركة سياحة، والعديد من الفنادق ومنظمي الرحلات السياحية وشركات إدارة الوجهات؛ لتطوير 100 عرض وحزمة سياحية عبر نقاط أسعار متعددة للعائلات والمجموعات والمسافرين الفرديين، وشملت العروض: ضمانات أكثر أمانًا وإجراءات احترازية للسياح للوقاية من فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا: مؤسسة الخطوط السعودية تعقد اجتماع مجلس إدارتها الرابع لهذا العام
مشاريع سياحية سعودية
ويرصد «رواد الأعمال» بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة بعضًا من أشهر المشاريع السياحية في المملكة، وذلك على النحو التالي..
-
الرياض الخضراء
مشروع الرياض الخضراء واحد من أكثر مشاريع التشجير طموحًا في العالم، ويأتي ضمن مشروعات «الرياض الكبرى» التي وضع أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان _حفظه الله_ في مارس 2019.
ويسهم ذلك المشروع في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية فيها؛ من خلال تكثيف التشجير في مختلف أرجاء المدينة، مع تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه المعالجة في أعمال الري، بما يساهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة بالمدينة، وتشجيع السكان على ممارسة نمط حياة أكثر نشاطًا وحيوية بما ينسجم مع أهداف توجهات «رؤية 2030».
ويتضمن برنامج «الرياض الخضراء» تصميم وتنفيذ 48 حديقة كبرى في مدينة الرياض، بجانب تصميم وتنفيذ 3250 حديقة داخل الأحياء السكينة، وتشجير 2000 كيلو متر من الطرق الرئيسية في المدينة، و7600 كيلو متر من الشوارع الداخلية في الأحياء، وتشجير 5100 مسجد، و3900 مدرسة، و175 مستشفى، و1600 مبنى عام، و2000 ساحة مواقف سيارات، كما يتضمن البرنامج تشجير 272 كيلو مترًا من الأودية في المدينة، و1100 كيلو متر من الأحزمة الخضراء ضمن خطوط المرافق العامة (أبراج الكهرباء وغيرها).
اقرأ أيضًا: ملتقى الخطوط السعودية يناقش رؤيتها وخططها الاستراتيجية
-
القدية
يُعتبر مشروع القدية أحد أهم المشاريع السياحية في المملكة؛ حيث تمثل القدية جزءًا مهمًا من التغيرات التي تحدث حاليًا في السعودية، كما تشكل محفزًا للتحول الوطني، وتساهم في إثراء حياة المواطنين، بينما تحفز الابتكار في قطاعات الإبداع، الضيافة، والترفيه.
وتضم المرحلة الأولى من القدية أكثر من 45 مشروعًا، علمًا بأنه تم تكليف 20 شركة هندسة معمارية بتصميم 12 معلمًا من المعالم الرئيسية للواجهة.
ويتولى حاليًا فريق يضم ما يزيد على 500 محترف من 30 جنسية مختلفة، بالتعاون مع شركة دنماركية، بناء عدد من المشروعات بمختلف الأحجام، بداية من الأبراج المرتفعة ووصولًا إلى المرافق الإبداعية.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أعلن عن فكرة القدية في أبريل عام 2017، كوجهة ترفيهية واجتماعية.
ويقع المشروع في منطقة القدية على بُعد 40 كيلو مترًا من العاصمة الرياض، علمًا بأنه يقع على مساحة 334 كيلو مترًا مربعًا، الأمر الذي يجعله أكبر مدينة ترفيهية في العالم.
وتسعى القدية لتحقيق العديد من الأهداف الأساسية لرؤية المملكة 2030، و التي من ضمنها: برنامج التحول الاستراتيجي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
اقرأ أيضًا: السياحة في الدُقم.. المركز الصناعي الأهم بسلطنة عُمان
-
بوابة الدرعية
لا يمكن إغفال بوابة الدرعية، خاصة في ظل الحديث عن اليوم العالمي للسياحة والمشاريع السياحية الرائدة في المملكة.
وقد بدأت هيئة تطوير بوابة الدرعية التاريخية تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع بوابة الدرعية التاريخية الذي يُعد أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم لتأهيل وتطوير الدرعية التاريخية “جوهرة المملكة” بقيمة 75 مليار ريال سعودي؛ لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم، مستفيدة من موقعها التاريخي، وثقافتها الفريدة، باعتبارها أرض الملوك والأبطال، وما يقع في قلبها من مواقع تراثية عالمية، أهمها حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو».
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع، الذي يمثل حقبة جديدة وفريدة في المشاريع الإنشائية والتصاميم المعمارية والتراثية والضيافة العالمية، تنفيذ أعمال تطوير منطقة البجيري الشهيرة، وفق أبرز وأحدث المعايير الحضرية والبيئية في تأهيل المواقع التاريخية والتراثية بالعالم، وإقامة نمط حياة استثنائي للسياح والضيوف والزوار من داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
ويستهدف مشروع بوابة الدرعية جذب 25 مليون زائر وسائح سنويًا من داخل وخارج المملكة، في ظل ما يتم التخطيط له من مشاريع ترفيهية وفعاليات متنوعة ومتاحف ومنشآت فنية وثقافية، واستقطاب الأحداث الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم.
ويشمل مشروع بوابة الدرعية تطوير مساحة 2 كيلو متر مربع من وادي حنيفة التاريخي، وتأهيل بساتين النخيل والمزارع القديمة في المنطقة، ومسارات مشي جديدة، ومناطق للتنزه؛ لتكون بمثابة مواقع مفتوحة للسياح والزوار للاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية في الهواء الطلق.
ويتم تنفيذ مشروع البنية التحتية للبجيري، والذي يُعد واحدًا من أكثر المشاريع تطورًا وتعقيدًا على مستوى العالم.
ويشمل المشروع نقل حوالي 9 ملايين متر مكعب من التربة؛ أي ما يعادل 3600 حمام سباحة أولمبي بطول 50 مترًا، وبارتفاع 15 مترًا تحت مستوى سطح الأرض؛ بهدف إنشاء ثلاثة كيلو مترات من الأنفاق، وساحة انتظار تستوعب 10500 سيارة، باستخدام 1.2 مليون متر مكعب من الخرسانة.
اقرأ أيضًا:
- الخطوط السعودية تؤكد منع سفر غير المحصنين بجرعتين من لقاح كورونا
- آبار حمى التاريخية.. الموقع والمكانة
- قصر جبرة والبعد التاريخي للمملكة
- شراء المقعد الإضافي.. الخطوط السعودية تطلق خدمة جديدة لعشاق السفر
- مطار الملك عبدالعزيز الدولي.. مسيرة من الإنجازات