يعتبر الوكيل الانعكاسي البسيط أحد أنواع وكلاء الذكاء الاصطناعي. حيث يستجيب مباشرة للبيئة الحالية التي يراها استنادًا إلى قواعد محددة مسبقًا.
ويعتمد هذا النوع من الوكلاء على المعلومات المتاحة أمامه، بجانب الخبرات السابقة أو العواقب المستقبلية.
أيضًا تعمل هذه الأنظمة اعتمادًا على مبدأ “إذا حدث كذا، فافعل كذا”؛ إذ لا تمتلك هذه الوكلاء قدرات على معالجة اللغة الطبيعية (NLP) أو اتخاذ قرارات معقدة مبنية على التحليل. على عكس الأنظمة الأكثر تطورًا.
كما أثبتت تلك الأنظمة فائدتها في العديد من التطبيقات الواقعية، خاصة عند دمجها مع أنواع أخرى من الوكلاء في أنظمة متعددة الوكلاء.

آلية تشغيل نظام الوكيل الانعكاسي البسيط
يتبنى الوكيل الانعكاسي رسم علاقة مباشرة بين الإدراك والفعل. وذلك من خلال قواعد شرطية من نوع: “إذا تحقق الشرط نفذ الإجراء”.
في حين تركز آلية عمله الأساسية على عنصر الأداء، الذي يعالج البيانات القادمة من أجهزة الاستشعار ويصدر الأوامر عبر المشغلات. ومن بين المهام التي يؤديها الوكيل الانعكاسي البسيط: عرض إعلان على موقع إلكتروني، وتشغيل إشارة المرور، وإطلاق إنذار أمني.
علاوة على ذلك يتميز الوكيل الانعكاسي بأنه لا يمتلك ذاكرة داخلية. كذلك لا يمكنه إلا التعامل مع البيئات التي تكون جميع معلوماتها متاحة بشكل كامل.
فيما لا يحتاج إلى حساب احتمالات متعددة أو تخزين بيانات سابقة. حيث يجعله هذا التصميم سريعًا وقابلًا للتنبؤ.
بينما يعد هذا النوع نموذجًا للبيئات ذات القوانين الواضحة وغير المتغيرة. نظرًا لاعتماده على القواعد الثابتة. على سبيل المثال: يعتمد روبوت التنظيف الذكي على نظرية “إذا تم اكتشاف الأوساخ فعليك التنظيف، وإذا كانت المنطقة نظيفة فانتقل إلى مكان آخر”.
كما يتفوق الوكيل الانعكاسي البسيط على غيره في المهام المتكررة والواضحة. والتي تتطلب استجابات فورية أكثر من اتخاذ قرارات إستراتيجية. على الرغم من محدوديته في التكيف.
المهام الرئيسة
في المصانع:
تعتمد المنشآت الصناعية على الوكيل الانعكاسي لمراقبة السلامة والجودة، مثل: برمجة آلة لتتوقف تلقائيًا إذا استقبلت المستشعرات حرارة.
في مراقبة الجودة:
كما يمكن لنظام بسيط أن يستبعد منتجًا ناقص الوزن أو يحتوي على جزء مفقود. ما يخفض التكاليف ويزيد دقة الإنتاج.
في الأتمتة الصناعية:
عندما تتوقف السيور الناقلة عند اكتشاف حاجز ما.
ترشيد الطاقة:
يعتمد النظام على إيقاف المعدات غير الأساسية عندما يتجاوز استهلاك الكهرباء مستوى معينًا.
في المراقبة البيئية:
يدعم أنظمة التهوية أو الترطيب تلقائيًا إذا ارتفع مستوى الغبار أو انخفضت نسبة الرطوبة.
مميزات الوكيل الانعكاسي البسيط
تخفيف الاستهلاك:
لا يتطلب الوكيل الانعكاسي قدرات معالجة عالية أو ذاكرة كبيرة. ما يجعله مثاليًا في البيئات ذات الموارد المحدودة.
سرعة الاستجابة:
يتمكن الوكيل من تنفيذ الأوامر بشكل لحظي دون الحاجة إلى تحليل معقد أو تعلم مسبق.
الموثوقية والدقة:
يقدم دائمًا نفس النتيجة عند تلقي نفس المدخلات، وهي خاصية ضرورية في التطبيقات الصناعية الحساسة.
خفض التكلفة:
لا يحتاج خوارزميات تعلم آلي معقدة أو بيانات ضخمة، وذلك يجعله سهل الاستخدام ومتوفرًا.
التحديات
يعاني الوكيل من قيود كبيرة عند التعامل مع البيئات الديناميكية أو غير المكتملة المعلومات، منها:
ضعف الذاكرة:
تراجع القدرة على استرجاع الحالات السابقة أو بناء نموذج عن العالم المحيط.
عدم القدرة على التعلم:
عدم تبني إستراتيجيات جديدة وتقنيات الواقع المعزز.
الاعتماد الكلي على القواعد المسبقة:
يتطلب إعادة برمجة كاملة في حالة حدوث أي تغيير في البيئة.
ضعف المرونة:
لا يستطيع التكيف أو التعامل مع أخطاء المستشعرات أو البيانات غير الدقيقة.
عدم تحديد أهداف بعيدة المدى
يتفاعل الوكيل الانعكاسي البسيط مع المحفزات اللحظية فقط دون النظر إلى النتائج المستقبلية.
الدمج مع أنظمة متعددة الوكلاء
من ناحية أخرى يتم دمج الوكيل الانعكاسي البسيط ضمن منظومات أكثر ذكاء. والتي تتضمن وكلاء من مستويات أعلى. كذلك يتحول إلى جزء لا يتجزأ من أنظمة الذكاء الاصطناعي التفاعلية.
وعلى الرغم من بساطة تشغيله يظل عنصرًا حيويًا في تطبيقات تتطلب السرعة، والثبات، والاعتمادية. مثل: المصانع، والمنازل الذكية، والروبوتات البسيطة.
وفي عصر انتشار وكلاء الذكاء الاصطناعي لا يزال يؤدي هذا النوع من الوكلاء دورًا جوهريًا عند المزج بينها وبين أنظمة أكثر تطورًا؛ لتحقيق التوازن بين الاستجابة الفورية والتحليل الذكي.
المقال الأصلي: من هنـا


