تولي الشركات اليوم اهتمامًا متزايدًا بمسألة استدامة الأعمال وتأثيرها في العمليات التجارية. كما أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها هي الإدارة الفعالة للنفايات. والتي تعد جزءًا مهمًا من الاهتمامات البيئية. وتمكّن الشركة من الحفاظ على نمو مستقر على المدى الطويل.
التأثير السلبي للنفايات في البيئة
كما يشكل تراكم النفايات تهديدًا كبيرًا للبيئة. غالبًا ما تنتهي العبوات البلاستيكية والزجاجات والأكياس البلاستيكية والقمامة الأخرى في الأنهار والبحار والمحيطات. ما يؤدي إلى تلويث المجاري المائية والنظم البيئية المائية.
يمكن أن تتسبب النفايات البلاستيكية في موت الحيوانات البحرية عن طريق الاختناق أو الابتلاع. كما قد تؤدي إلى فوضى النظم البيئية البحرية. بالإضافة إلى ذلك يمكن للنفايات المخزنة بشكل غير صحيح على الأرض أن تلوث التربة والمياه الجوفية.
كذلك يؤدي حرق النفايات إلى توليد انبعاثات من المواد الكيميائية الضارة والغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. وهذا يساهم في تدهور جودة الهواء وتغير المناخ. نتيجة لذلك تشكل النفايات المفرطة تهديدًا كبيرًا للتوازن البيئي والتنوع البيولوجي. وأيضًا لصحة الإنسان والأجيال القادمة.
النفايات واستدامة الأعمال
كما يخلّف تراكم النفايات عددًا من الآثار السلبية في العمليات التجارية والبيئة ويهدد استدامة الأعمال. أولًا: يمكن أن يسبب زيادة التكاليف التشغيلية لإدارة النفايات. بما في ذلك: النقل والتخزين والتخلص منها. كذلك يتعين على الشركات تحمل نفقات إضافية لتلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية للنفايات. ما يؤثر سلبًا في ربحيتها.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي إدارة النفايات السيئة إلى مشاكل تتعلق بسمعة الشركات. خاصة في عصر المجتمعات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. حيث تنتشر المعلومات حول تصرفات الشركات بسرعة.
كما تؤثر ردود الأفعال السلبية حول موقف الشركة البيئي في ثقة العملاء والمستثمرين وأصحاب المصلحة الآخرين. ما يتسبب في فقدان العملاء وانخفاض قيمة العلامة التجارية.
تطوع الموظفين كأداة للتغيير
كجزء من استراتيجيتها للاستدامة يشارك المزيد من الشركات في برامج تطوع الموظفين. والتي يمكن أن تكون أداة فعالة في الجهود البيئية. كذلك من خلال تنظيم حملات التنظيف أو إعادة إحياء المناطق المتدهورة أو زراعة الأشجار. تتاح للموظفين الفرصة للمشاركة في أنشطة محددة لها تأثير إيجابي في البيئة. ما يعود بالنفع على الشركة والمجتمع المحلي.
كما لا يعمل تطوع الموظفين على تعزيز المشاركة الاجتماعية للموظفين فحسب. بل يعزز أيضًا ارتباطهم بالشركة. وهذا يبني شعورًا بالانتماء والفخر بالمشاركة في أنشطة ذات طبيعة اجتماعية وبيئية.
بالإضافة إلى ذلك يمكن اعتبار أنشطة تطوع الموظفين جزءًا من سياسة استدامة الأعمال الاجتماعية والمسؤولة. والتي لها تأثير إيجابي في صورة الشركة وعلاقاتها مع أصحاب المصلحة.
استراتيجيات إدارة البيئة
كذلك بالنسبة للعديد من الشركات أصبحت إدارة النفايات جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية استدامة الأعمال الخاصة بها. وتتوفر استراتيجيات عديدة يمكن للشركات استخدامها لإدارة النفايات بشكل فعال وتقليل تأثيرها السلبي في الأعمال والبيئة:
الحد من كمية النفايات المتولدة:
تستطيع الشركات تقليل كمية النفايات المتولدة في عمليات الإنتاج من خلال تحسين العمليات. واختيار التقنيات والمواد الخام الأكثر كفاءة وتعزيز مبادئ التسلسل الهرمي للنفايات. مثل: تجنبها وتقليلها وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها.
إعادة التدوير وإعادة الاستخدام:
كذلك يمكن أن يؤدي تعزيز إعادة التدوير إلى تقليل كمية النفايات التي تذهب إلى مكبات النفايات والحد من التأثير السلبي في البيئة. يمكن للشركات العمل مع شركات إعادة التدوير المحلية وموردي المواد القابلة لإعادة التدوير لتوفير قنوات إعادة التدوير المناسبة، ومن ثم تعزيز استدامة الأعمال.
الابتكار التكنولوجي:
كما يمكن استخدام التقنيات المبتكرة لتحسين كفاءة إدارة النفايات. تشمل الأمثلة: أنظمة فرز النفايات الحديثة. والطرق المتقدمة لتحويل النفايات العضوية إلى غاز حيوي أو سماد. وتقنيات إعادة التدوير للمواد الجديدة.
التعليم وإشراك الموظفين:
يعد تعليم الموظفين وإشراكهم عنصرًا مهمًا في إدارة النفايات الفعّالة وتعزيز استدامة الأعمال. ويمكن للشركات تنظيم التدريب على فصل النفايات. وتعزيز الوعي البيئي بين الموظفين وتشجيع المشاركة الفعّالة في برامج الاستدامة.
التعاون مع أصحاب المصلحة:
يمكن للشركات التعاون مع المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية والشركات الأخرى لتطوير استراتيجيات فعّالة لإدارة النفايات.
كما يمكن للشراكات والتعاون أن يساهما في تحديد أفضل الممارسات وتبادل الخبرات وتنفيذ المشاريع البيئية المشتركة.
التنظيف والعمل المجتمعي
تعد حملات التنظيف العالمية جزءًا مهمًا من الأنشطة البيئية وفلسفة استدامة الأعمال، التي يمكن للشركات تنظيمها بالتعاون مع الموظفين والمجتمعات المحلية.
كذلك من خلال المشاركة الفعالة في مثل هذه المبادرات تستطيع الشركات إشراك الموظفين في أنشطة عملية لحماية البيئة. مع بناء صورة إيجابية للعلامة التجارية وتوفير الوعي البيئي في المجتمعات المحلية.
إن إدارة النفايات الفعّالة هي عنصر أساسي في استراتيجية استدامة الأعمال لشركات اليوم. ومن خلال تطبيق استراتيجيات إدارة البيئة المناسبة. وتنظيم حملات التطوع والتنظيف للموظفين تقلل الشركات التأثير السلبي لعملياتها في البيئة. وتحسن صورة علامتها التجارية وتحقق الربحية على المدى الطويل.
كذلك في عالم اليوم أصبح الاهتمام بالبيئة جانبًا متزايد الأهمية من ممارسة الأعمال التجارية. وتعد إدارة النفايات الفعّالة والمشاركة النشطة للموظفين والمجتمع أدوات رئيسية لنجاح الاستدامة.
بقلم/ oliwia
المقال الأصلي (هنـــــــــــا).