تتخذ المسؤولية الاجتماعية لدى ماكدونالدز شكلًا أكثر ذكاءً وتطورًا؛ إذ لا تطبق هذه العلامة التجارية كل معايير المسؤولية الاجتماعية فحسب، وإنما تعمل، في السياق ذاته، إلى استخدامها لصالحها من الناحية التسويقية الاستخدام الأمثل.
ولنا أن نتذكر قيام ماكدونالدز باستبدال العبوات البلاستيكية بعبوات أخرى أقل إضرارًا بالبيئة _وذلك من أهم ملامح المسؤولية الاجتماعية لدى ماكدونالدز _، واستطاعت من خلال هذه الطريقة إصابة عصفورين بحجر واحد؛ فأولًا: روجت لنفسها باعتبارها علامة صديقة للبيئة.
وثانيًا: أوصلت رسالة لعملائها مفادها أن العناية بصحتهم والحفاظ على سلامتهم من أهم أولوياتها، وهو الأمر الذي انعكس، من دون شك، على زيادة ارتباط العملاء بها، وولائهم لها.
وقبل أن نتوغل في بسط مسألة المسؤولية الاجتماعية لدى ماكدونالدز علينا أن نذكّر بأن ماكدونالدز شركة رائدة في بيع خدمات الطعام بالتجزئة في أوروبا، ولديها أكثر من 7600 مطعم في 38 سوقًا، تخدم أكثر من 14 مليون عميل يوميًا.
اقرأ أيضًا: نمو المسؤولية الاجتماعية.. الضمير كرقيب داخلي
الطعام الآمن
تلتزم ماكدونالدز بتوفير طعام آمن لعملائها، بل تضع هذا الهدف على رأس أولوياتها وأهم مسؤولياتها. ولضمان سلامة الأغذية لدى ماكدونالدز تتخذ المئات من إجراءات سلامة الأغذية الصارمة المعمول بها في كل مرحلة من مراحل عملية إعداد الطعام.
وتحرص أيضًا على أن تعكس وجباتها المبادئ العامة للأكل الصحي كما حددتها سلطات التغذية الموثوقة، ناهيك عن حرصها على الامتثال لمعايير محددة للطاقة والدهون المشبعة والسكر والصوديوم.
تلك المعايير تم تطويرها من قِبل فريق من إخصائيي التغذية المعتمدين مع الأخذ في الاعتبار المبادئ التوجيهية التي وضعتها الجهات ذات الصلة بالمسألة.
اقرأ أيضًا: مبادئ المسؤولية الاجتماعية لدى جوجل.. ممارسات مستدامة
المسؤولية البيئية
إذا كنا نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية لدى ماكدونالدز فلا يجمل بنا أن نغض الطرف عن المسؤولية البيئية التي تقوم بها هذه العلامة، خاصة أنها تسعى دائمًا لكي تكون شركة مسؤولية بيئيًا، وبصفتها إحدى أكبر شركات المطاعم في العالم، فإنها تتحمل المسؤولية تجاه البيئة والمجتمع المحيط، فضلًا عن اتخاذ إجراءات جمة بشأن بعض التحديات الاجتماعية والبيئية الأكثر إلحاحًا في العالم اليوم.
التبرع بالطعام
في عام 2011 أصبحت ماكدونالدز شريكًا لـ Foodbank Australia، ومنذ ذلك الحين، تبرعت بأكثر من 550 ألف كجم من السلع الصالحة للأكل من مراكز التوزيع الخاصة بها في جميع أنحاء أستراليا.
في عام 2018 وحده، ساهمت _وتلك بعض تجليات المسؤولية الاجتماعية لدى ماكدونالدز_ بأكثر من 100 ألف كيلو جرام من الطعام، وهو ما يعادل حوالي 235.600 وجبة للمحتاجين.
اقرأ أيضًا: المركز السعودي لـ «المسؤولية الاجتماعية».. جهود تنموية فعالة
التعبئة والتغليف
تدرك ماكدونالدز أن التغييرات الطفيفة في عبواتها يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا، ففي السنوات الأخيرة أزالت الغطاء البلاستيكي من منتجاتها، وقللت من وزن أكواب Sundae ومن كمية الألياف المستخدمة في تصميم فنجان القهوة لديها بشكل كبير.
وأدت كل هذه التغييرات الصغيرة إلى تقليل كمية البلاستيك المستخدم والمخلفات التي يتم إرسالها إلى مكب النفايات.
وتعتمد 83% حاليًا من عبوات ماكدونالدز على الألياف، كما أن 100% من تلك العبوات تأتي من مصادر مُعاد تدويرها أو متجددة، كما أن الورق والكرتون الذي تستخدمه تلك العلامة التجارية معتمد أيضًا من قِبل المجالس والهيئات الصحية المختصة.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية كأسلوب حياة.. من يقوم بالتغيير حقًا؟
ريادة الأعمال ومحاربة الفقر.. قراءة في السياق والمضمون
أهمية العمل الإنساني.. فن العطاء وإصلاح العالم