أصبح التسويق بالمحتوى في عالم الأعمال الحديث أداة فاعلة لتحقيق النجاح والتميز في سوق متزايد التنافسية. فهو لا يقتصر على مجرد الترويج للمنتجات أو الخدمات. بل يرتكز على بناء علاقة مستدامة مع الجمهور عبر تقديم محتوى يثري تجربتهم، ويلبي احتياجاتهم. ويعزز ولاءهم للعلامة التجارية.
يستند التسويق بالمحتوى إلى ثلاثة محاور رئيسة تشكل أساس نجاحه: الجودة، والاتساق، والإستراتيجية. إذ تسهم جودة المحتوى في جذب انتباه الجمهور وتعزيز الثقة. بينما يضمن الاتساق استمرارية العلاقة وبناء هوية واضحة للعلامة التجارية. أما الإستراتيجية فهي البوصلة التي توجه الجهود لتحقيق الأهداف المطلوبة بفعالية.
ونهدف في “رواد الأعمال” إلى استعراض المحاور الثلاث للتسويق بالمحتوى. وتسليط الضوء على أهميتها ودورها في صياغة خطط تسويقية ناجحة تلبي تطلعات السوق المتغيرة، وتواكب احتياجات الجمهور المتنوع. حسب موقع “searchenginejournal”.
المحاور الثلاثة للتسويق بالمحتوى
فيما يلي إشارة إلى هذه المحاور..
التواصل المنسق
يجب على الشركة أداء أنشطة معينة لتحسين تنسيق استخدام المحتوى؛ من أجل اكتساب العملاء والجمهور المستهدف الآخرين، والاحتفاظ بهم ونموهم.
وتتواصل الأعمال الناجحة بوضوح. كما أنها قادرة على التواصل بطرق مبتكرة وملائمة بشكل فريد تعكس تنوع شعوبها وجماهيرها.
ولتحقيق هذا التوازن الدقيق بين الاتساق والتنوع. يعد التنسيق أمرًا بالغ الأهمية؛ وهذا يعني أن الفئة الأساسية الأولى من الأنشطة في ركن التواصل هي الغرض.
فيما تقع شركات عديدة في فخ لأنهم يعتقدون أن تسويق المحتوى يمكن إنشاؤه ببساطة كـ”مهارة” داخل العمل. فيوظفون عددًا قليلًا من الصحفيين والمحررين وكتاب النصوص الإبداعية وخبراء الموضوعات. ويطلقون سراحهم ليكونوا “جيدين” في إنشاء وإدارة المحتوى القيم.
إدارة المحتوى
إن الشركات التي تدير إستراتيجيات تسويق محتوى ناجحة تدرك أن الغرض الأساسي لفريق محتوى قادر ليس أن يكون جيدًا في إنشاء المحتوى. بل في تمكين العمل من أن يكون جيدًا في تشغيل المحتوى. وعادةً ما يتم إلقاء مهمة “إنشاء أشياء رائعة” على كاهل الكتاب المبدعين دون تقديم أدنى مساعدة.
تبدأ الجودة في التدهور، ثم تبدأ الشكوك في التسلل فيما إذا كانوا الأشخاص المناسبين أم لا. أو ما إذا كان تسويق المحتوى الناجح ممكنًا حتى.
وبالتالي، فإن الغرض هو تطوير وإدارة مجموعة واضحة من المسؤوليات والعمليات الأساسية التي تبني وتقيم باستمرار تخصيص الموارد ومجموعات المهارات والمواثيق الواضحة التي سيحتاجها فريق تسويق المحتوى لكي يصبح قدرة تجارية متميزة.
تسويق المحتوى
كل عمل تجاري ينجح في إستراتيجية تسويق المحتوى سيكون لديه نموذج حوكمة وتشغيل محدد ومفهوم جيدًا.
يعد مستشفى كليفلاند العالمي الشهير مثالاً رائعًا على ذلك. إذ أنشأ قسم تسويق محتوى مركزيًا يشكل وحدة أعمال عاملة.
وبدأوا مع عدد قليل من منشئي المحتوى وتطوروا إلى فريق متنوع ومتعدد الوظائف، ولكنه مركزي، مع عمليات تشغيل واضحة ومعايير.
قد تنشر الشركات الأخرى “نموذجًا فيدراليًا” يكون فيه فريق المحتوى مسؤولًا عن إنشاء نسبة صغيرة فقط من المحتوى. في الواقع قد يتم تخصيص نموذجهم الوظيفي بأكمله لتمكين الأقسام الأخرى من إنشاء وإدارة وتنشيط وقياس محتوى عالي الجودة عبر قنوات متعددة.
مجموعة متنوعة من التجارب
لقد تعلمت للتو أن نهج الاتصال/ المحتوى المنسق يدير كمية ونوعية ما يريد العمل قوله.
هذا يقودنا إلى الركن الثاني لإستراتيجية تسويق المحتوى وهو الخبرات، وتعد حاويات المحتوى المصممة التي يتم إنشاؤها للجمهور المستهدف.
بغض النظر عن حجم العمل فهو يحتاج إلى نهج إستراتيجي لكيفية استخدام المحتوى الذي يتم إنشاؤه لتشغيل منصات مصممة، مثل: رسائل البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية ومراكز الموارد والمجلات المطبوعة. وملفات PDF والأحداث والمدونات أو حتى قنوات التواصل الاجتماعي.
هذا جانب حاسم في العمل، على سبيل المثال: عندما تفكر شركة لوسائط الإعلام في إنتاجها التالي. فقد تبدأ كفيلم، ولكن بعد ذلك تبدأ عمليات التشغيل والإدارة على الفور في استكشاف كيفية الاستفادة من نفس المحتوى في الكتب والتلفزيون والبودكاست والترفيه التفاعلي.. إلخ.
شركات الوسائط الإعلامية
تأتي القصة أولًا ثم التفكير في جميع أنواع الأدوات المختلفة التي قد تعبر عن تلك القصة بطرق مختلفة.
وبالنسبة لشركات الوسائط الإعلامية، فإن التجربة التي يجنون منها المال هي المنتج. ولديهم طريقتان رئيسيتان لتحقيق الدخل؛ إما عبر الوصول إلى التجربة من خلال نماذج، مثل: الاشتراكات أو بيع عدد محدود من التذاكر. أو من خلال الوصول إلى الجمهور الذي يستهلكها بالسماح للرعاة بإنشاء محتوى.
ويجب معاملة جميع قنوات الوسائط المملوكة للعلامة التجارية، مثل: الموقع الإلكتروني والمدونة ومركز الموارد وكتالوج التجارة الإلكترونية والمجلة المطبوعة، بنفس القدر من الرعاية والاهتمام.
وتمامًا مثل شركة وسائط الإعلام لا بد أن نفكر أولًا في “المحتوى” ثم كيف ننشئ جميع أنواع القوالب والوسائط المختلفة لتقديم هذا المحتوى. على أن يكون لكل قالب أو وسيط غرض إستراتيجي وأهداف ومهام محددة.