يعتبر الفرنشايز واحدًا من أبرز النماذج التجارية العالمية التي حققت نجاحًا كبيرًا في العقود الأخيرة. وباعتباره نموذجًا يسمح للشركات بتوسيع نشاطاتها عبر الحدود أصبح الفرنشايز وسيلة فعالة لتحقيق النمو والانتشار في أسواق جديدة.
نموذج الفرنشايز
في جوهره يتكون الفرنشايز من علاقة تعاونية بين شركة الأم (المانح) والشركة الفرعية (الممنوح). يتيح هذا النموذج للممنوح الحصول على حق استخدام اسم العلامة التجارية والتكنولوجيا والعمليات والدعم اللازم من مالك العلامة التجارية. بالمقابل يتولى الممنوح مسؤولية تشغيل وإدارة الموقع المحلي بموجب شروط وشروط العقد.
من أبرز الفوائد التي يوفرها الفرنشايز كنموذج عمل دولي هي التوسع السريع في أسواق جديدة. يمكن للشركة الأم توسيع نشاطها في مناطق جغرافية مختلفة دون الحاجة إلى تخطيط وبناء الهياكل التحتية الضخمة المطلوبة لفتح فروعها الخاصة. وبفضل الشراكة مع الفرانشيزي يتمكن المانح من الوصول إلى السوق المحلية والاستفادة من المعرفة والموارد المحلية التي يتمتع بها الممنوح.
بالإضافة إلى ذلك يستطيع مالك العلامة التجارية استغلال مزايا العمل مع شركاء محليين يتمتعون بخبرة في السوق وفهم عميق للعملاء المحليين. يمكن للشركة الأم تخصيص جهودها لتوفير الدعم والتدريب والتسويق والابتكار، في حين يعمل الممنوح على تشغيل النشاط التجاري بشكل يلبي احتياجات السوق المحلية.
اقرأ أيضًا: ميزانية الفرنشايز.. معادلة العوائد والتكاليف
الفرنشايز كنموذج عمل دولي
ومن الجوانب المهمة لنجاح الفرنشايز كنموذج عمل دولي هي انتقال المعرفة والتكنولوجيا. عندما يوسع مالك العلامة التجارية نشاطه في أسواق جديدة فإنه ينقل المعرفة والخبرة التي اكتسبها على مدار سنوات من العمل. يتم تحويل هذه المعرفة إلى الممنوح؛ من خلال عمليات التدريب والتوجيهات المستمرة؛ ما يسهم في بناء قدرات المشغل المحلي وتعزيز فرص نجاحه.
والفرنشايز يمكن أن يصبح نموذجًا مربحًا للجانبين: المانح والممنوح؛ حيث يمكن للأول تحقيق عائدات إضافية من خلال استغلال شبكة المواقع المتعددة التي يديرها الثاني. ومن جانبه يمكن للممنوح الاستفادة من العلامة التجارية المعروفة والتسويق القوي والدعم العملياتي والتدريب المستمر المقدم من مالك العلامة التجارية.
ومع ذلك يجب ملاحظة أن الفرنشايز ليس مناسبًا لجميع الشركات وكل الصناعات؛ إذ يتطلب نجاح الفرنشايز وجود نموذج عمل مجرب ومنتج ناجح يمكن تكراره في أسواق مختلفة. كما يتطلب الأمر التوافق بين الثقافة التجارية للمانح والممنوح وقدرتهما على التعاون والعمل المشترك.
إذًا يمكن القول إن الفرنشايز يعد نموذجًا عالميًا ناجحًا يسمح للشركات بتوسيع نشاطها عبر الحدود والاستفادة من مزايا المعرفة المحلية والموارد والتكنولوجيا. ومن خلال توفير فرص النمو والربح لكلا الأطراف يستمر الفرنشايز في أن يكون نموذجًا قويًا وفعالًا في الساحة العالمية للأعمال.
اقرأ أيضًا: الفرنشايز والتمويل.. استراتيجيات واقتراحات
صناعات ومجالات
تستفيد صناعات عديدة من نموذج الفرنشايز بشكل كبير. ومن بين الصناعات الشائعة التي يمكن أن تستفيد من هذا النموذج نوضح في «رواد الأعمال» ما يلي:
-
المطاعم والوجبات السريعة
تعتبر صناعة المطاعم والوجبات السريعة واحدة من أكثر الصناعات استدامة لنموذج الفرنشايز. يوفر هذا النموذج للشركات الفرصة لتوسيع مفهوم مطعمها وتقديمه للعملاء في أماكن جغرافية جديدة، مع الاستفادة من الهوية والسمعة المعروفة للعلامة التجارية.
-
التجزئة والأزياء
صناعة التجزئة تعد من الصناعات التي تستفيد بشكل كبير من نموذج الفرنشايز؛ حيث يمكن للعلامات التجارية الشهيرة توسيع شبكتها من المتاجر وتوفير تجربة متسقة للعملاء في أماكن مختلفة. كما تستفيد شركات الأزياء من الفرنشايز لتوسيع وجودها العالمي وتقديم مجموعاتها ومنتجاتها للأسواق الجديدة.
-
الفنادق والضيافة
تعد صناعة الضيافة والفنادق من الصناعات التي تتميز بوجود العديد من السلاسل الفندقية الكبرى المعروفة. يستخدم هذا القطاع الفرنشايز كوسيلة للتوسع السريع وتوفير تجربة موحدة للنزلاء في مواقع مختلفة.
-
الخدمات التجارية والمهنية
تتضمن هذه الصناعة العديد من الخدمات مثل: الاستشارات، والتسويق، والتدريب، والتجميل، واللياقة البدنية، والتنظيف، والتقنية.. وغيرها. تستخدم الشركات في هذه الصناعة نموذج الفرنشايز لتوسيع نطاق خدماتها وتقديمها في مناطق جديدة بدعم من العلامة التجارية والعمليات الموجودة.
-
التعليم والتدريب
قطاع التعليم والتدريب يمكن أن يستفيد من نموذج الفرنشايز من خلال توسيع شبكة المدارس أو المعاهد أو المراكز التدريبية في مناطق جديدة، مع الاستفادة من المناهج والطرق التعليمية المعتمدة.
-
الصحة والعافية
تشمل هذه الصناعة: الصيدليات، ومراكز اللياقة البدنية، ومراكز العناية بالبشرة والشعر، وعيادات العلاج الطبيعي، ومراكز العلاج البديل. تستطيع الشركات في هذه الصناعة استخدام نموذج الفرنشايز لتوسيع تواجدها وتوفير الخدمات الصحية والعافية في مناطق جديدة.
-
الخدمات المالية
تضم تلك الصناعة: البنوك، وشركات التأمين، وشركات الاستثمار، وشركات التأجير التمويلي. يمكن للشركات في هذا القطاع استخدام نموذج الفرنشايز لتوسيع شبكة فروعها وتقديم الخدمات المالية للعملاء في مناطق جديدة.
-
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تستخدم نموذج الفرنشايز لتوسيع وجودها وتوفير الحلول التكنولوجية والخدمات الرقمية في مناطق جديدة، مثل: شركات تطوير البرمجيات أو متاجر بيع المنتجات التقنية.
اقرأ أيضًا: