لا شك أن الفرنشايز الأخضر يُعد أحد ردود الأفعال الشهيرة على الأزمات البيئية التي يعاني منها كوكب الأرض؛ من نقص في الموارد، وارتفاع نسب التلوث، والاحتباس الحراري والتغير المناخي وما إلى ذلك، لكن، والحق يقال، فإن هذا الوعي البيئي لم ينتقل إلى مجال الفرنشايز إلا بعدما أمسى اتجاهًا عامًا في الممارسات الاقتصادية المخلتفة.
إذًا يمكن القول إن الفرنشايز الأخضر مدين، في المقام الأول، للوعي البيئي الذي أمسى متصاعدًا خلال الفترة الأخيرة حتى على صعيد الأفراد.
ليس هذا فحسب، بل إن الأزمات المختلفة، وآخرها أزمة جائحة كورونا، تدفع بشكل أو بآخر في اتجاه الفرنشايز الأخضر؛ إذ تعمل مثل هذه الأزمات على توعيتنا بأننا جميعًا سكان مركب واحد، وعلينا الاهتمام به، وصونه ورعايته، وإلا كان الهلاك مصير الجميع.
ومن هنا جاز القول إن «عولمة الكوارث»؛ أي كون الكارثة أمست عامة بفعل الحداثة وانفتاحات العولمة وتحول الأرض إلى قرية صغيرة، دفعت هي الأخرى باتجاه الفرنشايز الأخضر.
اقرأ أيضًا: الأسئلة الشائعة عن الفرنشايز.. بوابتك إلى عالم النجاح
ما الفرنشايز الأخضر؟
قبل أن نجيب عن هذا السؤال، أو نقدم تعريفًا للفرنشايز الأخضر، حريّ بنا أن نجيب عن سؤال آخر أكثر منه أهمية وهو: كيف نعرف أن شركة ما خضراء؟
والحق أن التنظير وحده ليس كافيًا كإجابة، فالمسطرة النظرية لن تقدم شيئًا ذا بال في تحديد ما هي الشركة الخضراء، وتمييزها عن الشركات التقليدية الأخرى، وإنما الممارسة العملية هي الكفيلة بالإجابة عن هكذا سؤال.
وبالتالي فإن الشركة الخضراء _سواء كنا نتحدث عن الفرنشايز الأخضر أم لا_ تُعرف من آثارها الإيجابية في المجتمعين المحلي والعالمي على حد سواء، وكلما كان أثرها أكثر إيجابية كانت أكثر ارتباطًا بكونها خضراء.
وثمة معيار آخر مرتبط بهذه الممارسة العملية وهو نوعية وماهية الخدمات التي تقدمها الشركة ذاتها؛ فلن نحكم على شركة ما بأنها خضراء مهما ادعى أصحابها أنها كذلك ما لم تكن خدماتها خضراء؛ بمعنى أنها لا تحدث أي ضرر على الصعيد البيئي أو المجتمعي بأي شكل من الأشكال.
أما عن تعريف الفرنشايز الأخضر فمن الجائز القول إنه لا يبعد عن التحديد الذي سقناه قبل قليل، على الرغم من أن الأدبيات النظرية في هذا الصدد انصرفت عن تحديد ماهية الفرنشايز الأخضر إلى البحث والتحقيق في مدى صدق شركة ما في ادعائها أنها خضراء من عدمه.
ولكن، وعلى الرغم من ذلك، يمكن تقديم تعريف إجرائي للفرنشايز الأخضر بناءً على الطرح السابق بأنه عبارة عن أسلوب أو نموذج عمل يهدف إلى جعل خدمات الشركة أو منتجاتها صديقة للبيئة، وعدم الإضرار بها بأي حال من الأحوال.
اقرأ أيضًا: الفرنشايز في المملكة.. رؤية وريادة وطموح
مزايا لا غنى عنها
والحق أن الفرنشايز الأخضر ينطوي على العديد من المكاسب والمزايا، وسوف يحاول «رواد الأعمال» ذكر بعضها _من باب الإشارة لا الإحاطة_ على النحو التالي..
-
الوعي البيئي وزيادة المستخدمين
هناك ميزتان أساسيتان لجيل الألفية، بحسب العديد من الدراسات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة، الأولى: زيادة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية، والثانية: الوعي البيئي، وهاتان الميزتان تصبان في مصلحة الفرنشايز الأخضر.
فإذا نظرنا إلى أعداد جيل الألفية ذاك، وهي أعداد ليست بالقليلة بأي حال من الأحوال، فإن المؤكد أن أعداد العملاء المحتملين منهم لخدمات ومنتجات الامتيازات الخضراء لن تكون قليلة بأي حال من الأحوال.
وهو ما يعني، بشكل مباشر، أنه من السهل جدًا التسويق للفرنشايز الأخضر؛ فأنت تبذر بذورًا في أرض خصبة فماذا تنتظر منها؟!
اقرأ أيضًا: اختيار موقع مشروع الفرنشايز.. خطوات وإرشادات
-
المسؤولية الاجتماعية والاستدامة
ويلتحق بما قلناه قبل قليل أن الفرنشايز الأخضر وثيق الصلة بالمسؤولية الاجتماعية _وتلك ميزة كبرى في عصر الوعي بالكوارث التي خلّفتها الثورة الصناعية والآلة التكنولوجية على المجتمع والناس_ فما قام هذا النموذج في الأساس إلا نتيجة شعور القائمين عليه بمسؤوليتهم تجاه المجتمع الذي يعيشون ويعملون فيه، وتجاه الكوكب ككل.
وكل مشروعات الفرنشايز الأخضر ذات صلة وثيقة بالاستدامة، فهي أعمال مستدامة، من جهة، مثل امتياز ركوب الدراجات الشهير في المملكة المتحدة؛ بمعنى أنه لا يمكن الاستغناء عنه، علاوة على أن المزايا التي يمكن جنيها من ورائه وفيرة.
-
الربح وسرعة النمو
ومثل هذه المشروعات تمثل، من جهة أخرى، قدرًا لا بأس به من الربح، فإذا كان العملاء يقبلون على المنتج فمن المحتمل أن يدر المشروع ذاته قدرًا لا بأس به من الربح.
والوعي البيئي الذي تحدثنا عنه سالفًا سوف يقود الناس طواعية إلى التعامل مع هذه الامتيازات الخضراء؛ ما يجعلها سريعة النمو من جهة، وأكثر ربحية من جهة أخرى، وكلها مزايا لا غنى عنها لرواد الأعمال.
اقرأ أيضًا:
كل ما يجب معرفته قبل الاستثمار في الفرنشايز
كم تبلغ تكلفة امتياز Cinnabon؟ وما هي فرص الأرباح؟
أنمار السليماني: التكامل بين المانح والممنوح يضمن نجاح الفرنشايز