من الصعب تحديد الفرق بين التملق والاحترام بشكل دقيق؛ إذ إن العامل الحاسم في هذه المسألة هو نية الشخص الذي يقوم بهذا التصرف أو ذاك، وأمر الدوافع ذاك خفي، وعادة لا يعلمه إلا صاحب السلوك نفسه.
وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مجموعة من الدلائل التي يمكن أن نعتمد عليها في الحديث عن الفرق بين التملق والاحترام، وتحديد ماهية السلوك الذي نقوم به نحن أنفسنا أو يقوم به آخرون.
وقبل أن ينخرط «رواد الأعمال» في بيان هذا الفرق، يمكننا القول إن الاحترام مطلوب في ذاته، أي لا يطلب صاحبه سوى أن يكون محترمًا، أما التملق فله هدف آخر، وعادة ما يكون الحصول على مصلحة شخصية.
اقرأ أيضًا: القضاء على الكسل في العمل.. احذر هذا الفخ
التملق ليس صدقًا
المتملقون كاذبون، وهم يلجأون إلى الكذب من أجل الحصول على منفعة ما، فعندما تتملق شخصًا آخر فأنت لا تحترمه ولا تخلص له، وإنما لديك هدف ما تريد الحصول عليه قد يكون هذا الهدف مجرد إثارة غرور هذا الذي تتملقه.
أما الاحترام فقائم على الصدق، فأنت لست بحاجة إلى الكذب، بل إن الشخص الذي تحترمه قد لا تربطك به علاقة أو مصلحة وإنما أنت تكن له احترامًا أصيلًا.
اقرأ أيضًا: «اشحن طاقتك بالإيجابية».. كيف تُعاش الحياة؟
المتملق لا يفكر إلا في نفسه
لعل مما يوضح الفرق بين التملق والاحترام أن الشخص المتملق لا يفكر في نفسه، ويقدم نفسه دائمًا على الآخرين، هذا على الرغم من أن الإطراء قد يبدو إيجابيًا، إلا أن الهدف منه هو إلقاء الضوء على المتملق أكثر من الشخص الذي يتملقه، وهذا لا يساعد في احترام الذات وتقديرها.
بهذا المعنى يمكن القول إن المتملق أناني، أما عندما تقرر احترام شخص آخر فأنت تخرج من ذاتك، ولا تفكر في الحصول على مكسب أو منفعة.
الثناء المفرط
لا يحتاج الشخص الذي يحترمك إلى الكلام تقريبًا؛ فكل تصرفاته الواعية تؤكد مدى تقديره لك، أما الذي يتملقك فالأمر معه مختلف، إنه يعتمد الثناء المفرط، والتحدث بالكلام الكبير، ووصفك بما ليس فيك من جميل الصفات.
إنه يستخدم هذا الثناء المفرط من أجل اتخاذه ذريعة للحصول على ما يريد، إن لديه رسالة يريد أن يوصلها لك، وكل متملق لديه هدف شخصي يرغب في الوصول إليه من خلالك؛ لذلك يفرط في مدحك والثناء عليك.
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على الذوق في التعامل؟
التملق ليس مجانيًا
في معظم الأحيان يريد الأشخاص الذين يتملقون شخصًا آخر شيئًا في المقابل. بطريقة ما، يمكن أن يكون هذا تلاعبًا، كما لو كنت لا تهتم حقًا بما يدور حوله الشخص الآخر حقًا، ولكنك تقوم بأنانية بالتخطيط لشيء تريده من الشخص الآخر.
إن الآخر بالنسبة للشخص المتملق مجرد مطية أو وسيلة توصله إلى ما يريده، لكن الاحترام لا يطلب شيئًا سوى ذاته، فالشخص الذي يحترمك لا يطلب منك شيئًا، إنه مكتفٍ بتقديرك وتبجيلك.
تجميل الوضع السيئ
ومما يمكن ذكره في الحديث عن الفرق بين التملق والاحترام أن الأول (التملق) يسعى إلى تضخيم الإيجابيات والتقليل من السلبيات أو حتى تحويلها إلى إيجابيات في عين الشخص الذي يتملقه، فهو لا يريد أن يجعل هذا الشخص يرى الوضع كما هو عليه، وإنما يكذب عليه، ويرسم له صورة خيالية غير موجودة أصلًا.
أما الشخص الذي يحترمك فقد يواجهك بعيوبك صراحة ومن غير مواربة، لكن هدفه ليس التقليل منك أو احتقارك وإنما دفعك إلى التحسين من نفسك وتدارك الأخطاء والسلبيات.
الاحترام يجلب الرضا
إذا كنت تتملق شخصًا ما فغالبًا لا يشعر هذا الشخص بالرضا عن نفسه، بل قد يتسبب له تملقك في حزن كبير؛ إنه يدرك أنك تفعل ما تفعله ليس من أجله هو ذاته، وإنما من أجل حاجة في نفسك، وبمجرد انقضاء حاجتك سينتهي هذا الشخص بالنسبة لك.
أما الاحترام فهو على العكس من ذلك؛ إذ يجعل الشخص _الذي تحترمه_ أكثر رضا عن نفسه وسعادة، فعلى الرغم من أنه لا تربطك به مصلحة ولا علاقة ربما، ومع ذلك أنت تقدره وتضعه في الموضع المناسب.
اقرأ أيضًا:
هل أنت قائد مبدع أم مفكر تفاعلي؟
الأمان المادي.. كيف تستعد للغد؟
أساليب التعامل الراقي.. كيف تؤثر فيمن حولك؟