أن تكون إيجابيًا تلك مواجهة حقيقية، في ظل ظروف عيش صعبة، وكثرة السلبيين، لكن كونك إيجابيًا لا يعني أنك تحيا في عالم وردي، وإنما يعني أن لديك القدرة على تخطي الصعاب، والإيمان بأنك قادر على ذلك. ربما نصحك أحدهم، ذات يوم، قائلًا: «اشحن طاقتك بالإيجابية» أو شيء من هذا القبيل، لكنه لم يبين لك كيف ذلك ولم يرسم لك الطريق.
لذا؛ سنحاول في «رواد الأعمال» الإشارة إلى بعض الخطوات التي تساعدك في التخلص من السلبية وأن تكون أكثر إيجابية.
كن ممتنًا لكل شيء
بعض الناس يتصورون أنهم مركز الكون، وأنهم يستحقون كل شيء _قد يستحق المرء بعض الأشياء_ ويدفعهم هذا التصور الخاطئ إلى رفع سقف توقعاتهم من الآخرين، ولأنهم ليسوا مركز الكون ولا حتى قريبين من ذلك ولم يقدم لهم الناس سوى ما يستطيعون تقديمه فإن ذلك يصيبهم بنوع من الإحباط والضجر.
على المرء، بدلًا من ذلك، أن يتعلم الامتنان؛ فعندما نُقدّر كل شيء في حياتنا، من الصراعات الصغيرة التي تجعلنا أفضل، إلى السيارة التي تنقلنا كل يوم، فإننا نحول موقفنا من النقص والإحباط إلى موقف التقدير. يلاحظ الآخرون هذا التقدير، ويبدأ الانسجام الإيجابي في تكوين علاقاتنا.
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على ثباتك الانفعالي؟
لا مانع من الضحك!
إذا كنا نتحدث عن تلك النصيحة: «اشحن طاقتك بالإيجابية» فثمة طريقة سهلة لفعل ذلك: إنها الضحك. يساعدنا الضحك في أن نصبح إيجابيين، تحسين مزاجنا، وتذكيرنا بعدم أخذ الحياة على محمل الجد.
وأشارت دراسة أُجريت عام 2016 إلى أن “الضحك يمكن أن يخفف من آثار التوتر”. ناهيك عن أن السخرية من أنفسنا، ومن حماقتنا السابقة أمر مفيد جدًا، فإذا تعلمنا أن نضحك على أنفسنا وعلى أخطائنا فستصبح الحياة مجرد تجربة في اكتشاف ما يجعلنا سعداء، وإيجاد السعادة يجعل العثور على الإيجابية أسهل كثيرًا.
اقرأ أيضًا: أسرار النجاح في الحياة
مساعدة الآخرين
السلبية والأنانية وجهان لعملة واحدة، يظن الناس الذين يعيشون لأنفسهم أنهم سيحققون أهدافهم بشكل أسرع في حين أن العكس هو الصحيح؛ إذا كان الهدف في هذا العالم هو الاعتناء بنفسك فقط وليس بأي شخص آخر فإن الطريق إلى تحقيق الهدف سيكون طويلًا.
يبدأ التخلص من السلبية عندما يكف المرء عن الأنانية، وأن ينظر خارج ذاته، وأن يمد يد العون للآخرين؛ إذ ستمنحك مساعدة الآخرين إحساسًا غير ملموس بالقيمة التي ستُترجم إلى إيجابية، وقد تحظى أيضًا بتقدير الناس واحترامهم في المقابل.
القرب من الإيجابيين
الإنسان كائن اجتماعي يعيش في محيط ما، ووسط جماعة من الناس بشكل دائم، إنه جزء من تكويننا البشري، لكن على المرء أن ينتقي المحيطين به؛ إذ إننا، وبمرور الوقت، نصبح أكثر شبهًا بمن أحطنا بهم أنفسنا.
إذا أردت أن تتبع نصيحتنا «اشحن طاقتك بالإيجابية» فعليك أن تكون شجاعًا وأن تتخلص من كل الأشخاص السلبيين من حولك، وأن تدرك أن تحولك إلى الإيجابية سيواجه بمقاومة من البعض، هذه استجابة طبيعية؛ إنهم يريدون جذبك معهم في المستنقع، لا تستسلم وواصل طريقك فقط.
اقرأ أيضًا: كيف تبرمج عقلك على النجاح؟
لا تعش بعقلية الضحية
أنت مسؤول عن أفكارك، وعن حياتك بشكل عام، لست ضحية أحد، عليك أن تكف عن إلقاء اللوم على الظروف والآخرين، فمن شأن هذا التفكير أن يعوق تحركنا من السلبية إلى الإيجابية.
إن تحمل المسؤولية الكاملة عن حياتك وأفكارك وأفعالك إحدى أكبر الخطوات في توفير حياة أكثر إيجابية؛ إذ إن لدينا إمكانات غير محدودة تمكّننا من صنع واقعنا الخاص، وتغيير حياتنا، وتغيير أفكارنا.
عندما نستوعب هذه المسألة سنكتشف أنه لا يمكن لأحد أن يجعلنا نشعر أو نفعل أي شيء لا نريده، إننا نحن من نختار استجابتنا العاطفية والسلوكية تجاه الناس والظروف.
اقرأ أيضًا:
لينا الشعيفاني: العودة إلى الداخل أولى خطوات إدراك المرء لذاته