الرياض- رواد الأعمال
بعد أكثر من عامين من ظهورها بالمملكة، لا زالت عربات الأطعمة المتنقلة “FOOD TRUCKS” تشكل حضورًا طاغيًا بشوارع الرياض، خاصة أمام المقار الحكومية؛ حيث تقدم الأطعمة والمشروبات للموظفين والمارة، وترسم ملمحًا بارزًا في عدد من الأماكن؛ حتى غدت مكانًا لتجمع الأسر والأصدقاء لقضاء أوقاتٍ سعيدة في أماكن مكشوفة في ضيافة شباب الـ “فوود ترك”.
وللظاهرة جانب آخر مهم؛ إذ فتحت بابًا مبتكرًا لتوظيف الشباب السعودي ممن لا يجدون وظائف، أو من يريدون مضاعفة دخلهم في أوقات فراغ الدوام أو الدراسة، وفي كلا الحالتين تُعد الخطوة بالنسبة للعاملين فيها، بداية لعمل مشاريع خاصة وخطوة أولى في عالم ريادة الأعمال.
فماذا يقول أصحاب الفوود ترك عن تجربتهم؟ وما رأي الموظفين؟..
استثمار أوقات الفراغ
عبد الله الهادمي– صاحب فوود ترك:
أنا طالب جامعي في السنة الأولى، أعمل في هذه المهنة في أوقات فراغي، ويبدأ عملي بها منذ الرابعة عصرًا وحتى الحادية عشرة مساءً. وبدأت العمل فيها منذ عام ونصف العام، ولكن جئنا إلى هذا الموقع – مشروع حافلات الرياض- منذ ثلاثة أشهر.
جاءتني فكرة العمل بالفوود ترك عبر صديق يدرس الطب، وكان مهتمًا بتقديم الطعام بصورة صحية؛ إذ نقدم “الباستا” بطريقة صحية بدون زيوت، وبطرق مبتكرة للتقديم. ولاشك في أن تأسيس العربة وتجهيزها مكلف؛ إذ قد يصل إلى سبعين ألف ريال، بعائد مادي لا بأس به. ويكون الإقبال كبيرًا آخر الأسبوع وفي العطلات، وأشكر الجهات المسؤولة التي وفرت لنا كل شيء. وأنصح الشباب بالاستفادة من أوقات فراغهم بالعمل في الفوود ترك.
أستمتع بعملي
عبد العزيز صالح حمود – عامل بعربة فوود ترك
بعد أن أكملت مرحلة الثانوية، استهواني العمل في هذه المهنة، بعد أن دلني عليها صديق منذ شهرين، فوجدته مكانًا رائعًا،أستمتع بالعمل فيه؛ حيث أعمل حاليًا مع صاحب العربة، لكن أطمح إلى أن يكون لي عربة خاصة بي، خاصة بعد أن وجدت تشجيعًا من أهلي. وألحظ السعادة على وجوه زبائننا من السعوديين وهم يرون شبابًا سعوديين يقدمون لهم هذه الخدمة.
ألعاب الواقع الافتراضي
بدر الحربي – صاحب سيارة ألعاب متحركة
استهوتني فكرة تقديم الخدمة المتنقلة؛ لأنها شيء مبتكر في طريقة تقديم الخدمة للزبائن.
وهنا أقدم شيئًا مختلفًا عن الأطعمة والمشروبات، وهو ألعاب الواقع الافتراضي، فلدي سيارة مجهزة بمقاعد متحركة ونظارات تجعل الزبون يعيش في العالم الافتراضي، سافرت إلى الصين واستجلبت معداتها. وكانت فكرتي في الأساس أن تكون متنقلة في كل مكان، ولكن العمل في هذا الموقع يشترط أن تكون ثابتًا، لكنني أفكر في تصميم سيارة أخرى متنقلة. إننا نعمل وفق خطة لاستهداف الأماكن والفعاليات ذات الحضور الكبير، خاصة أن ما نقدمه من ألعاب الواقع الافتراضي تناسب الأطفال والكبار.
صحيح أن العمل في السيارات المتنقلة قد يكون مربحًا، لكن لا أعتقد أن هناك من يخاطر بترك الوظيفة من أجله، ولكن يمكن التنسيق بين العملين، فإذا توسع الشخص فيها وحقق أرباحًا كبيرة، فحينها يمكن أن يترك الوظيفة من أجلها.
خدمة للموظفين
مازن عبد الرحمن العمير – موظف
اعتاد قسم الموارد البشرية بالمؤسسة على إحضار الـ”فوود ترك” يوميًا إلى هنا لمساعدة الموظفين، ومحاولة إنعاش هذه المهنة وسط الشباب من باب السعودة. ونحن ندعم هؤلاء الشباب بالشراء منهم، خاصة أن وجودهم أمام المقار الحكومية مسموح به من قبل السلطات.
أتمنى كمواطن أن يعمل بهذه المهنة الشباب الذين لا يجدون وظائف.
نافست المطاعم الكبيرة
عبد الله العبود – موظف
تواجد الـ”فوود ترك” كان مكثفًا العام الماضي، ولكنه قلَّ الآن بسبب بعض الصعوبات التي تواجههم، مثل كثرة المنافسين وازدياد أعداد سيارات الـ”فوود ترك”، ودخول العامل الأجنبي للعمل بها مع قلة أجره مقارنة بالسعودي. ومع ذلك، هناك تنافس في تقديم الخدمة بجودة عالية ومنافسة على التميز، حتى إنهم بدأوا ينافسون الشركات الكبيرة في تقديم طعام على بجودة عالية.
غير مناسبة للأجانب
سليمان الطيار – موظف
أعتقد أن الـ”فوود ترك” يقدمون خدمة كبيرة للموظفين، فهم سهلوا علينا طريقة الحصول على الطعام والمشروبات، بدلاً من الذهاب لأماكن بعيدة أثناء ساعات الدوام اليومي. ومن الطبيعي أن يكون العاملون بالـ”فوود ترك” سعوديين، وألا يعطى الأجانب تصديقًا للعمل بها؛ لأنها مهنة بسيطة لا تحتاج لأجنبي، ويجب أن يترك المجال فيها للسعوديين الذين يمكنهم أن يبدعوا فيها ويقدموا شيئًا مختلفًا ومبتكرًا.