لعل الوصول إلى السلام الداخلي في العمل وتحقيقه أولوية مطلقة لا سيما في عالم صاخب وفوضوي ومخيف تمامًا، كما أن الأزمات والاضطرابات المتعاقبة التي تجتاح العالم جعلت من هذه الغاية (السلام الداخلي) محض ضرورة.
ولا غرابة لو قلنا إن السلام الداخلي هو سلاح سري في عالم مفعم بالتغيير وعدم اليقين قد يفاجئك، إنه حقًا مهارة بقاء، وهو ذاته المهارة التي تتيح لنا الذهاب إلى العمل والتفاعل مع الآخرين، وإخراج أفضل ما لدينا.
تحقيق السلام الداخلي في العمل
ونوضح في «رواد الأعمال» كيفية الوصول إلى السلام الداخلي في العمل، وذلك على النحو التالي..
-
تعلّم كيف تعرّف نفسك
الأنا هي واحدة من أكبر مثبطاتنا. عندما نعرّف أنفسنا بمدى معرفتنا و”ذكائنا” أو عندما يختلف معنا شخص ما فإن إحساسنا بالذات معرض للتهديد.
إذا كنت تريد أن تكون منفتحًا على التعليقات وترغب في تحدي تصوراتك الخاصة يجب عليك أولًا اتخاذ قرار واعٍ لتهدئة الأنا، وبمعنى أدق أن تعرف من أنت؟ وكيف تدرك نفسك بينك وبين نفسك، هذا أول طريق تحقيق السلام الداخلي في العمل.
-
جرب تأمل اليقظة
لا بد أن تطور عقلًا هادئًا حاضرًا تمامًا. يمكن أن يحقق التأمل اليقظ السلام الداخلي في العمل، إنها طريقة لتركيز الوعي على شيء محدد، مثل أنفاسك أو جزء من جسدك، وجذب انتباهك باستمرار إلى هذا الشيء في كل مرة يبتعد فيها عقلك.
يحبذ طبعًا أن تبدأ بخطوات صغيرة، ربما دقيقتان إلى ثلاث دقائق في البداية. في النهاية ستكون قادرًا على العمل لمدة تصل إلى 20-30 دقيقة يوميًا.
اقرأ أيضًا: كيف تتدرب على المرونة في التعامل؟
-
الانخراط في أعمال الامتنان
تقلل هذه الممارسة من ميلك إلى أن تكون متمركزًا على الذات وتهدئ من صخب أناك، قد تتضمن أفعال الامتنان قول “شكرًا لك”، وكتابة ملاحظات الشكر، والاحتفاظ بدفتر يوميات الامتنان.
ومن خلال ذلك ستعرف كل ليلة أولئك الذين كان لهم أكبر الأثر الإيجابي في يومك وحياتك.
-
اصنع أفراحًا صغيرة وابتهج بها
إذا طالعت كتابات باربرا فريدريكسون حول قوة الرنين الإيجابي فستدرك أن هذا هو أعلى مستوى من التواصل البشري الذي ينتج عن مشاركة المشاعر الإيجابية. تكون الفرق أكثر فاعلية عندما تتمكن من الوصول إلى هذه الحالة.
من الواضح أن القادة الغارقين في السلبية سيمنعون صدى الإيجابية وسيؤثر ذلك بالتالي في أداء الفريق. هذا هو السبب في أنه من المهم أن تفعل ما في وسعك للحفاظ على نفسك في حالة من الفرح والسعادة، وهذا باب خفي لتحقيق السلام الداخلي في العمل.
اقرأ أيضًا: أفضل الطرق لتطوير الذات.. حياة أكثر سعادة
-
حدد أهداف يومك مسبقًا
إن قضاء 15 دقيقة أو نحو ذلك كل صباح للتفكير في الطريقة التي تريد أن تتصرف بها اليوم -كيف تريد “أن تكون”- يمكن أن يساعدك في بدء يومك البداية الصحيحة.
-
تخيل مكانك السعيد
هذه ممارسة مصغرة أخرى تصبح أسهل كلما قمت بها وزادت قوة تخيلك زادت فعاليتها. لا بأس إذا استغرق الأمر بعض الوقت لاستحضار ما هو هذا المكان السعيد.
قد ترغب في تصوير المحيط، أو إطلالة على البحيرة، أو اللعب مع حيوانك الأليف؛ أو التواجد مع شخص تحبه، أو ربما إجازة مفضلة.. إلخ.
هذه كلها رغبات مشروعة ولكن إذا لم تكن قادرًا على تحقيقها الآن فعليك أن تستحضرها في عقلك، وتتخيل أنك هناك بالفعل، لن يعينك على هذا على الوصول إلى السلام الداخلي في العمل فحسب، بل سيمكنك من السعادة والفرح.
اقرأ أيضًا: الثقة في النفس المبالغ فيها.. عندما ينقلب السحر على الساحر
-
افحص مخاوفك
إذا وجدت نفسك تعاني من خيبة أمل أو إحباط أو فكرة تثير الذعر فحاول التراجع خطوة إلى الوراء لتقييم ما إذا كان ما يخبرك به عقلك صحيحًا. يمكن أن يؤدي فحص مصدر الاضطراب إلى جعله يبدو أصغر حجمًا.
-
تقبّل ما حدث وامضِ
غالبًا ما تكون أماكن العمل غير عادلة. يديرها بشر غير جيدين والمنطق لا يسود دائمًا. في بعض الأحيان يستحق الأمر القتال من أجل قضية نبيلة. ولكن في مرحلة ما عليك أن تقبل ما يحدث وتمضي قُدمًا.
يقول مارشال جولدسميث:
«الشخص الذي لديه القدرة على اتخاذ القرار هو من يتخذ القرار».
لا يمكنك تولي هذه الوظيفة على الرغم من اعتقادك بأنك أفضل مرشح. قد لا توافق على إقالتك بشكل متعسف، استخدم نفوذك إذا استطعت.
ولكن بعد اتخاذ القرار لا تضيّع الوقت في الشكوى منه. إنه غير مثمر ومرهق لك ولمن حولك. قد تستثمر هذا الوقت في العمل على خطوتك التالية. وقد يكون لها تأثير إيجابي فيك وتتمكن من الوصول إلى السلام الداخلي في العمل.
اقرأ أيضًا:
متى تكذب في المقابلات الوظيفية؟.. كُن حذرًا
مهارات مهمة لرائد الأعمال.. استراتيجية التطوير الكُبرى
هل أنت قائد مبدع أم مفكر تفاعلي؟
5 نصائح لنجاح رائد الأعمال.. استراتيجية الانطلاقة الأولى