تُعتبر منظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات من أهم الأنظمة التي تهدف إلى حماية المستهلك وضمان جودة المنتجات والخدمات المقدمة له، وقد بذلت المملكة جهودًا كبيرة في تطوير هذه المنظومة؛ حيث تمكنت من تحقيق تجربة رائدة على مستوى العالم.
تتمتع المملكة العربية السعودية بتشريعات وتنظيمات قوية تهدف إلى ضمان سلامة المنتجات وتحقيق المطابقة للمعايير العالمية؛ إذ تم إنشاء هيئة المواصفات والمقاييس والجودة لتطبيق هذه التشريعات والعمل على تطوير المعايير الوطنية والقوانين المناسبة لضمان جودة المنتجات.
عوامل ساهمت في نجاح منظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات
هناك عدد من العوامل الرئيسية التي ساهمت بشكلٍ كبير في نجاح منظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات السعودية، ومن أهمها:
-
القيادة السياسية والتوجيهات الواضحة
أولت حكومة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، اهتمامًا كبيرًا بمنظومة المطابقة وحماية المنتجات؛ حيث وجه بتطوير هذه المنظومة لتكون في مستوى تطلعات المواطنين والمقيمين.
-
البنية التحتية للتقويم والاختبار
طوّرت المملكة بنية تحتية قوية لتقويم المنتجات واختبارها؛ إذ تم إنشاء مختبرات متخصصة لتنفيذ اختبارات الجودة والسلامة والمطابقة، كما تم تجهيز هذه المختبرات بأحدث التقنيات والمعدات لضمان إجراء اختبارات دقيقة وموثوقة.
-
التدريب والتطوير
تُولي حكومة المملكة أهمية كبيرة للتدريب والتطوير في مجال المطابقة وحماية المنتجات؛ حيث تم تنظيم برامج تدريبية وورش عمل لتأهيل الكوادر البشرية المختصة في هذا المجال، علاوة على ذلك فإن المملكة تسعى إلى تطوير قاعدة علمية وتقنية متقدمة للمساهمة في تحقيق استدامة وتنمية القطاع الصناعي.
-
تعزيز التعاون الدولي
تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال المطابقة وحماية المنتجات؛ إذ تشارك جهات الرقابة السعودية في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتطوير المعايير وتعزيز سلامة المنتجات، كما تعمل المملكة على تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى لتحقيق أعلى مستويات المطابقة والجودة.
-
التوعية والتثقيف
تبذل المملكة جهودًا حثيثة في توعية المستهلكين والشركات بأهمية المطابقة وسلامة المنتجات، وفي صدد ذلك توفر الجهات الرقابية المعلومات والإرشادات التقنية للشركات للمساعدة في تطبيق وفهم المعايير والمتطلبات اللازمة، بالإضافة إلى ذلك تُعقد الندوات والمؤتمرات والحملات التوعوية لزيادة الوعي بأهمية سلامة المنتجات والحفاظ على حقوق المستهلكين.
اقرأ أيضًا: فوائد الممر الاقتصادي.. مبادرة أطلقها ولي العهد في «قمة العشرين»
الإطار التنظيمي المتكامل
اللافت في هذا الأمر أن المملكة تمتلك إطارًا تنظيميًا متكاملًا لمنظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات؛ حيث أصدرت عددًا من اللوائح التي تنظم هذه المنظومة، مثل: نظام المواصفات والمقاييس والجودة، ونظام سلامة الغذاء، ونظام سلامة منتجات المستهلك.
حققت السعودية نتائج إيجابية في منظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات، ومن أهمها:
-
زيادة نسبة المنتجات المطابقة للمواصفات
ارتفعت نسبة المنتجات المطابقة للمواصفات في المملكة إلى أكثر من 90%؛ ما يساهم في حماية المستهلك من المنتجات غير المطابقة.
-
انخفاض عدد المنتجات المخالفة
انخفض عدد المنتجات المخالفة في المملكة بنسبة كبيرة؛ حيث بلغ عدد المنتجات المخالفة التي تم ضبطها في عام 2023 حوالي 100 ألف منتج، مقارنة بـ 300 ألف منتج عام 2022.
-
زيادة رضا المستهلك
أظهر استطلاع رأي أن نسبة رضا المستهلك السعودي عن منظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات بلغت 85%.
مركز متخصص للرصد والإنذار عن المنتجات غير الآمنة
تعزيزًا لكل هذه الجهود المبذولة أطلقت الهيئة العامة للمواصفات السعودية مركزًا متخصصًا للرصد والإنذار عن المنتجات غير الآمنة، وذلك في إطار حرصها على ضمان سلامة المنتجات المتداولة في الأسواق المحلية، وحماية المستهلكين من أي مخاطر محتملة.
وبحسب بيان الهيئة فإن مركز الرصد والإنذار يرصد المنتجات غير الآمنة عن طريق عدد من المصادر؛ منها: التقارير الواردة من الجهات الحكومية والدولية، والبلاغات الواردة من المستهلكين والتجار، ونتائج التحاليل والفحوصات التي يجريها المركز.
وقد وصل عدد المنتجات غير الآمنة المنذر عنها عبر هذا المركز منذ إنشائه إلى أكثر من 172 منتجًا استهلاكيًا، وشملت مجموعة واسعة من المنتجات، مثل: الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والمنتجات الغذائية، والمنتجات الدوائية، المنتجات التجميلية.
وفي النهاية تؤكد تجربة المملكة العربية السعودية في منظومة تقويم المطابقة وسلامة المنتجات أهمية هذه المنظومة في حماية المستهلك وضمان جودة المنتجات والخدمات المقدمة له، وهي تسعى إلى مواصلة تطوير تلك المنظومة لتكون في مستوى تطلعات المواطنين والمقيمين.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
في اليوم الوطني السعودي.. مشاريع المملكة من حلم إلى واقع ملموس
في ذكرى اليوم الوطني السعودي.. أبرز البرامج والمبادرات الداعمة لريادة الأعمال
بمناسبة اليوم الوطني.. ما هي إنجازات المملكة في 2023؟
في اليوم الوطني 93.. الاقتصاد السعودي يدخل نادي الاقتصادات التريليونية
ولي العهد: الاقتصاد السعودي غير النفطي سيكون الأسرع في مجموعة الـ 20