تعيش المؤسسات والمنظمات حاليًا في عصر مليء بالتحولات والتغيرات السريعة. فالتكنولوجيا المتقدمة والعولمة والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية تؤثر بشكل كبير في سير العمل والبيئة التنافسية. في ظل هذا الواقع المتغير يصبح التخطيط الاستراتيجي والمرونة أمرًا حاسمًا لنجاح المؤسسات.
التخطيط في عصر التغير
نوضح في «رواد الأعمال» أهمية التخطيط في عصر التغير وكيفية تحقيق المرونة بالعملية التخطيطية، وذلك على النحو التالي:
-
فهم البيئة المتغيرة
في عصر التغير يصبح فهم البيئة الخارجية ضرورة ملحة. لا يمكن للمؤسسات الاعتماد على النماذج التقليدية للتخطيط الاستراتيجي التي ترتكز على توقعات ثابتة. ويجب أن يكون التخطيط مبنيًا على فهم شامل للتحولات في السوق، وتوجهات العملاء، والابتكار التكنولوجي، والتطورات الاقتصادية والسياسية.
تحليل البيانات واستخدام التقنيات المتقدمة مثل: التحليلات الضخمة والاستدلال الذكي تساعد في فهم الاتجاهات والتوقعات واتخاذ قرارات استراتيجية أفضل.
-
المرونة في العملية التخطيطية
تحقيق المرونة في عملية التخطيط يسمح للمؤسسات بالتكيف مع التغيرات والتحولات بسرعة وفعالية. يجب أن يتم تبني نهج مرونة في تحديد الأهداف وتحديد الاستراتيجيات. وبدلًا من تحديد خطط ثابتة لعدة سنوات يمكن أن يصبح التخطيط مرنًا ومتطورًا، مع تقييم وتعديل الأهداف والاستراتيجيات بشكل منتظم.
-
التواصل والتعاون
في عصر التغير يصبح التواصل والتعاون الفعالين أمرًا حاسمًا للتخطيط الناجح. يجب أن يشارك جميع أفراد المؤسسة في العملية التخطيطية ويتوفر لديهم فهم شامل للأهداف والاستراتيجيات المعتمدة.
يجب تشجيع التفاعل وتبادل الأفكار والمعلومات بين الأقسام والمستويات المختلفة من المؤسسة. يمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل: البرامج التعاونية عبر الإنترنت والمنصات الرقمية لتعزيز التواصل والتعاون بين الموظفين.
-
التعلّم والتطوير
يجب أن يكون التعلّم والتحسين المستمرين جزءًا من عملية التخطيط. لا بد أن تتم مراجعة النتائج وتقييم الأداء بانتظام للتعرف على النقاط القوية والضعف وتحديد الفرص للتحسين. تساعد تقنيات التحليل والتقييم في جمع البيانات ذات الصلة وتحليلها؛ لاتخاذ قرارات أفضل وتحسين الأداء المستقبلي.
اقرأ أيضًا: الاستثمار والتواصل.. الأرباح وبناء العلاقات
التخطيط والتعليم المستمران
تحقيق التعلم والتحسين المستمرين في عملية التخطيط يتطلب اعتماد نهج منهجي ومستدام. فيما يلي بعض الخطوات لتنفيذ ذلك:
-
جمع البيانات وتحليلها
يجب جمع البيانات ذات الصلة بشكل منتظم ومن مصادر مختلفة لتقييم أداء المؤسسة وعملية التخطيط. يمكن استخدام التحليلات والتقنيات المتقدمة لتحليل البيانات واستخلاص الأنماط والاتجاهات. تساهم هذه البيانات في تحديد النقاط القوية والضعف وفرص التحسين.
-
إجراء مراجعات دورية
ينبغي أن تتم مراجعة الأهداف والاستراتيجيات المعتمدة بانتظام للتحقق من تقدمها وملاءمتها للبيئة المتغيرة. يمكن أن تشمل هذه المراجعات: جلسات تقييم مع فرق العمل والمديرين لتحليل الأداء وتحديد المشاكل والتحسينات المحتملة.
-
تعزيز التواصل والتعاون
يجب تشجيع التواصل والتعاون بين أعضاء الفريق والإدارة فيما يتعلق بعملية التخطيط. وتُعد الاجتماعات الدورية وورش العمل وسيلة لتبادل الأفكار والخبرات وتعزيز التعلم المستمر. يمكن أيضًا استخدام التقنيات المتقدمة، مثل: المنصات الرقمية والشبكات الاجتماعية الداخلية؛ لتعزيز التواصل والتعاون.
-
الابتكار والتجريب
لا بد أيضًا من أن تشجع عملية التخطيط على الابتكار والتجريب. يتم تعزيز هذا من خلال تجريب الأفكار الجديدة واختبارها بشكل صغير قبل تطبيقها على نطاق واسع. يمكن أيضًا تشجيع الموظفين على طرح الأفكار الجديدة وتجربتها وتقديم توصيات لتحسين العملية التخطيطية.
-
التعلّم من الأخطاء
يجب أن يتم اعتبار الأخطاء جزءًا طبيعيًا من عملية التعلم والتحسين المستمرين. ينبغي وجود نهج منفتح ومرونة في معالجة الأخطاء واستخلاص الدروس منها. يمكن استخدام أدوات مثل: تحليل الأخطاء وتقييم الأسباب الجذرية لتحديد الأسباب وتحسين العملية.
-
تطوير المهارات
لا بد من الاستثمار في تطوير المهارات والقدرات اللازمة للتعلّم والتحسين المستمرين في عملية التخطيط. يمكن تقديم التدريب وورش العمل والموارد التعليمية لتعزيز المهارات في مجالات مثل: التحليل والتخطيط الاستراتيجي وإدارة العمليات.
-
قياس الأداء
يتعين على الشركات أن تعمد إلى قياس الأداء بشكل دوري وتقييم النتائج المحققة. يمكن استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) والمقاييس الكمية والنوعية لتقييم تحقيق الأهداف وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
اقرأ أيضًا: