في ظل التطور الرقمي والنمو الاقتصادي الذي يشهده العالم تؤدي هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية دورًا رياديًا في تحقيق التحولات الكبرى التي تنسجم مع رؤية المملكة 2030، وتعزز مكانتها وريادتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وحققت الهيئة خلال العام الماضي 2023 عدة إنجازات نوعية في مختلف قطاعاتها، تمثلت في تحسين مؤشرات الاتصالات والتقنية والفضاء، وجذب الاستثمارات العالمية في هذه القطاعات، وقيادة الجهود الدولية للتنمية الرقمية المستدامة، وتطوير القدرات الوطنية في هذه المجالات؛ وتحقيق التميز المؤسسي وفق أفضل الممارسات العالمية، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
تحسين مؤشرات الاتصالات والفضاء والتقنية
استطاعت المملكة، ممثلة بالهيئة، تحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات الاتصالات والتقنية والفضاء على مستوى مجموعة العشرين والعالم؛ حيث حصلت على المركز الثاني في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2023 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، والذي يقيس مدى توفر واستخدام خدمات الاتصالات والإنترنت والتقنية في البلدان.
كذلك صُنفت المملكة كـ”قيادي” في المستوى الخامس من مؤشر النضج التنظيمي الرقمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، والذي يقيس مدى تطور وفعالية الإطار التنظيمي لقطاع الاتصالات والتقنية في البلدان.
وفي مجال الفضاء شهدت المملكة إطلاق أول قمر صناعي سعودي للاتصالات “SGS-1”، والذي يعد أحدث وأكبر الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط، ويوفر خدمات الاتصالات الحكومية والتجارية عبر الأقمار الصناعية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، كما شهدت إطلاق أول محطة أرضية للاتصالات الفضائية “SGS-GS”، والتي تعتبر أول محطة أرضية في العالم تستخدم تقنية الليزر لنقل البيانات بين الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية بسرعة عالية.
استثمارات عالمية في قطاع الاتصالات
أصبحت المملكة وجهة استثمارية عالمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية بفضل المبادرات والحوافز التي تقدمها الهيئة لجذب وتمكين الشركات العالمية والمحلية في هذه القطاعات.
ومن أبرز هذه المبادرات إطلاق أول منطقة اقتصادية خاصة للاستثمار بالحوسبة السحابية والمعلوماتية في المملكة، والتي توفر بيئة عمل متطورة ومرنة ومحفزة للشركات العاملة في هذا المجال، وتسهّل عملية الحصول على التراخيص والتسجيل والتخليص الجمركي والضريبي والعمالي.
شهدت المملكة أيضًا إدراج 18 شركة تقنية في السوق المالية السعودية “تداول” ليصل عدد الشركات التقنية المدرجة إلى 38 شركة، بقيمة سوقية تصل إلى 118 مليار ريال، وارتفاع يصل إلى 66% مقارنة بعام 2022.
اقرأ أيضًا: مشروع مشترك بين “مكين” و”رولز رويس” لتصنيع محركات ” MT” في المملكة
وفي مجال الفضاء شهدت المملكة زيادة الاستثمارات المحلية في الشركة العالمية “أكسيوم سبيس”، والتي تعمل على تطوير أول محطة فضائية تجارية في العالم، وتوفير خدمات النقل والإقامة والبحث والتطوير في الفضاء.
وبلغت قيمة الاستثمارات المحلية في الشركة 1.3 مليار ريال؛ ما يعزز مكانة المملكة كشريك استراتيجي في هذا المشروع العالمي.
قيادة الجهود الدولية للتنمية الرقمية المستدامة
أدت المملكة دورًا قياديًا في الجهود الدولية الموجهة لتحقيق التنمية الرقمية المستدامة وتمكين الاقتصاد الدائري؛ وذلك من خلال الشراكات التنظيمية التي عقدتها الهيئة مع الاتحاد الدولي للاتصالات وغيره من المنظمات الدولية. ومن أهم هذه الشراكات إطلاق مبادرة دولية لتطوير تنظيمات إدارة النفايات الإلكترونية، لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول في مجال إدارة النفايات الإلكترونية، وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في هذا المجال، وتحسين الإطارات التنظيمية والقانونية والفنية والمؤسسية للتعامل مع هذه النفايات؛ وتشجيع الابتكار والاستثمار في مشاريع إعادة التدوير والاستخدام الأمثل للموارد الإلكترونية.
توحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة
ومن بين المبادرات التي أطلقتها الهيئة لتمكين الاقتصاد الدائري: مبادرة توحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية بالمملكة، والتي تهدف إلى تقليل الاستهلاك والتلوث والتكاليف الناتجة عن استخدام منافذ شحن مختلفة لكل جهاز.
وتقضي هذه المبادرة بأن تكون جميع الهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية المباعة في المملكة متوافقة مع منفذ شحن واحد هو منفذ USB-C، والذي يعتبر أحدث وأسرع وأكثر كفاءة منافذ الشحن المتوفرة في السوق.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في خفض الاستهلاك المحلي لما يقارب 2.2 مليون وحدة من منافذ الشحن سنويًا، وتوفر الإنفاق على الشواحن بقدر 170 مليون ريال سنويًا، بالإضافة إلى تقليل النفايات الإلكترونية والكربونية الناتجة عن هذه المنافذ.
إطلاق مبادرة “دوّر جهازك”
في سياق متصل أطلقت الهيئة مبادرة “دوّر جهازك” لإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية، والتي تهدف إلى تشجيع المستهلكين على التخلص من الأجهزة الإلكترونية القديمة أو التالفة بطريقة آمنة ومسؤولة، وإعادة استخدامها أو إعادة تدويرها بدلًا من رميها في القمامة.
تشمل هذه المبادرة جمع الأجهزة الإلكترونية من المستهلكين عبر نقاط تجميع مختلفة، وفحصها وتصنيفها وتقييمها، وإعادة توزيعها على الجهات الخيرية أو المدارس أو الأفراد المحتاجين، أو إرسالها إلى مراكز إعادة التدوير المتخصصة لاستخراج المواد الخام والقيّمة منها.
وأسفرت المبادرة عن إعادة تدوير أكثر من 100 ألف جهاز إلكتروني بقيمة سوقية تصل إلى 30 مليون ريال سعودي، وأفادت أكثر من 150 جمعية خيرية ومدرسة.
تطوير القدرات الوطنية في قطاعات الهيئة
عملت الهيئة على تطوير القدرات الوطنية في قطاعات الاتصالات والفضاء والتقنية، بالتعاون مع الجهات الحكومية والأكاديمية والخاصة؛ وذلك من خلال إطلاق برامج ومبادرات تدريبية وتعليمية وريادية تهدف إلى تأهيل وتمكين الكوادر الوطنية في هذه المجالات. ومن أهم هذه البرامج والمبادرات:
– إطلاق تخصصات الفضاء ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بالتعاون مع وزارة التعليم.
– تدريب 1500 طالب بدورات تدريبية متنوعة في تخصصات الفضاء.
– التحاق 550 مهنيًا وتنفيذيًا ببرامج تدريب اقتصاد الفضاء.
– شارك في “تحدي تطبيقات الفضاء” أكثر من 1300 مشارك مبتكر من 19 مدينة في أنحاء المملكة.
– تخريج 15 شركة ناشئة محلية وعالمية عبر برنامج مسرعة الفضاء.
– إطلاق أول تحالف لدعم ريادة الأعمال بقطاع الفضاء في المملكة.
تحقيق التميز المؤسسي وفق أفضل الممارسات العالمية
حرصت الهيئة على تطوير بيئة عمل متميزة مؤسسيًا وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية؛ من خلال تبني أحدث التقنيات والأنظمة والإجراءات والمبادئ والقيم التي تعزز كفاءة وفعالية أدائها وخدماتها. وحققت عدة جوائز وشهادات تقديرية تؤكد تميزها المؤسسي؛ منها:
– المركز الأول في جاهزية تبني التقنيات الناشئة حسب مؤشرات هيئة الحكومة.
– المركز الثالث في قياس التحول الرقمي الحكومي.
– جائزة التميز في مجال “إدارة المعرفة” من مكتب إدارة المشاريع PMO.
– 3 شهادات آيزو في التميز التشغيلي.
– 4 شهادات من المنظمة الأوروبية للتميز EEA.
– جائزتان ذهبيتان في مسابقة Marcom العالمية للأعمال الإبداعية.