يمثل الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، الذي يحتضنه العالم سنويًا خلال المدة من 8 إلى 14 نوفمبر، منصة حيوية لإطلاق العنان للإبداع وتغذية روح الابتكار لدى الشباب حول العالم. ففي خضم هذا الحدث العالمي، تتجسد الرؤية الساعية إلى بناء مجتمعات مزدهرة تعتمد على ريادة الأعمال كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي.
وتأتي مشاركة المملكة العربية السعودية في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، ممثلة بجامعاتها ومنشآتها المتخصصة في ريادة الأعمال. لتؤكد إيمانها الراسخ بأهمية دعم الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتحويل أفكارهم المبدعة إلى مشاريع واقعية تسهم في بناء اقتصاد واعد.
فمن خلال ورش العمل والجلسات الحوارية التي تنظم خلال هذا الأسبوع. يتسنى لرواد الأعمال الطموحين التعرف على أحدث الاتجاهات في عالم ريادة الأعمال والتواصل مع خبراء ومستثمرين قادرين على دعم مسيرتهم الريادية.
علاوة على ذلك، يشكل الأسبوع العالمي لريادة الأعمال نافذة واسعة على عالم الأعمال المتجدد؛ إذ يتيح للمشاركين فرصة فريدة لتبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على قصص نجاح رواد أعمال حققوا إنجازات ملموسة في مجالات متنوعة.
كما يوفر هذا الحدث منصة مثالية لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه رواد الأعمال الجدد وكيفية التغلب عليها. الأمر الذي يسهم في بناء مجتمع ريادي قوي ومتماسك.
ولا يقتصر دور الأسبوع العالمي لريادة الأعمال على تشجيع الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة فحسب، بل يتعداه إلى تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع في المجتمع ككل. فمن خلال تبني ثقافة ريادة الأعمال، يمكن للمجتمعات أن تحقق تنمية مستدامة وتواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة.
ريادة الأعمال السعودية
من ناحية أخرى، تحتل ريادة الأعمال في المملكة مكانة محورية ضمن رؤية 2030 الطموح. التي تهدف إلى تحقيق تحول اقتصادي جذري ينعكس إيجابًا على الأصعدة كافة. ففي ظل سعي المملكة الحثيث نحو تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة. باتت ريادة الأعمال أحد أبرز المحاور التي تستثمر فيها المملكة جهودها وإمكانياتها.
ولا شك أن القيادة الرشيدة -أيدها الله- تدرك جيدًا أهمية ريادة الأعمال كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي. وكقوة دافعة نحو توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز الابتكار والإبداع. وقد تجسد هذا الاهتمام في تبني رؤية 2030، التي وضعت ريادة الأعمال في صميم أهدافها. ورسخت مفهوم الاقتصاد المبني على المعرفة والابتكار.
مبادرات سعودية لنشر ثقافة ريادة الأعمال
ولتفعيل هذا الدور المحوري لريادة الأعمال، أطلقت المملكة العربية السعودية، في السنوات الخمسة الأخيرة، مجموعة واسعة من المبادرات والبرامج، التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار. ومن أبرز هذه المبادرات:
مبادرة “رائد أعمال المستقبل”
في خطوة طموح نحو بناء جيل من رواد الأعمال المبتكرين، أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”. بالتعاون مع وزارة التعليم، مبادرة “رائد أعمال المستقبل”.
وتهدف هذه المبادرة، التي انطلقت في منتصف مايو 2024، إلى غرس بذور الريادة داخل نفوس الطلاب والطالبات السعوديين. وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية ناجحة.
وبحسب ما ذكرته “منشآت” عبر موقعها الرسمي، فإن المبادرة شهدت إقبالًا واسعًا من قبل الطلاب والطالبات؛ إذ بلغ عدد المشتركين في الموقع الإلكتروني الخاص بها نحو 17 ألف مستفيد من مختلف مناطق المملكة.
وتمكنت المبادرة عبر سوق رواد الأعمال، الذي تم تفعيله في مدينة الرياض، من استعراض 30 مشروعًا مبتكرًا نفذها طلاب وطالبات تأهلوا ضمن البرنامج. وذلك من بين 83 مشروعًا مسجلًا في الموقع.
وتضمنت المبادرة مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات التي تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب الريادية. بما في ذلك برنامج المهارات الريادية التأسيسية الذي يقدم محتوى تعليميًا مصممًا خصيصًا لكل مرحلة دراسية. وسوق رواد الأعمال الذي يتيح للطلاب عرض منتجاتهم وخدماتهم على الجمهور. ومسابقة التحدي الريادي التي تشجع الطلاب على تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه رواد الأعمال. كما خصصت جوائز مالية وحوافز للفائزين في هذه المسابقة، ما زاد من حماس المشاركين.
كذلك تأتي هذه المبادرة الرائدة في إطار سعي “منشآت” إلى بناء بيئة محفزة للابتكار وريادة الأعمال في المملكة. وتزويد الشباب السعودي بالمهارات والأدوات التي يحتاجونها لتحقيق طموحاتهم وتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس.
كما صمم المحتوى التعليمي للمبادرة بعناية فائقة لضمان تناوله لكل الجوانب المتعلقة بريادة الأعمال. بدءًا من تطوير الفكرة حتى تسويق المنتج.
ستارت سمارت 2024
تواصل مؤسسة مجتمع جميل السعودية جهودها الدؤوب في دعم منظومة ريادة الأعمال بالمملكة. وذلك بإطلاقها الدورة الثامنة من مسابقة “ستارت سمارت” لعام 2024. وتأتي هذه المسابقة السنوية، التي انطلقت للمرة الأولى عام 2016، انطلاقًا من إيمان المؤسسة بأهمية ريادة الأعمال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة. وتماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وبفضل خبراتها الواسعة وعضويتها في شبكة معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، استطاعت مسابقة “ستارت سمارت” أن تثبت مكانتها كإحدى أبرز المسابقات الريادية بالمملكة. ونجحت في السنوات السابقة باستقطاب أكثر من 9,500 مشارك، وتنافس 1,260 متسابقًا على جوائز قيمتها الإجمالية 2.38 مليون ريال.
ووفقًا للبيانات المفتوحة الصادرة عن المؤسسة، فإن الدورة الثامنة من المسابقة تهدف إلى تمكين رواد الأعمال السعوديين وتزويدهم بالأدوات والمعارف اللازمة لتأسيس وتنمية مشاريعهم. وذلك من خلال توفير بيئة حاضنة للإبداع والابتكار. كما تسعى المسابقة إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب السعودي. وتحفيزهم على المشاركة في بناء اقتصاد مستدام.
وفي تصريح له، أكد محمد عبد الغفار؛ مدير عام أول للمبادرات الاجتماعية وريادة الأعمال بمؤسسة مجتمع جميل السعودية. أهمية مسابقة “ستارت سمارت” في دعم رواد الأعمال السعوديين وتحقيق أثر اقتصادي واجتماعي إيجابي. بينما أشار إلى أن المسابقة تمثل منصة فريدة تتيح للمشاركين فرصة للتفاعل مع خبراء في مجال ريادة الأعمال وتطوير مشاريعهم.
وتتضمن مسابقة “ستارت سمارت 2024” ثلاثة مسارات رئيسة، هي: “مسار الشركات الناشئة، ومسار الشركات الاجتماعية، ومسار البيئة”. وفتحت أبواب التسجيل للمسابقة في المدة من 28 يوليو إلى 14 سبتمبر 2024. وسيتم اختيار 45 مشروعًا رياديًا للانتقال إلى مرحلة نصف النهائي؛ إذ سيخضعون إلى برنامج تدريبي مكثف قبل التنافس على الجوائز النهائية التي تبلغ قيمتها الإجمالية 425 ألف ريال.
مجلس ريادة الأعمال الجامعية
وحرصًا منها على تعزيز بيئة ريادة الأعمال في المملكة وتنمية الاقتصاد الوطني. أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” في 30 يناير 2024، أولى جلسات “مجلس ريادة الأعمال الجامعية”.
جمع هذا الحدث نخبة من صناع القرار في القطاع التعليمي والاستثماري؛ إذ حضره رؤساء جامعات حكومية وخاصة، وممثلون عن مراكز ريادة الأعمال والابتكار في الجامعات. بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة التعليم والأودية الاستثمارية والجهات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال.
وبحسب “منشآت” فإن “مجلس ريادة الأعمال الجامعية” يهدف إلى تحقيق طموحات رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في الأوساط الجامعية. ويسعى المجلس إلى تحليل الوضع الحالي لريادة الأعمال في الجامعات السعودية. وتحديد التحديات والفرص المتاحة، وتبادل الخبرات والأفكار بين مختلف الأطراف المعنية.
كما يهدف المجلس إلى وضع استراتيجيات فعالة لدعم المشاريع الريادية الطلابية. وتفعيل دور الجامعات في بناء منظومة اقتصادية محلية متينة.
وشهد اللقاء الأول للمجلس استعراضًا لأفضل الممارسات والتجارب الناجحة في مجال ريادة الأعمال على المستويين المحلي والعالمي.
بينما ناقش خلال اللقاء سبل تعزيز التكامل والتنسيق بين الجامعات والأودية الاستثمارية والجهات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال. بهدف توفير بيئة محفزة لنمو الشركات الناشئة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها “منشآت” لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة في المملكة. وتسعى “منشآت” من خلال هذا المجلس إلى معالجة التحديات التي تواجه رواد الأعمال الطلاب. وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة لنجاح مشاريعهم. وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للمملكة.
ملتقى “بيبان 24”
تزامنًا مع فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، تشهد المملكة حدثًا اقتصاديًّا بارزًا بإطلاق ملتقى “بيبان 24” في العاصمة الرياض خلال المدة من 5 إلى 9 نوفمبر 2024. ويأتي هذا الملتقى، الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” تحت شعار “وجهة عالمية للفرص”. ليشكل منصة حيوية لرواد الأعمال والمستثمرين، ويسهم في تعزيز منظومة ريادة الأعمال بالمملكة.
ويشهد الملتقى مشاركة واسعة النطاق؛ إذ يستضيف أكثر من 250 متحدثًا محليًا وعالميًا، إلى جانب 1350 عارضًا من رواد الأعمال. كما يهدف هذا الحدث إلى تحقيق أهداف طموح، تتمثل في تعزيز نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتحفيز ثقافة ريادة الأعمال، وبناء جسور التواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين. والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى رفع مساهمة هذه المنشآت في الناتج المحلي الإجمالي.
وفي تصريح له، أكد سامي بن إبراهيم الحسيني؛ محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”. أهمية ملتقى “بيبان 24” في تمكين رواد الأعمال واستكشافهم للفرص المتاحة. وتعزيز نمو أعمالهم واستدامتها.
وأشار إلى أن الملتقى يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجال الابتكار بين رواد الأعمال السعوديين ونظرائهم في المنطقة والعالم؛ ما يسهم في توفير مستقبل أكثر ازدهارًا للجميع.
150 جهة ممكّنة للمنشآت الصغيرة
ويشمل الملتقى أكثر من 150 جهة ممكّنة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من القطاعين العام والخاص. التي تقدم خدمات متنوعة في مجالات بناء القدرات والتجارة الإلكترونية، وذلك بهدف تذليل التحديات التي تواجه هذه المنشآت.
كما يستضيف الملتقى نهائيات مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال. التي تعد أكبر بطولة من نوعها على مستوى العالم؛ حيث تتنافس 151 دولة للفوز بجوائز قيمة تصل إلى مليون دولار.
ويقدم الملتقى 420 ورشة عمل تدريبية يستفيد منها ما يزيد على 19 ألف شخص، تغطي مختلف الجوانب المتعلقة بريادة الأعمال وتنمية المشاريع الناشئة. بينما يضم الملتقى 9 أبواب مصممة لتلبية احتياجات أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في مختلف القطاعات. بدءًا من باب الانطلاقة للمبتدئين حتى باب المنشآت متسارعة النمو للشركات التي تسعى للتوسع.
اتفاقيات وشراكات تسهم في دعم المنظومة
ومن المتوقع أن يشهد الملتقى الذي يأتي بالتزامن مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال. إطلاق الكثير من الاتفاقيات والشراكات التي ستسهم في دعم الاستثمار بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وتحفيز النمو في هذا القطاع الحيوي.
كما سيستضيف الملتقى نخبة من رواد الأعمال العالميين والمحليين، والمستثمرين، والخبراء، وصناع القرار. ما يجعله منصة مثالية لتبادل الخبرات والأفكار.
وبإطلاق ملتقى “بيبان 24″، تؤكد المملكة العربية السعودية التزامها بدعم ريادة الأعمال وتمكين الشباب، وتعزيز مساهمتهم في تحقيق رؤية المملكة 2030. ومن المتوقع أيضًا أن يكون لهذا الملتقى أثر كبير في تطوير منظومة ريادة الأعمال بالمملكة. وتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار والابتكار.
نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2024
في حدث يشهد تكاتف الجهود العالمية لدعم الابتكار وريادة الأعمال، خاصة في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال. تستعد العاصمة السعودية “الرياض” لاستضافة نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال EWC لعام 2024. وذلك خلال فعاليات ملتقى “بيبان 24” الذي ينطلق في الخامس من نوفمبر المقبل.
علاوة على ذلك، تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المبادرات التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار وريادة الأعمال.
ومن المتوقع أن يشهد هذا الحدث العالمي مشاركة نخبة من رواد الأعمال؛ حيث تتنافس 100 شركة ناشئة من مختلف أنحاء العالم على جوائز قيمة تصل إلى مليون دولار. بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز العينية. كما تم اختيار هذه الشركات من بين ما يزيد على 16 ألف متقدم من 151 دولة، بعد أن اجتازوا برامج تدريبية مكثفة، ونجحوا في منافساتهم الوطنية.
وتكتسب هذه المسابقة أهمية خاصة في ظل الشراكة القوية بين الهيئة العامة للمنشآت المتوسطة والصغيرة “منشآت”. ومؤسسة الأمير محمد بن سلمان “مسك”، وشبكة ريادة الأعمال العالمية “GEN”. وتأتي هذه الشراكة انطلاقًا من إيمان هذه الجهات بدور ريادة الأعمال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي صدد ذلك، قال سامي بن إبراهيم الحسيني؛ محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”: “إن استضافة نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال في الرياض تعكس حرص المملكة على دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للابتكار. ونحن على ثقة بأن هذا الحدث سيسهم في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة بالمملكة. وتعزيز مكانة الرياض كوجهة عالمية للشركات الناشئة”.
وتمثل نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال منصة عالمية فريدة من نوعها تتيح للشركات الناشئة التفاعل مع المستثمرين وخبراء الصناعة، وبناء شراكات استراتيجية. كما توفر هذه المسابقة فرصة ثمينة لرواد الأعمال للتواصل وتبادل الخبرات والمعرفة.
انطلاق برنامج “ريادي” بمكة
في خطوة أخرى لنشر تقافة ريادة الأعمال وتعزيز روح الابتكار بالمملكة. أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، في الأسبوع الأول من أكتوبر 2024، عن انطلاق البرنامج الوزاري “ريادي”.
بينما يأتي هذا البرنامج ضمن مبادرات وزارة التعليم الهادفة إلى تزويد طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بمهارات ريادة الأعمال اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي. وتحفيزهم على التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
كما يهدف برنامج “ريادي” إلى غرس قيم ريادة الأعمال في نفوس الطلاب. وتنمية قدراتهم على التفكير الإبداعي واتخاذ القرارات، وتوجيههم نحو مسارات مهنية واعدة تعتمد على الابتكار والريادة. ويشمل البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تغطي مجالات مختلفة. مثل: تقنية الحاسوب، والتصميم، والصناعات الغذائية، والأعمال اليدوية.
ويتميز البرنامج بتنوع آلياته التي تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب بطرق عملية. فبالإضافة إلى الأنشطة التثقيفية التي تهدف إلى تعريف الطلاب بمفاهيم ريادة الأعمال. يوفر البرنامج تدريبات عملية على مهارات الاستثمار والادخار؛ ما يسهم في بناء أساس متين لفهم مبادئ إدارة الأعمال.
ويعد برنامج “ريادي” خطوة مهمة في مسيرة وزارة التعليم نحو بناء جيل من رواد الأعمال القادرين على المنافسة في سوق العمل العالمي. من خلال هذا البرنامج، تسعى الوزارة إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
ولكن، ما يميز هذا البرنامج هو تركيزه على التنافس الإبداعي بين الطلاب. فمن خلال المنافسات التي يشهدها البرنامج في مجالات متنوعة، يحظى الطلاب بفرصة لعرض ابتكاراتهم ومشاريعهم. ما يشجعهم على بذل المزيد من الجهد والإبداع.
قفزة نوعية في ريادة الأعمال
حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا جديدًا يعكس ديناميكية اقتصادها وحيوية بيئة الأعمال فيها؛ إذ تصدرت المركز الثاني عالميًا في مؤشر ريادة الأعمال لعام 2023. متقدمة من المركز الرابع في العام السابق.
هذا الإنجاز اللافت يأتي بفضل تفوق المملكة في عدد من المؤشرات الفرعية التي تعكس مدى سهولة بدء الأعمال. وتوفر بيئة محفزة للإبداع والابتكار، وتشجيع الشباب على تأسيس مشاريعهم الخاصة.
وحسب المؤشر، فقد حصدت المملكة المركز الأول عالميًا في مؤشرات حيوية عدة، منها: سهولة بدء الأعمال، وامتلاك المهارات والمعرفة لدى الأفراد، والخوف من الفشل. وبناء ثروة كبيرة، ومعرفة شخص بدأ مشروعًا جديدًا، وتوفر الفرص الجيدة لبدء عمل تجاري.
هذه النتائج تؤكد الجهود المبذولة لتبسيط الإجراءات، وتوفير الدعم اللازم لرواد الأعمال. وبناء ثقافة تشجع على المخاطرة والابتكار.
ولم تتوقف المملكة عند هذا الحد، بل إنها تصدرت قائمة الدول العربية في الاستثمار الجريء من حيث القيمة لعام 2023. وفقًا لأحدث التقارير؛ إذ جمعت الشركات السعودية الناشئة ما قيمته 5.25 مليار ريال من الاستثمارات، مسجلة نموًا سنويًا بلغ 33%. هذا الإنجاز يعكس الثقة المتزايدة في المشاريع السعودية الناشئة، وقدرتها على جذب الاستثمارات المحلية والعالمية.
بينما تمثل حصة المملكة البالغة 52% من إجمالي سوق الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤشرًا واضحًا على الريادة السعودية في هذا المجال. وتأكيدًا لمكانة المملكة المتنامية كمركز إقليمي للشركات الناشئة.
كما تعكس هذه الإنجازات جهود المملكة الحثيثة لتنويع الاقتصاد، وتحقيق رؤية 2030، التي تضع ريادة الأعمال والابتكار في صلب أولوياتها. وتؤكد نجاح السياسات والبرامج التي أطلقت لدعم رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار.
وتعد هذه القفزة النوعية في مؤشر ريادة الأعمال إشارة قوية إلى مستقبل واعد للاقتصاد السعودي؛ إذ تسهم الشركات الناشئة في توفير فرص عمل جديدة. وتعزيز النمو الاقتصادي، وتطوير القطاعات الحيوية.
4.6 مليار ريال لتعزيز ريادة الأعمال
وأظهر تقرير صادر عن بنك التنمية الاجتماعية، خلال منتصف العام الجاري. تحقيق قفزة نوعية في دعم ريادة الأعمال وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمملكة؛ إذ بلغ إجمالي المبالغ المخصصة للتمويل والخدمات التمكينية 4.6 مليار ريال. استفاد منها نحو 70 ألف مواطن ومواطنة.
بينما شهدت برامج تمويل ممارسي العمل الحر والأسر المنتجة نموًا ملحوظًا؛ حيث بلغت قيمة التمويلات المخصصة لها 1.7 مليار ريال. فيما حظيت المنشآت الصغيرة والناشئة بدعم كبير تجاوز 1.6 مليار ريال، استفادت منها 5 آلاف منشأة. كما أسهم البنك في تمكين ما يزيد على 23 ألف مستفيد من برامج التمويل الاجتماعي بقيمة 1.3 مليار ريال.
توسع الخدمات والوصول إلى مختلف المناطق
وأكد التقرير استمرار جهود البنك في تعزيز التخطيط المالي والادخاري لدى المستفيدين؛ إذ بلغ إجمالي عدد الحسابات الادخارية المدعومة 19 ألف حساب حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري. فيما استفاد ما يزيد على 29 ألف رائد أعمال من برامج التمكين والتنمية التي يقدمها البنك.
ولم يقتصر دور البنك على تقديم التمويل المالي فحسب، بل امتد ليشمل تقديم مجموعة واسعة من المبادرات والخدمات التمكينية. وذلك خلال مركز “دلني” للأعمال الذي يقدم خدمات غير مالية نوعية. مثل: التدريب، والإرشاد، وبناء الشراكات، بهدف دعم رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والناشئة.
كما شهدت شبكة فروع جادة 30 توسعًا ملحوظًا؛ حيث وصل عددها إلى 11 فرعًا بعد افتتاح فروع جديدة بـ مكة والدمام والجوف. ما أسهم في تسهيل وصول رواد الأعمال والمبتكرين إلى الخدمات التي يقدمها البنك في مختلف مناطق المملكة.
دعم شامل لرواد الأعمال
من ناحية أخرى، يعكس هذا التوسع في الخدمات والمنتجات التي يقدمها بنك التنمية الاجتماعية. حرصه على تمكين رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للابتكار والإبداع. وذلك عبر توفير حزم متكاملة من الخدمات المالية وغير المالية التي تلبي احتياجاتهم في مختلف المراحل.
كما تؤكد هذه الإنجازات الدور المحوري الذي يؤديه بنك التنمية الاجتماعية في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز مساهمته في تحقيق رؤية المملكة 2030. من خلال تمكين الشباب السعودي وتشجيعهم على تأسيس مشاريعهم الخاصة والمساهمة في تنويع مصادر الدخل.
في النهاية، نجد أن الأسبوع العالمي لريادة الأعمال. يمثل منصة حيوية لتسليط الضوء على أهمية ريادة الأعمال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتوفير فرص عمل للشباب، وتعزيز الابتكار والإبداع. وأثبتت المملكة العربية السعودية من خلال مبادراتها وبرامجها المتنوعة، أنها ملتزمة بدعم رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار.