بفضل استخدامات التحول الرقمي يواجه قطاع الرعاية الصحية تحديات كبيرة في تبادل البيانات والمعلومات الصحية بشكل آمن وسريع. تخيل يمكن لأي طبيب في أي مكان في العالم الوصول إلى سجلاتك الصحية كاملة في لحظة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا العالم ليس بعيد المنال بفضل معيار جديد يُعرف باسم Interoperability Resources) (Fast Healthcare
هذا المعيار الرقمي الثوري (FHIR) يغير قواعد اللعبة في قطاع الرعاية الصحية، واستخدامات التحول الرقمي تمكن من تبادل المعلومات الصحية بسلامة وسرعة بين مختلف الأنظمة والمؤسسات؛ ما يساهم في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
وذلك مما يساهم بشكل مباشر في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى. علاوة على تقليل الأخطاء الطبية، واتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة وسرعة.
أجرى مسح عالمي شامل في عام 2024، بتنظيم من HL7 International وFirely، لكشف النقاب عن مدى انتشار تبني FHIR واستخدامه على نطاق واسع حول العالم. وكشف هذا المسح عن نتائج مثيرة للاهتمام؛ حيث أظهر أن FHIR بات يلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية.
يعد معيار FHIR قوة دافعة رئيسية في التحول الرقمي للرعاية الصحية. وقد أظهر المسح العالمي أن هذا المعيار يحظى باهتمام متزايد وتبني واسع النطاق على مستوى العالم. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها لضمان نجاح تبني FHIR على نطاق واسع.
انتشار واسع وتبني متزايد
مشاركة عالمية: أظهر المسح مشاركة واسعة من 29 دولة مختلفة؛ ما يعكس الاهتمام المتزايد بمعيار FHIR على مستوى العالم.
تنوع الاستجابات: تلقي المسح 38 استجابة، مع وجود ردود متعددة من 5 دول؛ ما يشير إلى أهمية هذا المعيار في هذه الدول بشكل خاص.
قطاعات مختلفة: شملت الاستجابات ممثلين عن مختلف القطاعات في الرعاية الصحية، بما في ذلك المستشفيات، شركات التأمين الصحي، ومطوري البرمجيات.
العوامل الدافعة لتبني FHIR
تحسين جودة الرعاية: أشارت العديد من الاستجابات إلى أن تبني FHIR يساهم بشكل كبير في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى من خلال تسهيل تبادل المعلومات بين مقدمي الرعاية.
الوصول إلى البيانات: يوفر FHIR إمكانية الوصول السريع والآمن إلى البيانات الصحية للمرضى؛ ما يساعد على اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة.
التكامل بين الأنظمة: يساهم FHIR في تحقيق التكامل بين مختلف الأنظمة المعلوماتية في الرعاية الصحية؛ ما يقلل من الأخطاء الطبية، ويحسن كفاءة العمليات.
الابتكار: يشجع FHIR على الابتكار وتطوير تطبيقات جديدة في مجال الرعاية الصحية، مثل التطبيقات الجوالة وأجهزة إنترنت الأشياء.
التحديات التي تواجه تبني FHIR
- نقص الوعي: لا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية FHIR وفوائده لدى بعض مقدمي الرعاية الصحية.
- تكاليف التنفيذ: يتطلب تبني FHIR استثمارات مالية وبشرية كبيرة؛ ما قد يمثل عائقًا أمام بعض المؤسسات.
- التوافقية: قد تواجه بعض المؤسسات تحديات في تحقيق التوافق بين أنظمتها الحالية ومعيار FHIR.
- القوى العاملة: تحتاج المؤسسات إلى تدريب الكوادر الطبية والفنية على استخدام FHIR.
تأثير حجم المؤسسة الصحية
يعتبر حجم المؤسسة الصحية عاملًا مؤثرًا بشكل كبير على سرعة وتبني معيار FHIR، وذلك لعدة أسباب:
1- المؤسسات الصحية الكبيرة:
- الموارد المالية: تمتلك المؤسسات الكبيرة موارد مالية أكبر تمكنها من الاستثمار في التقنيات الحديثة والبنية التحتية اللازمة لتبني FHIR.
- الكوادر المتخصصة: غالبًا ما يكون لدى هذه المؤسسات كوادر متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات قادرة على إدارة مشاريع تبني FHIR المعقدة.
- التكامل بين الأنظمة: تمتلك المؤسسات الكبيرة أنظمة معلوماتية متعددة؛ ما يتطلب جهودًا أكبر لتكاملها مع FHIR، ولكن لديها أيضًا الموارد اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع.
- القيادة الاستراتيجية: غالبًا ما تكون لدى المؤسسات الكبيرة قيادة استراتيجية واضحة ترى في تبني FHIR استثمارًا طويل الأجل.
2- المؤسسات الصحية الصغيرة:
- الموارد المحدودة: تواجه المؤسسات الصغيرة تحديات في توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتبني FHIR.
- التركيز على العمليات اليومية: قد يركز القائمون على هذه المؤسسات على العمليات اليومية؛ ما يؤخر تبني التقنيات الجديدة.
- المرونة: من ناحية أخرى، تتمتع المؤسسات الصغيرة بمرونة أكبر في اتخاذ القرارات وتنفيذ التغييرات.
- الشراكات: يمكن للمؤسسات الصغيرة الاستفادة من الشراكات مع المؤسسات الأكبر أو الشركات التقنية لتبني FHIR.
شبكات الرعاية الصحية:
- التكامل بين المؤسسات: تسعى شبكات الرعاية الصحية إلى تحقيق التكامل بين المؤسسات التابعة لها؛ ما يجعل تبني FHIR أمرًا ضروريًا لتحسين تبادل المعلومات بين هذه المؤسسات.
- السياسات الموحدة: يمكن لشبكات الرعاية الصحية وضع سياسات موحدة لتبني FHIR؛ ما يسهل عملية التنفيذ.
- التحديات التقنية: قد تواجه شبكات الرعاية الصحية تحديات تقنية أكبر في تحقيق التكامل بين أنظمة المعلومات المتنوعة.
كيفية تشجيع المؤسسات على تبني معيار FHIR
بالتعاون بين الحكومات والمؤسسات الصحية والشركات التقنية، يمكن تسريع عملية تبني معيار FHIR وتحقيق تحول جذري في قطاع الرعاية الصحية.
ولتشجيع المؤسسات الصحية على تبني معيار FHIR، يجب اتباع استراتيجيات متكاملة تجمع بين الجوانب التقنية والمالية والتشريعية والتوعوية. كالتالي:
1- توفير الدعم المالي والتقني:
- برامج حكومية: تقديم حوافز مالية للمؤسسات الصحية التي تتبنى FHIR، مثل منح أو تخفيضات ضريبية.
- تمويل مشاريع تجريبية: دعم المشاريع التجريبية التي تهدف إلى اختبار وتقييم فاعلية FHIR.
- توفير بنية تحتية تقنية: بناء بنية تحتية تقنية قوية تدعم تبادل البيانات الصحية بشكل آمن وسريع.
2- بناء القدرات:
- برامج تدريب: تقديم برامج تدريب مكثفة للكوادر الطبية والفنية على استخدام FHIR وتطبيقاته.
- ورش عمل وندوات: تنظيم ورش عمل وندوات لتوعية القائمين على المؤسسات الصحية بأهمية FHIR وفوائده.
- موارد تعليمية: توفير موارد تعليمية متاحة للجميع عبر الإنترنت أو من خلال المكتبات.
3- تطوير حلول مبتكرة:
- تطبيقات جاهزة للاستخدام: تطوير تطبيقات جاهزة للاستخدام تتوافق مع معيار FHIR وتسهل عملية التبني.
- حلول سحابية: تقديم حلول سحابية مرنة وقابلة للتطوير لتلبية احتياجات المؤسسات المختلفة.
- تطوير واجهات برمجية مفتوحة المصدر: تشجيع تطوير واجهات برمجية مفتوحة المصدر لتسهيل التكامل بين الأنظمة المختلفة.
4- تعزيز التعاون:
- تشكيل شراكات: تشجيع الشراكات بين المؤسسات الصحية والشركات التقنية ومؤسسات البحث.
- إنشاء مجتمعات للممارسين: إنشاء منصات تواصل لتبادل الخبرات والمعرفة بين الممارسين.
- المشاركة في المعارض والمؤتمرات: تنظيم المعارض والمؤتمرات لعرض أحدث التطورات في مجال FHIR.
5- وضع سياسات داعمة:
- تشريعات واضحة: وضع تشريعات واضحة تحدد متطلبات تبادل البيانات الصحية وتشجع على تبني المعايير الموحدة.
- حماية البيانات: ضمان حماية البيانات الصحية من خلال وضع قوانين صارمة لحماية الخصوصية والأمن.
- تسهيل التكامل بين الأنظمة: وضع سياسات تشجع على التكامل بين الأنظمة المختلفة وتسهل تبادل البيانات.
6- التسويق والتوعية:
- حملات توعية: تنظيم حملات توعية واسعة النطاق لتسليط الضوء على فوائد FHIR.
- دراسات حالة ناجحة: تسليط الضوء على دراسات حالة ناجحة للمؤسسات التي تبنت FHIR وحققت نتائج إيجابية.
- تقديم الحوافز: تقديم حوافز للمؤسسات التي تشارك في نشر تجاربها في تبني FHIR.
7- بناء الثقة:
- الشفافية: ضمان الشفافية في عملية تبني FHIR وتقديم معلومات واضحة حول الفوائد والتحديات.
- الأمان: ضمان أمن البيانات الصحية وحمايتها من الاختراقات.
- المسؤولية: تحمل المسؤولية عن أي آثار سلبية قد تنجم عن تبني FHIR.