تستعد الإدارة الأمريكية للإعلان عن استئناف الشحنات من منشآت شركة «نكسبيريا» في الصين، وفق ما نقل مصدر مطّلع تحدث مع رويترز. في خطوة من شأنها أن تخفف الضغوط على شركات تصنيع السيارات حول العالم التي كانت تواجه خطر توقف خطوط إنتاجها خلال الأسابيع المقبلة.
كما كانت الحكومة الهولندية قد استحوذت هذا الشهر على السيطرة الكاملة على شركة «نكسبيريا» التابعة للمجموعة الصينية «وينجتك». ما دفع بكين إلى حظر تصدير منتجات الشركة من أراضيها.
«نكسبيريا» وصناعة أشباه الموصلات
وتُعد «نكسبيريا» من الشركات المهمة في صناعة أشباه الموصلات. إذ تنتج مكونات إلكترونية تُستخدم على نطاق واسع في السيارات والأجهزة الاستهلاكية. وتشير البيانات إلى أن نحو 70% من الشرائح التي تُنتج في هولندا تُعبأ داخل الصين قبل توزيعها عالميًا.
كذلك أكدت وزارة التجارة الصينية ضمن بيان رسمي أنها تدرس منح استثناءات لتصدير شرائح «نكسبيريا». مشيرة إلى أنها «تأخذ في الاعتبار أمن واستقرار سلاسل الإنتاج والإمداد المحلية والدولية». داعية الشركات التي تواجه صعوبات في الحصول على مكونات إلى التواصل مع السلطات للحصول على إعفاءات تصديرية.
الهدنة التجارية بين بكين وواشنطن
ومن المتوقع أن يصدر البيت الأبيض قريبًا بيانًا رسميًا يتضمن تفاصيل «الهدنة التجارية» الجديدة بين الولايات المتحدة والصين. والتي تم التوصل إليها خلال القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع. وشملت اتفاقًا خاصًا بشأن «نكسبيريا».
كما تنتج الشركة شرائح تحكم كهربائي أساسية ومنخفضة التكلفة مثل الترانزستورات والديودات. تُباع ببضعة سنتات فقط لكنها تدخل في تركيب معظم الأجهزة التي تعمل بالكهرباء.
وتُستخدم هذه الشرائح في السيارات لتوصيل البطاريات بالمحركات. وفي أنظمة الإضاءة والمستشعرات والمكابح والوسائد الهوائية، إلى جانب أنظمة الترفيه والنوافذ الكهربائية.
شركات السيارات الأمريكية
كذلك حذّرت شركات السيارات الإدارة الأمريكية من أن نقص هذه المكونات الحيوية سيؤدي إلى توقف الإنتاج في مصانعها بالولايات المتحدة. وقد أوقفت «هوندا» بالفعل الإنتاج في أحد مصانعها بالمكسيك هذا الأسبوع. وبدأت بتعديل وتيرة الإنتاج في الولايات المتحدة وكندا. بينما أعلنت «ستيلانتيس» المالكة لعلامة «جيب» عن إنشاء «غرفة عمليات» لمتابعة الأزمة.
كما تأتي هذه التطورات بعد أن كشفت تقارير «رويترز» عن تعليق «نكسبيريا» توريد شرائحها إلى مصنعها الصيني لتجميع الرقائق. ما زاد من حدة أزمة الإمدادات.
وأظهرت وثائق قضائية أن قرار الاستحواذ الذي اتخذته الحكومة الهولندية جاء في ظل ضغوط أمريكية متزايدة بعد إدراج «وينجتك» على قائمة تقييد الصادرات. رغم تأكيد أمستردام أن «أسباب الحوكمة» هي الدافع الرئيسي وراء القرار.
ويخشى خبراء الصناعة أن يؤدي أي تعطيل جديد في سلسلة توريد الشرائح منخفضة التكلفة إلى تداعيات واسعة في سوق السيارات العالمي. في وقت تحاول فيه واشنطن وبكين احتواء التوترات التجارية ضمن تسوية أوسع نطاقًا.
المصدر: رويترز



