تُعد الإدارة من أهم الفنون التي تحتاج إلى الكثير من المهارات والخبرات لتحقيق الأهداف، سواء كانت شخصية أو عملية، بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنة، فلا يُمكن النجاح دون الاعتماد على إدارة صحيحة لديها خطط وسياسات حكيمة، وفي هذا الصدد نطرح سؤالًا مهمًا: هل إدارة النفس قبل فريق العمل؟ بالتأكيد كلنا نُدرك جيدًا أن الحياة مواقف والشخص الناجح فقط هو من يستطيع إدارتها بالشكل الصحيح، وهناك أيضًا من يُصاب بحالة من الارتباك ولا يتسطيع التعامل مع أي من هذه المواقف؛ لذلك نتحدث تفصيليًا عن إدارة النفس قبل فريق العمل.
اقرأ أيضًا: تواصل رقمي فعال.. مميزات واتساب بيزنس
إدارة النفس قبل فريق العمل
-
إدارة النفس
في بادئ الأمر نوضح أولًا مفهوم إدارة النفس: هي عبارة عن وسائل تُمكن الفرد من توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ويُمكن تلخيص الذات فيما يتمتع به الفرد من مشاعر وأفكار وإمكانات وقدرات، بينما الإدارة يُمكن اختصارها في القدرة على استغلال ما يتمتع به الفرد بالشكل الأمثل لتحقيق الأهداف كاملة.
وفي هذا الصدد يقول “ستيفين كوفي” عن إدارة الذات: “هو أن أبرمج بوصلة حياتي يعني في أي اتجاه أريد أن أسير”، فمثلًا لو أمعنا النظر في المؤتمرات أو الندوات نلاحظ أن هناك بعض المنظمين يستطيعون التعامل مع أي تغير أو حدث طارئ بكل هدوء ويشعر الجميع بأن كل شيء على ما يُرام، وهناك آخرون يُصابون بالارتباك والقلق ويتجاهلون بعض الأمور التي تتعلق ببروتوكول الندوة أو المؤتمر إلى أن يُغادر الأشخاص وفي نفوسهم بعض الكدر، والسبب أنهم لم يستطيعوا إدارة أنفسهم بالشكل الصحيح.
وبطبيعة الحال تختلف إدارة النفس عن إدارة المؤسسات أو المنزل أو حتى العائلة، فإدارة النفس تتطلب أن تكون صادقًا مع ذاتك وتتعرف على خفاياها وأسرارها ونقاط قوتها وضعفها، وكما أشرنا سلفًا فإن إدارة النفس بالشكل الصحيح تُعد بمثابة خارطة طريق تُساعد الفرد في تحقيق النجاح الوصول إلى الهدف.
وفي هذا الصدد، أثبتت دراسة أُجريت في جامعة Oxford مؤخرًا، أن الشخص الذي يتمكن من إدارة نفسه والتحكم في مشاعره وأفكاره وتوجيهها بالشكل الصحيح، سيكون لديه القدرة الكاملة التي تؤهله لإدارة فريق العمل والوصول به إلى تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الشركة؛ لذا يُمكننا القول إن إدارة النفس تسبق إدارة فريق العمل.
اقرأ أيضًا: هواوي تُسابق الزمن.. مميزات هاتف Huawei y9a
-
إدارة فريق العمل
تُكمن إدارة فريق العمل في قدرة الشخص على تنظيم وتنسيق العمل بين عدد من الأفراد، وذلك لهدف مشترك يتم الاتفاق عليه مُسبقًا، وهناك قواعد لا بد من تطبيقها عند قيادة فريق الفعل، والتي تبدأ بتوضيح الأفكار التي تتعلق بالمشروع بالشكل الصحيح؛ حتى يستوعب فريق العمل أهمية هذه الأفكار، والاهتمام بأعضاء الفريق وتوفير كل المتطلبات التي تُساعدهم في العمل لإنجاح هذه الأفكار وتنفيذها بالشكل الذي يتناسب مع أهداف وطموحات الشركة.
ويجب أن يكون القائد حريصًا على تشجيع أعضاء الفريق والرفع من معنوياتهم ودعمهم بالأدوات التي تُمكنهم من تحقيق النتائج المطلوبة، وهذه تُعد من أهم سمات القائد الناجح، ليس هذا فقط بل لا بد أن يكون القائد لديه المهارة الكاملة التي تُساعده في ضبط و توجيه أعضاء الفريق حتى لا يتخاذل البعض منهم أو يتكاسل؛ حيث إن مهمة القائد الأساسية هي دفع وتوجيه أعضاء فريق العمل لتحقيق الأهداف المتفق عليها بالطريقة الصحيحة التي تتناسب مع أهداف المؤسسة.
في نهاية المطاف، يُمكننا القول إن إدارة النفس أو الذات تسبق إدارة فريق العمل، فالشخص الذي لا يمتلك المهارة الكافية والخبرات اللازمة التي تُمكنه من التحكم في مشاعره وأفكاره وتوجيهها بالشكل الذي يضمن تحقيق الأهداف، سيكون غير مؤهل لإدارة فريق العمل؛ لأنه بكل بساطة ليس لديه المهارة التي تُساعده في توجيه أعضاء الفريق بالشكل الذي يُمكنه من تنفيذ كل الأفكار التي تم الاتفاق عليها بما يتوافق مع أهداف الشركة.
اقرأ أيضًا:
استراتيجيات فعالة.. كيف تجد شريكًا لمشروعك؟