في ساحة الأعمال تمثل إدارة التخطيط ركيزة أساسية لنجاح أي مشروع أو مؤسسة؛ فهي تساعد في تحديد الرؤية والرسالة بوضوح، ووضع استراتيجيات فعالة لبلوغها، كذلك تساهم في تنظيم الموارد البشرية والمالية بشكلٍ أمثل، وضمان سير العمل بكفاءة وفعالية.
وهذا ما عبر عنه القدماء بقولهم: “من خطط عاش مرتاحًا، ومن لم يخطط عاش متعبًا”؛ فالتخطيط يُجنبنا الكثير من التعب والجهد، ويُسهّل علينا الوصول إلى أهدافنا بأقل قدر من العقبات.
خطوات أساسية في إدارة التخطيط:
تخطيط الإدارة بمثابة بوصلة ترشد المنظمة نحو أهدافها؛ فهو عملية منهجية تُقيّم طموحات الشركة وتُحدّد مسارًا واضحًا لتحقيقها.
ويُشبه هذا التخطيط كتابة خطة عمل شاملة تأخذ بعين الاعتبار الاستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى، وتُحدّد الخطوات اللازمة للوصول إلى القمة، وذلك على النحو التالي:
-
تحديد الأهداف
تُشبه إدارة التخطيط رحلة بحرية مُخطط لها بدقة، تبدأ هذه الرحلة بتحديد الأهداف بوضوح، ويجب أن تكون قابلة للقياس والتحقيق، ومُحددة بدقة من حيث سببها ونتائجها المتوقعة.
-
تقييم الموارد
لا يمكننا الإبحار دون تقييم مواردنا، تلك القوة الدافعة لرحلتنا؛ لذلك يجب على المنظمة تقييم احتياجاتها من الموارد المالية والبشرية، وتخطط لسد أي فجوة قد تعوق تقدمها.
-
رسم مسار الرحلة
بعد تقييم الموارد نُحدد المهام والمشاريع اللازمة لتحقيق كل هدف، ونُحدد أصحاب المهام ونُوزع المسؤوليات، مُدركين لما يجب إنجازه ومتى.
-
ترتيب الأولويات
نُرتب أهدافنا ومهامنا حسب أهميتها، ونضع الأولويات نصب أعيننا، ونُركز على الأهداف الأكثر أهمية ونُنجز المهام الرئيسية أولًا، ونُحدد الخطوات اللازمة لإكمال كل مهمة بترتيب زمني.
-
تحديد المواعيد النهائية
نُحدد مواعيد نهائية لإكمال كل مهمة، ونُدرك أهمية الوقت في رحلتنا، ونُخصص الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة بكفاءة وفعالية، ونُراقب تقدمنا بشكل مستمر.
-
تقييم المسار
لا يجب أن نغفل عن تقييم تقدمنا بشكلٍ دوري، وعلينا أن نُراقب باستمرار مدى تحقيقنا لأهدافنا، ونُجري التعديلات اللازمة على خطتنا، ونُحافظ على مسارنا الصحيح نحو النجاح.
-
خطط بديلة
لا بد أن نُعد خططًا بديلة لمواجهة أي تحديات غير متوقعة، ونُحدد سيناريوهات بديلة ونُخطط لما يجب فعله إذا واجهنا أي عقبات.
أهمية الإدارة في التخطيط
تعد إدارة التخطيط من أهم العوامل التي تُسهم في تحسين أداء المؤسسات ورفع كفاءتها؛ فهي تُساعد في تحقيق الاستقرار والنمو المُستدام، وتعزز من فرص النجاح والتفوق في ظل بيئة العمل المتغيرة باستمرار، وإليك بعض النقاط التي تُوضّح أهمية إدارة التخطيط:
-
رؤية واضحة
يحدد التخطيط أهدافًا واضحة، ويوضح المسار الذي يجب على الشركة اتباعه لتحقيقها؛ فمن خلال وضع أهداف SMART (محّددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ومحددة زمنيًا) يُصبح لكل فرد في الفريق دور محدد يُساهم به في تحقيق الهدف المشترك.
-
تقليل المخاطر
يُساعد التخطيط في توقع التحديات والعقبات التي قد تواجهها الشركة، ووضع خطط طوارئ للتعامل معها بشكل فعال، كذلك يُتيح تقييم الموارد المتاحة وتحديد احتياجات الشركة المستقبلية؛ ما يُقلل من هدر الموارد ويُحسن من كفاءة العمل.
-
تحفيز الابتكار
يُشجع التخطيط على التفكير الإبداعي والابتكار؛ حيث يُتيح للفريق تبادل الأفكار ووضع حلول إبداعية للتحديات التي تواجهها الشركة، ويُسهم في اكتشاف فرص جديدة لتطوير الأعمال وتحسين العمليات.
-
اتخاذ قرارات حكيمة
يُزود التخطيط المديرين بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة وفعّالة؛ فمن خلال تحليل البيانات وتقييم مختلف الخيارات يُمكن للمديرين اختيار أفضل مسار للعمل يُحقق أهداف الشركة على المدى الطويل.
-
تعزيز التعاون والانسجام
يُساهم التخطيط في توحيد جهود الفريق وتوجيهها نحو تحقيق هدف مشترك؛ فمن خلال مشاركة الجميع في عملية التخطيط يُصبح كل فرد على دراية بدوره ومسؤولياته؛ ما يُعزّز التعاون والانسجام بين أعضاء الفريق.
-
تحقيق النمو المستدام
يُعد التخطيط عنصرًا أساسيًا لتحقيق النمو المستدام للشركة؛ وبوضع أهداف طموحة وخطط عمل مدروسة توسع الشركة نطاق أعمالها وتزيد أرباحها وتعزز مكانتها في السوق.
في نهاية الأمر يُمكن القول إن التخطيط الاستراتيجي يُشكل خارطة طريق مُتكاملة توجه مسار مؤسستك نحو آفاق رحبة من النجاح؛ ففي طيّات هذه الوثيقة الرسمية تُحدد الأهداف بوضوح، وترتب الأولويات بدقة، وتنظم الأنشطة اليومية بكفاءة، لتصبح رحلة العمل رحلة مخططًا لها بعناية.
اقرأ أيضًا:
الاستراتيجيات الفعّالة لإدارة المؤسسات
قبعات التفكير الست.. أنماط متباينة