يُدرك رواد الأعمال عند إطلاق مشروع تجاري ضرورة التعامل مع ما هو غير متوقع، فحياة العمل مليئة بالمفاجآت التي قد لا تتوقف عند الأحداث الكبرى مثل: الوفاة، بل تشمل أيضًا الأحداث الأقل أهمية مثل: الإصابات التي قد تصيب صاحب العمل أو أفراد عائلته.
ولكن ما يميز رواد الأعمال هو قدرتهم على التحكم في ردودهم على هذه الأحداث، ففي خضم المخاطر التي ينطوي عليها تأسيس مشروع تجاري قد يشعر صاحب العمل بضغوطات كبيرة تعوق قدرته على التعامل مع الأحداث الحياتية بتوازن.
رحلة إطلاق مشروع تجاري
يواجه رواد الأعمال رحلة مليئة بالتحديات، سواء على المستوى العملي أو النفسي، فبينما تثيرهم مشاعر الحماس والطموح قد تواجههم أيضًا مشاعر القلق والتوتر، خاصة في المراحل الأولى من إطلاق أي مشروع تجاري.
وما من شكٍ في أن كل هذه التحديات تتطلب المزيد من المهارات الاستثنائية عند التعامل مع المشاعر، وإعادة تقييم الكثير من الأهداف الرئيسية بصفة مستمرة.
مهارات ضرورية
أوضحت دراسة بحثية حديثة صادرة عن كلية هارفارد للأعمال مجموعة من المهارات الضرورية التي يجب أن يتحلى بها رواد الأعمال عند إطلاق مشروع تجاري.
وتعد هذه المهارات بمثابة خارطة طريق أساسية لبلوغ النجاح وتحقيق الأهداف الريادية، خاصة في ظل التحديات المتنوعة التي قد تواجه رواد الأعمال في رحلتهم، وتشمل هذه المهارات الأساسية:
تقبل المشاعر
يعد منح النفس المزيد من الوقت لتقبل المشاعر خطوة أساسية في التعامل مع التحديات، فكبت المشاعر السلبية، مثل: الحزن أو الغضب أو الخوف قد يعوق قدرة رائد الأعمال على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات الصائبة.
مراقبة الأفكار السلبية
بعد تقبل المشاعر يصبح من الممكن مراقبة جميع الأفكار السلبية التي قد تنتاب رائد الأعمال، مثل: الشك في قدراته أو الخوف من الفشل، وكما هو مؤكد فإن هذه الأفكار قد تؤدي إلى إحباطه وتقليل شعوره بالثقة في نفسه.
مقاومة الأفكار السلبية
يواجه كل منا في رحلة حياته، خاصة رواد الأعمال، أفكارًا سلبية تحاول النيل من عزيمتنا وإحباط طموحاتنا، وبالطبع مقاومة هذه الأفكار هو مفتاح أساسي للحفاظ على الدافع والمثابرة، وتحقيق أهدافنا على المدى الطويل.
تذكر الإنجازات
يعد تذكر رائد الأعمال لإنجازاته السابقة والمهارات التي يمتلكها ضروريًّا لاستعادة ثقته بنفسه وتعزيز إصراره على تحقيق أهدافه، فعندما يواجه رائد الأعمال تحديات أو صعوبات قد يشعر بالإحباط أو اليأس، لكن تذكر إنجازاته السابقة يساعده في استعادة إيمانه بقدرته على النجاح.
إعادة تقييم الأهداف
مع استقرار المشاعر يصبح من الممكن إعادة تقييم الأهداف والجدول الزمني للعمل، قد يتطلب ذلك إعادة تحديد الأولويات وتركيز الجهود على المهام التي يمكن إنجازها حاليًا، مع تأجيل المهام التي تتطلب طاقة اجتماعية أكبر.
التوظيف كخيار
في بعض الأحيان تصبح وظيفة مستقرة حلًا مثاليًا لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، خاصة خلال فترات التحديات العاطفية.
ولا يعني قبول وظيفة فشل خطوة إطلاق مشروع تجاري، بل ربما يشكل خطوة استراتيجية لتوفير مصدر دخل ثابت ودعم المشروع على المدى الطويل.
التعاطف مع الذات والمثابرة
التعاطف مع الذات هو مفتاح النجاح في ريادة الأعمال، فمن خلال تقبل مشاعره وأفكاره وتقدير جهوده يستطيع رائد الأعمال تحقيق أهدافه.
وبالطبع المثابرة هي مفتاح النجاح الثاني في ريادة الأعمال، فمن خلال الجهد المتسق والمرونة يستطيع رائد الأعمال التغلب على التحديات وتحقيق أهدافه على المدى الطويل.
لا تخشَ تفويض المهام
يعتقد بعض رواد الأعمال بأنهم يجب عليهم فعل كل شيء بأنفسهم لتحقيق النجاح، لكن هذا الاعتقاد خاطئ.
ففي الواقع يُعد التفويض أداة أساسية لتنمية العمل؛ لأنه يُتيح لك التركيز على المهام الأكثر أهمية وإبداعًا، بينما تتولى جهات أخرى المهام الروتينية أو التي تتطلب مهارات مختلفة.
الاستعانة بمصادر خارجية والأتمتة
في عالم الأعمال السريع التطور يعد الوقت أثمن الموارد، ولتحقيق النمو والتوسع لا بد من إتقان مهارات إدارة الوقت بفعالية.
هنا تأتي أهمية التفويض والاستعانة بمصادر خارجية والأتمتة كأدوات أساسية لتحرير وقتك والتركيز على المهام ذات الأولوية القصوى التي تساهم بشكل مباشر في نمو عملك.
الاستعانة بمصادر خارجية
- فوّض المهام غير الأساسية: حدد المهام الروتينية أو التي لا تتطلب مهاراتك أو اهتمامك الشخصي، مثل: المهام الإدارية أو الفنية، وكلف بها موظفين مختصين لزيادة كفاءة عملك.
- استفد من خبرات خارجية: وظف موظفين مؤهلين لأداء مهام محددة تتطلب مهارات وخبرات لا تتوفر لديك، مثل: تطوير الويب أو الحملات التسويقية؛ لتحسين جودة العمل وتوفير الوقت.
- تخلص من المهام غير المجدية: تخلص من المهام التي لم تعد ذات صلة بتوجه شركتك أو لا تقدم قيمة مضافة كافية، مثل: التنظيف بعد الاجتماعات أو الحملات التسويقية القديمة؛ لتوفير الوقت والموارد.
الأتمتة
- وظف أدوات ذكية لزيادة الإنتاجية: استخدم برامج وأدوات الأتمتة لإنجاز المهام المتكررة بشكل تلقائي، مثل: حجز الرحلات الجوية أو معالجة طلبات العملاء؛ لتوفير الوقت وتحسين كفاءة العمليات.
- استفد من خدمات المساعدين الافتراضيين: وظّف مساعدين افتراضيين لتقديم الدعم الإداري أو الفني، مثل: جدولة المواعيد أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني؛ لزيادة كفاءة عملك وتحرير وقتك للمهام الأكثر أهمية.
- حدد مجالات الأتمتة المناسبة: حدد المهام التي يمكن أتمتتها بشكل فعال دون التأثير في جودة العمل أو رضا العملاء، مثل: تحليل البيانات أو إعداد التقارير؛ لتحقيق أقصى استفادة من تقنيات الأتمتة.
بوابة نحو الحرية وتحقيق الشغف
يجذب رواد الأعمال الطموحون العديد من أعمال نمط الحياة؛ وذلك لمزاياها المتعددة التي تتيح لهم تحقيق الاستقلالية والتوازن بين العمل والحياة، فضلًا عن متابعة شغفهم.
حرية لا مثيل لها
- جدول عمل مرن: ودّع قيود العمل التقليدي من 9 إلى 5؛ فمع إطلاق مشروع تجاري تصبح أنت صاحب الساعة، وتُنظم عملك بما يتناسب مع أسلوب حياتك المثالي.
- العمل من أي مكان: سواءً كان مقهى هادئًا أو شاطئًا خلابًا أو حتى منزلك المريح تملك حرية اختيار مكان العمل الذي يلهمك ويزيد إنتاجيتك.
استقلالية كاملة
- تصميم عملك الخاص: كن أنت المهندس لعملك، وحدد مساره وفقًا لرؤيتك وقيمك الشخصية. وداعًا للمساومة على أحلامك، فمع أعمال نمط الحياة تتحكم أنت في المسار دون قيود خارجية.
- اتخاذ القرارات: أنت صاحب القرار الأول والأخير؛ فتستطيع اتخاذ قرارات سريعة وفعالة دون المرور ببيروقراطية الشركات أو قيودها التسلسلية.
توازن مثالي
- تصميم جدول متوازن: مع أعمال نمط الحياة تنظم التزاماتك بما يتناسب مع نمط حياتك، وتخصص وقتًا للعائلة والأصدقاء والعناية بنفسك دون قيود.
- تخصيص الوقت لشغفك: احضر فعالية مدرسية لأطفالك، أو مارس اليوجا، أو استمتع بغداء مع الأصدقاء، كل ذلك أصبح ممكنًا مع حرية تصميم جدولك بما يرضي احتياجاتك المهنية والشخصية على حد سواء.
شغف يتحول إلى عمل
- العمل بشغف: حوّل شغفك إلى عملك، وأضف المعنى والهدف إلى أنشطتك اليومية؛ فالدافع الداخلي هو وقود طاقتك وسر إنجازك لأي مشروع تجاري تُطلقه.
- تحقيق الذات: ودّع للشعور بالانفصال عن شغفك، فمع أعمال نمط الحياة تتواءم مساعيك المهنية مع اهتماماتك الشخصية، ويتحول شغفك إلى مصدر إلهام يضفي على رحلتك طاقة وهدفًا أصيلين.
بشكلٍ عام رحلة إطلاق أي مشروع تجاري مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالفرص لتحقيق النجاح والإنجاز. ولتحقيق ذلك يجب على رواد الأعمال امتلاك مهارات قوية لإدارة مشاعرهم والتعامل مع التحديات العاطفية التي قد تواجههم.