استقر الدولار الأمريكي اليوم الخميس، محافظًا على قوته، ومتجهًا نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ ما يقرب من عام كامل. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بشكلٍ رئيس بضعف الين الياباني الذي تراجع على خلفية التغيير في القيادة داخل الحزب الحاكم في اليابان. ما رفع من قيمة الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى.
وفي تحليل حركة الأسواق، قالت وكالة “رويترز” إن الأسواق العالمية شهدت هذا الأسبوع اضطرابات سياسية حادة في اليابان وفرنسا. إلى جانب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية. علاوة على ذلك، قوّضت هذه العوامل مجتمعة ثقة المستثمرين. ودفعتهم نحو اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب.
تقلبات الين الياباني وتوقعات السياسة التيسيرية
في حين تعرّض الين الياباني لتقلبات حادة بعد اختيار المحافظة سَناء تاكايتشي؛ زعيمةً للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني. ومهّد هذا الاختيار الطريق أمامها لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد. ما أثار التوقعات بعودة الإنفاق الحكومي الكبير والسياسات النقدية التيسيرية.
كذلك، سجل الين في أحدث تعاملاته تحسنًا طفيفًا عند 152.49 مقابل الدولار. بعد أن كان قد انخفض خلال الليل إلى أدنى مستوى له في ثمانية أشهر عند 153 ينًا للدولار الواحد. وقد تراجع الين بأكثر من 3% منذ بداية الأسبوع، متجهًا نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ سبتمبر 2024.
صعود الدولار مقابل الين
من ناحية أخرى، قالت كارول كونغ؛ محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن “ارتفاع سعر الدولار مقابل الين كان متواصلًا بلا هوادة. ويبدو أن لا شيء قادر على إيقاف موجة الصعود هذه”.
وأضافت أن “على المدى القريب، قد يكون تأكيد تاكايتشي رئيسةً للوزراء واجتماع بنك اليابان في أكتوبر المحركين التاليين لمزيد من ضعف الين الياباني. خاصة إذا شددت تاكايتشي على مواقفها المتساهلة ماليًا ونقديًا. وأشار البنك المركزي إلى أنه لن يرفع أسعار الفائدة في المدى القريب”.
أزمة اليورو وتعيين رئيس وزراء فرنسي جديد
بينما ظل اليورو تحت الضغط بسبب الأزمة السياسية المتفاقمة في فرنسا عقب الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو وحكومته. وقد أثر هذا التوتر السياسي الداخلي على العملة الموحدة.
كما ارتفع اليورو بنسبة 0.09% إلى 1.1639 دولار، لينهي ثلاثة أيام متتالية من الخسائر. لكنه ما زال منخفضًا بنحو 0.9% منذ بداية الأسبوع. ومن المتوقع أن يعيّن الرئيس إيمانويل ماكرون رئيسًا جديدًا للوزراء خلال 48 ساعة، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه أمس الأربعاء.
دعم مكاسب الدولار والعملات الأخرى
هذه التحركات في الين واليورو، إلى جانب ضعف بقية العملات الرئيسية، ساعدت في دعم الدولار الأمريكي، الذي ارتفع بأكثر من 1% هذا الأسبوع.
علاوة على ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.07% إلى 1.3413 دولار. بعد أن لامس في الجلسة السابقة أدنى مستوى له في نحو أسبوعين. كما زاد الدولار الأسترالي بنسبة 0.11% إلى 0.6594 دولار أمريكي.
خفض الفائدة النيوزيلندي
كذلك، ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1% إلى 0.5792 دولار. بعد أن تراجع بشدة في الجلسة السابقة عقب قيام البنك الاحتياطي النيوزيلندي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في خطوة حادة. مشيرًا إلى ضعف الاقتصاد المحلي.
وفي النهاية، استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، عند مستوى 98.77 دون تغيير يذكر. فيما يواصل المستثمرون ترقب مسار السياسة النقدية الأمريكية.