خلال السنوات الماضية، يعد امتلاك سيارة في السابق رمزا للمكانة الاجتماعية وخطوة نحو الاستقلال.أما الآن، في حين يعتبر امتلاك السيارة يومًا ما حلمًا لكل شاب، أصبح جيل “زد” ،أي من تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا، يعيد تحديد معنى الحرية والتنقل، ويستبدل مفهوم “الملكية بـ “الوصول” والمرونة بدل الالتزام الطويل.
فعلى سبيل المثال، شهدت دولة الإمارات تحولًا جذريًا في سلوك المستهلكين الشباب. خاصة من جيل زد الذي يتسم بالذكاء التقني وحب التجارب الجديدة.
كذلك، لا ينظر هذا الجيل إلى السيارة كرمز للهوية، بل كأداة مرنة للانتقال بين العمل والترفيه والسفر بسهولة. ذلك دون فرض قيود مالية أو التزامات طويلة الأمد.
جيل زد يعيد تعريف حياة الرفاهية
كما تشهد الإمارات تطورا ملحوظًا في أعداد الشباب الذين يفضلون الاستئجار قصير الأمد أو عقود التأجير المرنة بدلًا من شراء السيارات، وهي ظاهرة لم تعد مؤقتة.
كذلك، تعكس هذه الخطوة تغير عميق في القيم الاقتصادية وأنماط الحياة والوعي البيئي. وكلها عوامل تعيد تشكيل مستقبل قطاع السيارات في المنطقة.
علاوة على ذلك، لا يريد جيل زد أن يقيّد نفسه بأقساط القروض أو تكاليف التأمين والصيانة، بل يبحث عن حرية التنقل الفوري والمرونة في الاختيار. نظرا لأن سيارة اليوم قد لا تكون سيارة الغد.
الميزانية والتكلفة
وبحسب استطلاع رأي أجرته شركة YouGov، يفضل 21% من سكان الإمارات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عام استئجار السيارات بدلًا من شرائها. نظرا للكفاءة المالية والراحة.
من ناحية أخرى، تقدم خيارات الإيجار حزمة شاملة تتضمن التأمين والصيانة. ما يجعلها الخيار الأنسب للشباب الذين يقدرون المرونة المالية وسهولة الاستخدام.
كذلك، يتحول الاستئجار إلى خيار جذاب ومستدام. ومع ارتفاع تكاليف الملكية وتغير نمط الحياة في المدن.
أما بالنسبة لجيل زد، يعتبر التحرك بحرية أهم من امتلاك السيارة، والوصول إليها عند الحاجة هو المعنى الحقيقي للتنقل الحديث.
كيف يستخدم التكنولوجيا جيل زد؟
ينتظر جيل زد اليوم تجربة رقمية مميزة، بدء من تطبيقات الحجز الذكية إلى السيارات المزودة بأحدث التقنيات.
كما تسعى شركات تأجير السيارات لتلبية هذه التطلعات من خلال التحول الرقمي الكامل وتبسيط تجربة المستخدم. نظرا لانتشار المعاملات غير التلامسية، والتطبيقات السهلة الاستخدام، وإتاحة السيارات في الوقت الفعلي. بما يتماشى مع تعزيز رضا العملاء وولائهم.
كذلك، تتبنى الشركات حلول مبتكرة لسد احتياجات المستهلكين الرقميين، بجانب تحويل العلامات التجارية إلى رمزًا للتطور والاستجابة لمتطلبات العصر.
بالتالي، لا يعتبر جيل زد السيارة مجرد وسيلة نقل، بل تعد تجربة مرنة ومؤقتة تناسب نمط حياته السريع.
كذلك، يفضل جيل زد الحرية على الملكية، والتجربة على الالتزام. ما يتطلب تغيير قواعد اللعبة في سوق السيارات العالمي والإقليمي على حد سواء.
مواصفات جيل زد؟
ينظر جيل زد إلى ريادة الأعمال بشكل مختلف عن الأجيال السابقة. إذ تغيّر المشهد الريادي، وانخفضت الحواجز أمام دخول السوق.
علاوة على ذلك تغيرت النظرة إلى ما هو مهم. وناقش موقع «بزنس إنسايدر» بعض هذه الفروق، ومن أبرزها:
بفضل التكنولوجيا المتاحة ومنصات مثل «شوبيفاي» أصبح إطلاق مشروع تجاري أسهل من أي وقت مضى. فبعد أن كان يستغرق شهورًا ورؤوس أموال ضخمة، بات ممكنًا في غضون أيام قليلة.
الاعتماد على البيانات:
كما يستخدم رواد أعمال من هذا الجيل الناشئ أدوات تحليل البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة تساعدهم على تحسين العمليات والتركيز على الصورة الكبرى.
في حين بات بناء العلامة الشخصية ضرورة إستراتيجية للعديد من شركات هذا الجيل. إذ يدركون أهميتها في جذب الفرص والشراكات.
يقدر هذا الجيل الشمولية والتنوع، ويجعلها جزءًا من نهجه في العمل والابتكار.
ريادة أعمال أكثر إنسانية ومسؤولية اجتماعية:
أخيرًا يهتم الجيل بالقضايا الاجتماعية والبيئية ومساعدة مجتمعاتهم.
كذلك ورغم مزاياهم العديدة يواجه رواد الأعمال من جيل زد تحديات جمة. فكثير من الشباب يديرون عدة أعمال جانبية في وقت واحد بسبب الضغوط المالية ورغبتهم في التحكم بوقتهم، ما قد يؤدي إلى الإرهاق والحاجة للموازنة.
وفي الاقتصاد الحالي يشعر كثير من أفراد الجيل بأن العمل الجانبي ضروري ليتمكنوا من عيش نمط الحياة الذي حظي به آباؤهم.
فيما تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن عدد الأشخاص الذين يعملون في أكثر من وظيفة بدوام كامل ارتفع في السنوات الأخيرة وبلغ مستوى قياسيًا في أغسطس 2022، وكان الجيل زد في الصدارة.
كما أظهر استطلاع «باي تشيكس» أن نحو نصف الجيل يعملون في وظيفتين أو أكثر، مقارنة بالأجيال الأخرى.
المقال الأصلي: من هنـا



