تولي منصب إداري للمرة الأولى يمثل تجربة مثيرة ومليئة بالتحديات؛ حيث يجد المدير الجديد نفسه أمام مسؤوليات أكبر تتطلب منه قيادة الفريق، واتخاذ قرارات حاسمة، وتحقيق أهداف العمل بكفاءة. ولأن الانتقال من دور الموظف إلى المدير لا يخلو من العقبات، غالبًا ما يقع المديرون المبتدئون في مجموعة من الأخطاء التي يمكن أن تؤثر على أداء الفريق وتعيق نجاحهم الشخصي والمهني.
في هذا التقرير في موقع “رواد الاعمال” نسلط الضوء على خمسة من أكثر الأخطاء شيوعًا التي يرتكبها المدير للمرة الأولى، بدءًا من عدم تفويض المهام بفاعلية، وصولًا إلى التحديات المرتبطة بإدارة التوقعات وبناء الثقة مع الفريق. كما نقدم نصائح عملية حول كيفية تلافي هذه الأخطاء وتحويلها إلى فرص للتعلم والنمو، بما يضمن تحقيق أداء متميز وإرساء أسس قيادة ناجحة ومستدامة. وفقا لما ذكره موقع” parm”.
أخطاء محورية يرتكبها المدير للمرة الأولى
سواء كنت تدير مشروعك الأول أو فريقًا صغيرًا أو شركة كاملة؛ فإن الانتقال إلى منصب إداري يعد مرحلة مثيرة، لكنها أيضًا مليئة بالتحديات.
وهنا يجب على المديرين الجدد أولًا تطوير أسلوب إدارتهم وتعلم كيفية التعامل مع فريقهم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى أخطاء، خاصة في السنوات القليلة الأولى. والتي يمكن أن تؤثر ليس فقط على أدائهم؛ بل على أداء فريقهم أيضًا.
ولحسن الحظ، هناك بعض الأدوات والإستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على تجنب هذه المزالق والنجاح منذ البداية.
1- نقص الرؤية الواضحة
بدون رؤية واضحة، لا يعرف الفريق الاتجاه الذي يجب اتخاذه وما هو المطلوب منهم بالضبط.
وهنا؛ فإن تحديد هذا الاتجاه وفي الوقت نفسه مواءمته مع إستراتيجية الشركة هو مهمة لكل مدير.
ويمكن أن تساعد أدوات؛ مثل بطاقة الأداء المتوازن في تزويد الموظفين بتوقعات وأهداف واضحة. كما يساعد هذا المديرين الجدد على تقديم استراتيجيتهم، وربطها بمؤشرات الأداء، وبالتالي التواصل برؤية واضحة.
وفي بيئة Agile، على وجه الخصوص، يمكن أن تساعد طريقة مثل “OKR” في تحقيق الأهداف وتحفيز الموظفين على إظهار مستوى عالٍ من الالتزام.
2. التدخل المفرط وعدم التفويض
كمدير جديد، لا يزال يتعين عليك إثبات نفسك، وهذا هو السبب في أن العديد من المديرين الجدد يخشون ارتكاب الأخطاء ولا يثقون تمامًا في موظفيهم.
من ناحية، يؤدي هذا إلى صعوبة تفويض المهام ويفضلون القيام بكل شيء بأنفسهم. ومن أخرى، يغري العديد من المديرين الشباب بالتدخل المفرط وممارسة الكثير من السيطرة على فريقهم. فهذا مزيج له تأثير محبط على العديد من الموظفين وفي الوقت نفسه يفرض عبئًا إضافيًا كبيرًا على المدير.
ولتتمكن من التخلي قليلًا وفي الوقت نفسه لا تشعر بأن كل شيء خارج عن يديك؛ نوصي باستخدام نظام إدارة المهام.
على سبيل المثال؛ تساعد لوحات Kanban في توزيع المهام، وفي الوقت نفسه مراقبة التقدم في جميع الأوقات دون الوقوع في التدخل المفرط. وهذا يقلل الضغط عن كاهل المدير والفريق.
3. الكثير من الوعود وقليل من النتائج
فعند تولي منصب إداري جديد ، أنت متحمس للغاية وتريد الوصول إلى مستوى عالٍ بالقدر نفسه مع الفريق؛ لذلك يمكن أن يحدث بسرعة أن تعد بأكثر مما يمكنك تقديمه في النهاية.
ولسوء الحظ، يمكنك بسرعة أن تفقد ثقة الفريق بهذه الطريقة؛ ما قد يؤدي بدوره إلى صعوبة التعاون أو يؤدي إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين. خاصة عند توظيف موظفين جدد وإدراكهم أن الوعود لا تحترم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبات كبيرة في سوق العمل اليوم.
لذلك من المهم أن تأخذ خطوة إلى الوراء، وأن تكون صادقًا مع نفسك، وأن تتواصل بواقعية وشفافية. فلا تقدم إلا الوعود التي أنت متأكد من أنه يمكنك الوفاء بها؛ إذ سيظهر هذا لفريقك أنه يمكنهم الاعتماد عليك.
4. نقص القدرة على اتخاذ القرارات
عندما تكون في أول منصب إداري لك. قد تكون غير متأكد عند اتخاذ القرارات دون الخبرة ذات الصلة. ومع ذلك، يجب ألا يؤدي هذا إلى اتخاذ قرارات يتم سحبها بانتظام أو عدم الثقة في اتخاذ القرارات على الإطلاق.
وفي حين أنه من المفهوم أن المديرين غير آمنين أيضًا؛ فإن فريقك لا يمكنه تعلم الثقة بك بهذه الطريقة.
كما يمكن أن تكون طريقة التواصل الخاصة بهم غير متسقة أيضًا، إذا لم يجدوا بعد أسلوب القيادة المفضل لديهم.
نصائح مهمة لتجنب الأخطاء
إذًا؛ فالمديرين الجدد غالبًا ما يتأرجحون بين أنماط القيادة المختلفة؛ ما يتسبب في حالة من عدم اليقين بين فريقهم.
وهنا نوصيك دائمًا بالبقاء صادقًا، والاعتراف بالأخطاء، والتحدث بصراحة مع فريقك الجديد.
كما أن التحديثات المنتظمة تساعد أيضًا في إبقاء فريقك على اطلاع.
ويسهل اتخاذ قرارات واضحة كمدير جديد إذا كان لديك حق الوصول إلى البيانات والتقارير والتحليلات والتنبؤات.
ويمكن أن يوفر لك حل Business Intelligence أو نظام المعلومات الإدارية هذه البيانات لمساعدتك في اتخاذ قرارات مستنيرة.
كما تساعد وظائف الاتصال المتكاملة في التواصل بالقرارات المتخذة وترجمتها على الفور إلى إجراءات.