سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة من 2 إلى 8 مارس 2025، نشاطًا ملحوظًا في الجولات الاستثمارية. إذ بلغ إجمالي عددها 9 جولات، بقيمة إجمالية قدرها 487.9 مليون دولار. في حين تثبت هذه الأرقام حيوية السوق الاستثمارية في المنطقة، وتؤكد جاذبيتها للمستثمرين المحليين والدوليين.
وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” شهدت الجولات الاستثمارية تنوعًا ملحوظًا في القطاعات المستهدفة؛ حيث شملت: التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية. وغيرها.
علاوة على ذلك لوحظ ارتفاع في متوسط قيمة الجولة الاستثمارية الواحدة. ما يشير إلى زيادة ثقة المستثمرين في الشركات الناشئة ورواد الأعمال بالمنطقة.
نشاط الجولات الاستثمارية
من ناحية أخرى شهدت دول في المنطقة نشاطًا استثماريًا أكثر كثافة من غيرها؛ حيث تصدرت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قائمة الدول الأكثر جذبًا للجولات الاستثمارية. في حين شهدت دول أخرى مثل: مصر والأردن ولبنان نشاطًا ملحوظًا كذلك. ما يعكس التوزيع الجغرافي المتوازن للاستثمارات في المنطقة.
كذلك لوحظ مشاركة متزايدة لصناديق الاستثمار الجريء والمستثمرين الملائكيين في الجولات الاستثمارية. فيما يعكس هذا النضج المتزايد للنظام البيئي لريادة الأعمال في المنطقة.
كما شهدت بعض الجولات مشاركة مؤسسات مالية دولية. ما يؤكد جاذبية السوق الإقليمية للمستثمرين العالميين.
تحديات لا تزال تواجه رواد الأعمال
وفي حين تعكس هذه الأرقام صورة إيجابية للسوق الاستثمارية في المنطقة. إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجه رواد الأعمال، مثل: صعوبة الحصول على التمويل في المراحل المبكرة. والتحديات التنظيمية والقانونية، والحاجة إلى تطوير البنية التحتية الرقمية. ومن الضروري أن تستمر الحكومات والمؤسسات المعنية في دعم رواد الأعمال وتوفير البيئة المناسبة لنمو الجولات الاستثمارية.
تجدر الإشارة إلى أن الجولات الاستثمارية التي تم رصدها خلال هذه الفترة تعكس التوجهات العامة للسوق الاستثمارية في المنطقة. وقد تختلف الأرقام والنتائج من فترة لأخرى. ومع ذلك فإن هذه الأرقام تظل مؤشرًا مهمًا على حيوية السوق الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
المملكة تستحوذ على 23% من جولات الأسبوع
فيما استحوذت المملكة العربية السعودية على حصة كبيرة من الجولات الاستثمارية خلال الأسبوع الماضي؛ إذ بلغت نسبة الاستحواذ 23% من إجمالي هذه الجولات. هذا الإنجاز يعكس جاذبية السوق السعودية للمستثمرين المحليين والدوليين. ويثبت قوة الاقتصاد السعودي وتنوع الفرص الاستثمارية المتاحة فيه.
علاوة على ذلك يعكس هذا الاستحواذ الكبير الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في سبيل تعزيز بيئة الاستثمار وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
كما يأتي هذا الإنجاز في ظل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وتشجيع الاستثمارات في القطاعات غير النفطية.
ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي
بينما يشير هذا الاستحواذ إلى ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي وقدرته على تحقيق النمو المستدام. وفي حين تشهد العديد من الأسواق العالمية تقلبات اقتصادية تظل السوق السعودية تتمتع بالاستقرار والمرونة. ما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية واعدة.
كذلك يعكس هذا الاستحواذ الكبير الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات اللوجستية. ما يسهل على المستثمرين تنفيذ مشاريعهم بكفاءة وفاعلية.
فيما تسعى المملكة إلى تطوير القوانين والأنظمة التي تحمي حقوق المستثمرين وتضمن لهم بيئة استثمارية آمنة ومستقرة.
كما من الضروري الإشارة إلى أن هذا الاستحواذ الكبير لم يكن ليتحقق لولا الدعم الحكومي المستمر للقطاع الخاص. وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار. وتعمل السعودية على توفير التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الدعم الفني والاستشاري للشركات الناشئة.
تفاصيل الجولات الاستثمارية
من خلال استعراض متعمق لأحدث الجولات الاستثمارية، وفقًا للجدول المرفق، تتضح لنا صورة جلية للاتجاهات السائدة في هذا القطاع الحيوي. وأبرز القطاعات التي تستقطب أنظار المستثمرين. وهو ما يوفر رؤى قيّمة حول مستقبل الاستثمار في الشركات الناشئة.
الشركة | الدولة | قطاع الأعمال | نوع الجولة | قيمة الجولة (مليون دولار) |
أجراس (Ajaras) | السعودية | التقنية العقارية | Pre-Series A | 1.500.000 |
(Laim) | الإمارات | التقنية المالية | Series A | 26.000.000 |
ORA | المغرب | الخدمات الإلكترونية | Pre-Series A | 19.900.000 |
PayTabs | مصر | التقنية المالية | استحواذ جزئي | غير محدد |
Instashop | الإمارات | طلب الطعام | استحواذ كلي | 32.000.000 |
Deem | الإمارات | التقنية المالية | تمويل | 400.000.000 |
BILRS | الإمارات | التقنية المالية | تمويل | غير محدد |
FANTV | غير محدد | الذكاء الاصطناعي | Series A | 8.500.000 |
MRKOON | مصر | التجارة الإلكترونية | استثمار | غير محدد |
في نهاية المطاف يتبين لنا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد حراكًا استثماريًا متزايدًا. مدفوعًا بعوامل عدة. أهمها: تنوع القطاعات الواعدة، والثقة المتنامية في رواد الأعمال المحليين، والتطور الملحوظ في البنية التحتية الرقمية.
ولا شك أن المملكة العربية السعودية، بحصتها الكبيرة من الجولات الاستثمارية. تؤدي دورًا محوريًا في هذا المشهد المتغير. وتؤكد مكانتها كمركز استثماري رئيسي في المنطقة.
في حين من خلال رؤيتها الطموحة 2030 تسعى المملكة إلى تعزيز التنويع الاقتصادي وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال. ما يفتح آفاقًا واسعة للنمو والازدهار في المستقبل.