أعلنت لجنة نوبل في العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم، فوز كل من العالمة ماري إي. برونكاو، والعالمين فريد رامسديل، وشيمون ساكاغوتشي. بجائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء لعام 2025، وذلك تقديرًا لإسهاماتهم الرائدة في كشف آلية “التحمل المناعي الطرفي”. وهي إحدى الوسائل التي يعتمدها الجسم لضبط عمل جهاز المناعة ومنع مهاجمته لأنسجته الذاتية.
بينما من المقرر أن تسلم الجائزة رسميًا في العاشر من ديسمبر المقبل، تزامنًا مع ذكرى وفاة مؤسس الجائزة. العالم ألفريد نوبل، عام 1896، حيث يقوم الملك كارل السادس عشر غوستاف بمنح الفائزين الميدالية الذهبية. والدبلومة الشرفية، إضافة إلى جائزة مالية تبلغ 1.2 مليون دولار.
وفي بيان رسمي، أوضحت لجنة نوبل أن الاكتشافات التي قدمها العلماء الثلاثة أرست حجر الأساس لفرع علمي جديد. وأسهمت في تطوير علاجات مبتكرة لأمراض السرطان والمناعة الذاتية. كما تفتح آفاقًا واعدة لتحسين فرص نجاح عمليات زراعة الأعضاء في المستقبل.
قائمة العلماء الفائزون بجائزة نوبل
كما يعد العالم الياباني شيمون ساكاغوتشي ،البالغ من العمر 74 عامًا، أول من وضع حجر الأساس لهذا المجال عام 1995. عندما اكتشف دور فئة محددة من الخلايا المناعية في ضبط استجابات الجهاز المناعي.
أما العالمان برونكاو ، من مواليد 1961، ورامسديل 64 عامًا. فقد قدما في عام 2001 اكتشافًا محوريًا يشرح سبب تعرض بعض الفئران لأمراض مناعية خطيرة. ذلك عقب تحديد طفرة جينية في جين أطلقا عليه اسم Foxp3.
كما أكدا أن الطفرات في النسخة البشرية من هذا الجين تسبب مرض المناعة الذاتية النادر المعروف باسم IPEX.
علماء يحصدون جائزة نوبل في الطب
ومن جانبه، قال توماس بيرلمان، سكرتير لجنة نوبل، في تعليقه على فوز العلماء الثلاثة أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال الداعم الأساسي للبحث العلمي عالميًا”، مشيرًا إلى أن التراجع في الاستثمار الأمريكي في الأبحاث قد يؤدي إلى عواقب خطيرة لا يمكن تداركها.
وجاءت هذه الخطوة وسط تهديدات متواصلة للدور الأمريكي في الأبحاث العلمية. نظرًا لتأثير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعرب عن رغبته في نيل جائزة نوبل، وخاصة جائزة نوبل للسلام. حيث أكد خبراء نوبل يرون أن سياسات ترامب الانعزالية تتعارض مع مبادئ التعاون الدولي التي تمثل جوهر الجائزة.
ومن جانبه، قال المؤرخ أويفند ستينيرسن، مؤلف أحد الكتب المتخصصة في جوائز نوبل، إن “ترامب يمثل النقيض تمامًا للقيم التي تجسدها الجائزة، حيث تدافع عن التعاون المتعدد الأطراف والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة. بينما يتبع ترامب نهجا أحاديا وانعزاليا.
كما ظهرت غرف الاستجابة الطارئة في السودان (ERR)، وهي شبكات تطوعية تقدم الدعم والإغاثة وسط الحرب والمجاعة. إلى جانب منظمات لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود، وكذلك يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني. من بين المرشحين المحتملين هذا العام لجائزة نوبل للسلام.
كذلك، يستمر موسم تسليم جوائز نوبل هذا الأسبوع، حيث سيتم الإعلان عن جائزة الفيزياء يوم الثلاثاء. تليها الكيمياء الأربعاء، والأدب الخميس، والسلام الجمعة، على أن تختتم بجائزة الاقتصاد يوم الإثنين 13 أكتوبر.
العلماء يتقاسمون جائزة نوبل سنويا
حصل ثلاثة علماء جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2024. حيث حصل كل من: دارون أسيموغلو، وسيمون جونسون، وجيمس روبنسون، على الجائزة عن دراسة علمية، بعنوان: “كيفية تشكيل المؤسسات الاجتماعية وتأثيرها على الازدهار“.
وسلط الباحثون خلال هذه الدراسة الضوء على دور المؤسسات المجتمعية في ازدهار المجتمعات ورخاء البلاد. فالمجتمعات التي تعاني من ضعف دور المؤسسات الاجتماعية يتعرض سكانها إلى الاستغلال والظلم.
وبالتالي تراجع قدراتهم على الإنتاج والابتكار والعكس صحيح.
ومن هنا وجد الباحثون الحائزون على جائزة نوبل استنتاجًا علميًا لسؤال شائع ألا وهو: لماذا توجد مجتمعات متقدمة وأخرى نامية؟
وأشارت الدراسة البحثية التي نالت جائزة نوبل أن سر ازدهار المجتمعات يكمن في كيفية تشكيل المؤسسات الاجتماعية وتأثيرها في نمو وازدهار المجتمع.
دراسات بحثية نالت تقدير الخبراء
على سبيل المثال عندما استعمر الأوروبيون أجزاء كبيرة من العالم، تغيرت المؤسسات في تلك المجتمعات. كان هذا التغيير دراماتيكيًا في بعض الأحيان. لكنه لم يحدث بنفس الطريقة في كل مكان.
ففي بعض الأماكن كان الهدف هو استغلال السكان الأصليين واستخراج الموارد لصالح المستعمرين. وفي أماكن أخرى، شكل المستعمرون أنظمة سياسية واقتصادية شاملة لصالح المهاجرين الأوروبيين على المدى الطويل.
وقد توصل الباحثون الذين حصلوا على جائزة نوبل إلى أن أحد التفسيرات للاختلافات في ازدهار البلدان هو المؤسسات المجتمعية التي أُدخلت أثناء الاستعمار.
وغالبًا ما تم إدخال المؤسسات الشاملة للجميع في البلدان التي كانت فقيرة عندما كانت مستعمَرة؛ ما أدى مع مرور الوقت إلى ازدهار السكان عمومًا. ما يفسر لماذا أصبحت المستعمرات السابقة التي كانت غنية في السابق فقيرة الآن، والعكس صحيح.
بينما تحاصر بعض البلدان ظروف تسود فيها المؤسسات الاستخراجية ونمو اقتصادي منخفض. لذلك إن استحداث مؤسسات شاملة يحقق مكاسب طويلة الأجل للجميع. لكن المؤسسات الاستخراجية توفر مكاسب قصيرة الأجل للأشخاص الذين في السلطة.
وطالما أن النظام السياسي يضمن بقاءهم في السلطة. فلن يثق أحد في وعودهم بالإصلاحات الاقتصادية المستقبلية. وهذا هو السبب في عدم حدوث أي تحسن بالوضع الاقتصادي.
المقال الأصلي: من هنـا