يبدو أن كبار المديرين التنفيذيين وقادة كبرى الشركات حول العالم من «آبل» و«إير بي إن بي» إلى «بيبسيكو» و«يو بي إس»، يتفقون على أمر واحد: أن حياة المدير التنفيذي هي في جوهرها تجربة وحيدة للغاية.
كذلك في الوقت الذي يتمتع فيه المديرون التنفيذيون بامتيازات هائلة، من قيادة أقوى الشركات في العالم. وصنع إرثهم كرواد في عالم الأعمال. وجني مكافآت مالية ضخمة إلا أن كثيرين منهم يكتشفون في نهاية الطريق أنهم يقفون بمفردهم في القمة.
كما أن كبار المديرين التنفيذيين وقادة شركات كبرى مثل برايان تشيسكي؛ المدير التنفيذي لـ«إير بي إن بي». وتيم كوك؛ المدير التنفيذي لـ«آبل» بدأوا يتحدثون بصراحة عن الأعباء النفسية المرتبطة بهذا المنصب.
كبار المديرين التنفيذيين يفكرون في ترك مناصبهم
كذلك تشير دراسات إلى أن ما لا يقل عن 40% من كبار التنفيذيين يفكرون في ترك وظائفهم بسبب شعورهم المتزايد بالعزلة وانخفاض طاقتهم. وفقًا لأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد. فيما أظهرت دراسة أجرتها «ديلويت» عام 2022 أن نحو 70% من القادة في المستويات العليا يفكرون جديًا في الانتقال إلى وظائف تدعم رفاهيتهم النفسية بصورة أفضل.
ولتجنب هذه العزلة، بدأ بعض المؤسسين والمديرين التنفيذيين بالخروج من بيئة العمل والتركيز على صحتهم النفسية.
فعلى سبيل المثال، واجه بليك مايكوسكي؛ مؤسس شركة «تومز»، نوبات من الاكتئاب والوحدة بعد أن حول شركته الصغيرة للأحذية إلى مؤسسة بمليار دولار. وشعر بأن عمله فقد معناه الأصلي. فقرر المشاركة في خلوة روحية لمدة ثلاثة أيام لتحسين حالته النفسية.
أما سيث بيركوفيتز؛ مؤسس ومدير «إنسومنيا كوكيز» التي تقدر قيمتها بـ350 مليون دولار. فيحذر رواد الأعمال الطموحين بقوله: «هذا المنصب ليس للجميع. إنه منعزل، إنها حياة وحيدة فعلًا».
الوحدة تتفاقم
كذلك تحدث برايان تشيسكي، المدير التنفيذي لـ«إير بي إن بي» بصراحة عن الشعور بالوحدة الذي يلازمه رغم نجاحه الهائل. مشيرًا إلى أنه عاش طفولة انعزالية بسبب اهتماماته المختلفة. لكن وحدته تفاقمت عندما أصبح مديرًا تنفيذيًا.
كما قال في مقابلة مع جاي شيتي: «كلما صعدت إلى قمة الجبل. وجدت عددًا أقل من الأشخاص معك. لم يخبرني أحد كم ستكون هذه الرحلة وحيدة».
ويرى تشيسكي أن الحل هو في تقاسم السلطة. وعدم ترك عبء القيادة النفسي على شخص واحد. مضيفًا:
«نعيش اليوم في واحدة من أكثر الفترات وحدة في تاريخ البشرية. في الماضي، لو كان الناس بهذه الوحدة. لما تمكنوا من البقاء على قيد الحياة دون جماعتهم».
من جانبها تصف إندرا نويي؛ الرئيسة التنفيذية السابقة لـ«بيبسيكو». تجربتها في قيادة شركة بقيمة 209 مليارات دولار بأنها كانت معزولة تمامًا:
«لا يمكنك التحدث مع زوجك دائمًا. ولا مع أصدقائك لأن الأمر يتعلق بأسرار الشركة. ولا مع مجلس الإدارة لأنهم رؤساؤك. ولا مع موظفيك؛ لأنهم يعملون تحت إدارتك. لذا تجد نفسك في موقع بالغ الوحدة».
ولأنها لم تجد من تتحدث له، لجأت إلى نفسها قائلة:
«كنت أتكلم مع نفسي، أنظر إلى المرآة. أصرخ، أبكي قليلًا، ثم أضع أحمر الشفاه وأخرج. كان هذا ملاذي الوحيد».
كذلك كارول تومي؛ المديرة التنفيذية لـ«يو بي إس»، قبل أن تتولى تومي قيادة شركة الشحن العملاقة «يو بي إس» البالغة قيمتها 75 مليار دولار. حذرها البعض من أن المنصب الأعلى يعني عزلة حتمية. كما قالت:
«كنت أقول لنفسي: كم يمكن أن تكون الوحدة سيئة؟ لا يمكن أن تكون بهذا السوء».
لكنها اكتشفت العكس بعد توليها المنصب:
«إنها وحدة استثنائية. عندما تكون جزءًا من فريق تنفيذي، تبقون معًا.. لكن الآن، ينتظر فريقي خروجي من الاجتماع ليبدأوا النقاش معًا. هذا هو الواقع، ويجب أن أعتاد عليه. لكنها تجربة وحيدة جدًا».
المصدر: فورتشن


