يعد تدريب الموظفين الجدد أول تواصل حقيقي بين الموظفين وزملائهم وأول علاقة عملية مع الشركة. حيث تساعدهم على فهم وظائفهم الجديدة وأدائها.
ومع ذلك أشارت بعض الدراسات إلى أن العديد من أصحاب الشركات يتعثرون في تنظيم برامج تدريب للموظفين. وهذا يدفع ما يقارب نصف الموظفين الجدد إلى التفكير في الاستقالة بعد أشهر قليلة من انضمامهم إلى الشركة.
البرامج التدريبية للموظفين.. بين القبول والرفض
في حين تثير عدم قدرة الشركات على إطلاق برامج تدريبية تعليقات من كلا طرفي معادلة التوظيف على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي أغسطس وصف مديرو الموارد البشرية على تطبيق Reddit صعوباتهم في تهيئة بعض الموظفين الجدد للعمل.
كما قال أحد المساهمين ”أرى أيضًا العديد من الموظفين الجدد في حيرة ويواجهون صعوبات. وفي الأيام الأخيرة غادر بعضهم بعد فترة وجيزة من انضمامهم“.
كما أضاف مستحدم على Reddit ”عملتُ مؤخرًا في وظيفة شهدت تغييرًا مستمرًا للموظفين الجدد. لأن كبار المسؤولين لم يرغبوا في منح مديري الأقسام الوقت أو الموارد اللازمة لتهيئة الموظفين الجدد بشكل صحيح“.
ورد عليه مستخدم باسم in_and_out_burger قائلًا: ”غادرت في وقت الغداء خلال اليوم الأول من عملي“.
إحباط الموظفين الجدد من نظام العمل
علاوة على ذلك أظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة Software Finder. والذي شمل 1011 موظفًا تم تعيينهم خلال العامين الماضيين. أن 48% من المشاركين يخططون لترك وظائفهم التي حصلوا عليها مؤخرًا بسبب سوء التدريب؛ ما يعكس شعور الموظفين بالإحباط والفشل.
بينما يعتبر هذا المعدل أعلى بنسبة تزيد على الثلث من نسبة 32% من الموظفين الجدد الذين يخططون للاستقالة والبحث عن وظيفة جديدة لأسباب أخرى غير عدم فاعلية عملية التهيئة.
كما يعكس الفرق بين هاتين الإحصائيتين أهمية استمرار الشركات في التركيز على إجراءات التهيئة وتحسينها باستمرار لمساعدة الموظفين الجدد على أن يصبحوا أكثر فاعلية ويشعروا بالراحة في وظائفهم الجديدة.
وعلى الرغم من أن بعض الموظفين حظوا بتجربة إيجابية إلا أن الكثيرين شعروا بالإحباط بسبب البرامج التدريبية. حسبما ورد في تقرير Software Finder عن نتائج الاستطلاع.
فيما وصف حوالي 46% من المشاركين الجدد المرحلة بأنها ترحيبية. ورأى 34% أنها منظمة جيدًا. ومع ذلك وصفها نحو 3 من كل 10 بأنها غير منظمة. في حين أشار أكثر من ربعهم إلى أنها سريعة أكثر مما ينبغي.
معدل الرضا عن أداء البرامج التدريبية
من ناحية أخرى قال 28% من المشاركين في الاستطلاع إن التدريب الأولي الذي تلقوه مؤخرًا أعدهم للعمل الذي تم تعيينهم لأدائه. وأضاف 67% من المشاركين أن البرنامج التدريبي لم يكن ذا صلة بالمهام الفعلية التي تنطوي عليها وظائفهم. كما أنه فشل في تعريفهم بثقافة الشركة.
إضافة إلى ذلك أجرت منصة تدريب الموظفين TalentLMS وشركة إدارة الموظفين والرواتب والمزايا BambooHR استطلاعًا آخر لقياس مستوى رضا الموظفين.
وأكدت النتائج أن 1156 موظفًا أمريكيًا تم تعيينهم خلال الـ 12 شهرًا الماضية. حيث أوضح 39% من المشاركين أنهم غير راضين عن قرارهم بالانضمام إلى شركاتهم الجديدة أثناء امتثالهم لبرامج التدريب. كما ارتفعت هذه النسبة إلى 49% بين جيل Z.
في حين اشتكى 52% من المشاركين من أن عملية التعيين اهتمت بالتفاصيل الإدارية والقوانين الرسمية الأخرى لمهامهم الجديدة أكثر من اللازم. بينما كان من الممكن أن توفر الشركة تدريبًا مهنيًا للتعرف على المهام المطلوبة.
وأيضًا اعترض 31% من المشاركين من جيل الألفية. و47% من جيل Z على تلقي كميات ضخمة من المعلومات عن الشركة في وقت واحد. ما تسبب في الشعور بعدم التركيز وصعوبة فهم المشاركين في الاستطلاع لأعمالهم الجديدة وأدائها بسرعة أكبر.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات عدم الرضا عن عملية التهيئة التي أكدها الموظفون الجدد في كلا الاستطلاعين، اقترح المشاركون أفكارًا حول تطوير برامج التدريب الخاصة بهم.
شروط البرنامج التدريبي الناجح
كذلك ذكر المشاركون في استطلاع Software Finder أن أهم ما يفضلونه هو الحصول على نظرة عامة واقعية على مسؤوليات الوظيفة. والتدريب العملي على العمل والمراقبة.
كما اقترحوا تعيين موظف مخضرم ليكون مرشدًا للموظفين الجدد. بالإضافة إلى تنظيم أنشطة لتعزيز الترابط بين أعضاء الفريق أثناء عملية التهيئة. ومتابعة مستمرة من قبل المديرين بعد انتهاء العملية.
فيما اقترح 70% من المشاركين في الاستطلاع تحديد إجراءات ثانوية لإعادة التوجيه بعد ستة أشهر إلى سنة من انتهاء العملية الأولية.
وقالوا إن الهدف الرئيس من ذلك هو سد أي ثغرات متبقية في الأداء الوظيفي. بالإضافة إلى السماح للمديرين بتحديد نقاط القوة التي طورها الموظفون الجدد والبناء عليها.
بالتالي يتعين على أصحاب الشركات تطوير البرامج التدريبية باستمرار. كما يجب علىهم التفاعل مع موظفيهم الجدد للحصول على ملاحظات حول مدى نجاح العملية بالنسبة لهم. إلى جانب تقديم دعم إضافي في المجالات التي يجهلون التعامل معها.
المقال الأصلي: من هنـا