من الجيد أن تحاول لكن من المهم أيضًا أن تعرف متى تكف عن المحاولة، أو، بمعنى ألصق بموضوعنا، أن تعرف متى تخرج من المشروع نهائيًا، بيد أنه من الواجب الإشارة إلى تلك الحمولة الدلالية التي يحملها هذا السؤال، تلك التي تعني، ضمنًا، أن إغلاق المشروع أو الخروج منه أمر وارد.
والحق أنه ليس أمرًا واردًا فحسب، وإنما قد يكون محتمًا في بعض الظروف _كما سنبين ذلك فيما بعد_ فالفشل هنا وارد، واحتمالات انحراف المشروع عن مساره الذي رسمته له من قبل واردة أيضًا، وبالتالي فإن الخروج من المشروع هو الأمر المنطقي الذي لا بد منه.
اقرأ أيضًا: دعم رائدات الأعمال بعد كورونا.. أولوية اقتصادية ومطلب اجتماعي
قرار الخروج
حتى وإن عرفت متى تخرج من المشروع فإن قرار الخروج نفسه لن يكون سهلًا، فأن تعلم أنه يجب عليك الخروج من المشروع وإنهائه شيء وأن تخرج بالفعل شيء آخر، وجزء مما يجعل الأمر سهلًا أن هناك ارتباطات عاطفية بين رواد الأعمال ومشاريعهم في أغلب الأحوال.
وليس سهلًا على الجميع الاعتراف بالفشل _رغم أن هذه واحدة من أهم المهارات التي على رواد الأعمال إتقانها_ علاوة على أن البعض يظن أن هذا جرح لكبريائهم.
ناهيك عن كونه أمرً محبطًا حقًا؛ فأن تبذل كل هذا الجهد الشاق والمضني في مشروع ما ثم تتبين فيما بعد أنك تحرث في الماء وأن جهودك لا تؤتي ثمارها فتلك مسألة جد محزنة.
اقرأ أيضًا: طريق ريادة الأعمال.. خيار الضرورة للاستقلال
متى تخرج من المشروع نهائيًا؟
وكي تكون على بينة من أمرك، فتعرف أنه يجب عليك الإعراض عن هذا المشروع، أو تتيقن أن الاستمرار هو الواجب فسوف يحاول «رواد الاعمال» تقديم بعض العلامات التي تصلح كإجابة عن سؤال: متى تخرج من المشروع نهائيًا؟
والعلم بهذه الأمور على قدر كبير من الأهمية؛ تخيل مثلًا أن تخرج من مشروع لديه فرص نجاح عالية لكن ليس الآن فيما بعد، فإذا اتخذت قرار الخروج فهذا معناه أنك تفوّت على نفسك الكثير من الفرص والمكاسب.
وعلى أي حال، إليك الإجابة عن سؤال: متى تخرج من المشروع نهائيًا؟
-
انطفاء الشغف
ريادة الأعمال، كما تعلم، قائمة على الشغف، هو وقودها وعمادها، ومن ثم لا وجود لها من دونه، وأغلب رواد الأعمال يبدأون مشروعاتهم بشغف كبير، وحماس عالٍ، إلا أن استمرار الشغف ذاك وتلك الهمة العالية من ضمانات النجاح في هذا المجال المفعم باللايقين.
أما إذا انطفأ شغف رائد الأعمال بمشروعه فتلك ستكون بداية النهاية، وإذا شعرت بأن المشروع بات يمثل عبئًا عليك، أو أنك لا تفكر سوى في الأمور الروتينية ففي هذه الحالة عليك أن تفكر في أمر آخر.
اقرأ أيضًا: نصائح وارن بافيت لرواد الأعمال.. دروس ملهمة
-
الخسائر المحتمة
رواد الأعمال لا يؤسسون أعمالهم ومشاريعهم من أجل المال، هذا صحيح ولا مرية فيه، والخسارة الحالية قد لا تصلح كإجابة عن سؤال: متى تخرج من المشروع نهائيًا؟ فكم من مشاريع وشركات عملاقة مُنيت بخسائر فادحة في البداية.
والخسارة الحالية لا تعني أنه يجب عليك إدارة ظهرك للمشروع، لكن إذا خسرت في الوقت الحالي وكل القرائن تقول إنك ستخسر في المستقبل أيضًا؛ فقد عرفت بنفسك متى تخرج من المشروع نهائيًا؟
اقرأ أيضًا: “IFundWomen” برهان على نجاح الرائدات ذوات البشرة الداكنة
-
كره العملاء
قد تبدو هذه المسألة غريبة بعض الشيء وخارجة عن سياق إجابتنا عن السؤال: متى تخرج من المشروع نهائيًا؟ لكن الأمر ليس كذلك؛ فالأصل أن هذا المشروع أو ذاك وُجد من أجل خدمة شريحة معينة من العملاء.
ونمو نشاطك التجاري متناسب طرديًا مع مدى رضا العملاء عنه، ومدى جودة خدمتك لهم ومدى سعادتك بإسعادهم، وهذا ما يجعلك سعيدًا في المقابل.
لكن إن تبدلت الأمور وبدأت تشعر بأن هؤلاء العملاء مجموعة من الأشرار أو البغيضين كثيري الشكوى؛ فالمؤكد أن ذاك جرس إنذار خطير، كما أنه لا يرجى منك، وأنت تفكر في عملائك على هذا النحو، أن تقدم شيئًا ذا بال.
اقرأ أيضًا: أفضل 23 طريقة لكسب المال من المنزل خلال عام 2021
-
التقاعس والإرجاء الدائم
إذا أردت أن تعرف حقًا متى تخرج من المشروع نهائيًا فارقب نفسك في الصباح قبل الانخراط الفعلي في العمل؛ فإذا كنت تستغرق وقتًا طويلًا للاستعداد للعمل، أو تحتسي الكثير من القهوة قبل فتح بريدك الوارد أو مكالمة هذا العميل أو ذاك، فذاك يعني أولًا أن المشروع بات عبئًا عليك، وأنه لا شغف لك به ثانيًا.
ومن ثم فإن القرار الأمثل هو أن تخرج من هذا المشروع وألا تهدر فيه وقتك.
اقرأ أيضًا:
صفات رائد الأعمال الناجح.. كيف تطوّر من نفسك؟
دروس أساسية لنجاح الأعمال.. عصارة تجارب السابقين
نماذج لرواد الأعمال حول العالم.. شخصيات ملهمة