في ظل الانتشار السريع لمفوم ريادة الأعمال بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، بدأ السوق العالمي يكتظ بالكثير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تُعد أبرز الأدوات المهمة للتعبير عن هذا المفهوم، فبلا شك أن الانتشار السريع لمفهوم ريادة الأعمال دفع الكثير من الأشخاص إلى إنشاء مشروعاتهم الخاصة لتحقيق دخل إضافي أو أساسي، سواء كانت هذه المشروعات صغيرة أو متوسطة، وهنا قد يتساءل البعض: ما الفرق بين المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي نسمع عنها؟
في هذا الصدد، أثبتت بعض الدراسات أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تُمثل نحو 92% من إجمالي الشركات في أغلب اقتصاديات العالم؛ حيث توفر ما بين 58% و65% من إجمالي فرص العمل، كما أفادت بأن هذه المشروعات تُسهم بحوالي 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، إضافة إلى أنها تُمثل نحو 70% من إجمالي الناتج القومي في أوروبا، إذن تلعب المشروعات الصغيرة والمتوسطة دورًا كبيرًا في توفير فرص العمل، فضلًا عن مساهمتها بشكل كبير في إجمالي القيمة المضافة وتوفيرها السلع والخدمات بأسعار تناسب شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود.
الفرق بين المشاريع الصغيرة والمتوسطة
يبدو أن الفرق بين المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ من حيث اختلاف المعايير والمقاييس المعتمدة في القطاعات الاقتصادية واختلاف مراحل النمو الصناعي والتقدم التكنولوجي، هو أمر مُثير للجدل والنقاش خاصة بين الخبراء والمتخصصين، وتُشير بعض التقارير الصادرة من منظمة العمل الدولية مؤخرًا إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحتوي على أكثر من 25 تعريفًا مختلفًا، إضافة إلى تباين في التعريف بين المنظمات الدولية والإقليمية.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات وأدوات.. فرص تحسين متجرك الإلكتروني
ربما حسم البنك الدولي هذا الأمر، وأفاد بأن المشروعات الصغيرة هي التي يعمل بها حتى 50 عاملًا وإجمالي الأصول والمبيعات لها تصل إلى 3 ملايين دولار، كما أن المشروعات المتوسطة هي التي يعمل بها حتى 300 عامل وإجمالي الأصول والمبيعات تصل حتى 10 ملايين دولار.
أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة
بطبيعة الحال، تعتمد المشاريع الصغيرة والمتوسطة على العمالة المكثفة؛ حيث تلعب دورًا كبيرًا جدًا في عملية توفير فرص الاستخدام بما يخفف من حدة الفقر؛ إذ إنها كثيرًا ما توفر فرص عمل مقابل أجور معقولة للعمال من الأسر الفقيرة، كما تُسهم أيضًا في رفع كفاءة تخصيص الموارد في الدول النامية، وتُدعم بناء القدرات الإنتاجية الشاملة، فهي تساعد في استيعاب الموارد الإنتاجية على مستويات الاقتصاد كافة، وتسهم في إرساء أنظمة اقتصادية تتسم بالديناميكية والمرونة تترابط فيها الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبلا أدنى شك أن التطور التكنولوجي الكبير والمتسارع أدى إلى زيادة معدل تغير التقنية الإنتاجية المستخدمة في العديد من الصناعات المختلفة.
اقرأ أيضًا: أشهر تطبيقات الكتب الصوتية.. ملاذ الهروب من صخب الحياة
مميزات المشاريع الصغيرة والمتوسطة
ويرصد موقع “رواد الأعمال” مميزات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي جاءت كالتالي:
– تعمل على تغطية الطلب المحلي بالمنتجات التي يصعب إطلاق صناعات كبيرة لإنتاجها.
– توفير العديد من فرص العمل وبكلفة استثمارية منخفضة؛ نظرًا لطبيعة ونوعية الفن الإنتاجي المستخدم.
– سهولة تأسيسها، فهي ليست بحاجة إلى رأس مال كبير أو تقنيات تكنولوجية متطورة.
– قدرتها على الإنتاج والعمل في مجالات التنمية الصناعية والاقتصادية المختلفة.
– تعمل على استغلال مدخرات المواطنين والاستفادة منها في الميادين الاستثمارية المختلفة.
– التقليل من الاستيراد وتوفر المنتجات التي يحتاجها السوق المحلي.
– تتمتع بقدر من التكييف وفقًا لظروف السوق، سواء من حيث كمية الإنتاج أو نوعيته.
– تلعب دورًا مهمًا في امتصاص البطالة التي في الأغلب تتصف بتدني مستواها التعليمي والمهني.
صعوبات ومعوقات
عادة ما تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة الكثير من الصعوبات والتحديات التي قد تُعيق عملية الاستمرار في هذه المشروعات والحد من قدرتها على العمل ومساهمتها في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
– صعوبات تمويلية
في كثير من الأحيان تعتمد المشاريع الصغيرة والمتوسطة على التمويل الذاتي، وبالتالي فهي تعمل في حدود الإمكانيات المالية المحدودة المتاحة لها، وتواجه هذه المشاريع صعوبات تمويلية ترجع إلى تردد بعض المصارف التجارية في منح هذه المؤسسات قروضًا ائتمانية متوسطة أو طويلة الأجل ما لم تقدم ضمانات وافية لهذه المصارف، ويُعتبر التمويل المتاح في بعض الأحيان لهذه المشاريع غير مناسب لاحتياجاتها التمويلية؛ نظرًا لانخفاض مدة الائتمان.
– صعوبات تسويقية
تختلف الصعوبات التسويقية باختلاف طبيعة ونوعية المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ حيث إن انخفاض الإمكانيات المالية لهذه المشاريع يؤدي إلى ضعف الكفاءة التسويقية نتيجة لعدم قدرتها على توفير معلومات عن السوق المحلي والخارجي وأذواق المستهلكين، لا سيما أن المستهلك المحلي للمنتجات الأجنبية المماثلة في بعض الأحيان _بدافع التقليد أو المحاكاة أو لاعتياده على استخدام هذه السلع الأجنبية_ يحد من حجم الطلب على المنتجات المحلية التي تُقدمها المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما تُعاني هذه المشاريع من نقص المعلومات والإحصاءات المتاحة خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات المنافسة وشروط ومواصفات السلع المنتجة وأنظمة ولوائح العمل والتأمينات الاجتماعية.
– صعوبات فنية
في أغلب الأحيان تلجأ بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى استخدام أجهزة ومعدات قد تكون بدائية أو أقل تطورًا عن تلك المستخدمة في المشروعات العملاقة، ولا تتبع أساليب الصيانة أو الأساليب الإنتاجية المتطورة التي تساعدها في تحسين جودة منتجاتها بما يتماشى مع المواصفات العالمية في الأسواق الدولية.
اقرأ أيضًا:
كيف تختار شعار مشروعك التجاري؟