لا تُعد الإجابة التي وردت على ذهنك عندما قرأت هذا السؤال: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ صحيحة؛ فالمال ليس هو الشغل الشاغل لأغلب رواد الأعمال الناجحين، ولا حتى لأولئك الذين يفكرون في إطلاق مشروعاتهم، وإنما هناك دائمًا قصة خفية، وهدف مطمور يبتغون تحقيقه والوصول إليه.
وهناك أمر آخر، فإذا توجهنا إلى العديد من رواد الأعمال الناشئين أو المخضرمين على حد سواء، وسألنا كل واحد منهم: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ فإن الإجابات ستكون مختلفة، وعادة ما يكون لدى كل واحد منهم هدف يخصه يختلف عن أسباب الآخرين.
اقرأ أيضًا: استراتيجية عمل لشركات عائلية مستدامة
ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟
إذًا، الدوافع التي تحفز الناس على الدخول إلى مجال ريادة الأعمال ومحاولة خوض غمار تجربة العمل الحر عديدة ومتنوعة، ومع ذلك فما زال بالإمكان حصر أكثر الدوافع شيوعًا، تلك التي يمكن الإشارة إليها على النحو التالي..
-
الحرية
لو توجهت إليّ شخصيًا وسألتني: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ فلن أتردد في إخبارك: إنه نشدان الحرية، صحيح أن بعض الناس قد يفكرون في جمع المال، لكن الهدف الأساسي المبتغى من وراء جمع المال هو الحرية، ندرك أن بعض الناس يتخذون من جمع المال هدفًا حصريًا لهم، ولا مجال هنا لتحليل هذه النقطة وبيان إيجابياتها وسلبياتها.
المهم أن الحرية قد تكون أولى تلك الإجابات عن السؤال المطروح هنا: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ فكثير من الناس يأبون فكرة التقيد بقواعد لم يضعوها بأنفسهم، ويرغبون دائمًا في وضع قواعد لعبتهم الخاصة.
اقرأ أيضًا: المعايير الذهبية لاختيار أسماء المشاريع الناجحة
-
المغامرة
تلك أيضًا إحدى الإجابات الذائعة على السؤال: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ فبحسب كثيرين فإن الحياة الجديرة بأن تُعاش هي الحياة التي تنطوي كل يوم على مغامرة جديدة، والتي تقودنا كل يوم إلى تحدٍ جديد.
هكذا يمكن للمرء أن يحيا سعيدًا، أو على الأقل يدرك جوهر الحياة ومعناها، وإذا كانت المغامرة رغبتك فلن تجد أفضل من ريادة الأعمال توفر لك هذا المبتغى، فأنت هنا أمام شيء جديد كل لحظة تقريبًا، ومطلوب منك أن تخاطر بجهدك ومالك من أجل الظفر بفرصة ما لاحت في الأفق من بعيد.
اقرأ أيضًا: اختيار موقع المشروع.. استراتيجية للنجاح
-
التأثير وتغيير العالم
الذين يجيبون عن سؤالنا: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ بالقول: «تغيير العالم» هم وحدهم الذين فقهوا عن حق جوهر ريادة الأعمال، كما نفهمها نحن على الأقل؛ أي أنها فن تغيير العالم وإحداث أثر فيه.
ورائد الأعمال من هذا النوع طموح إلى أبعد حد، ولا يقنع سوى بالوصول إلى النجوم، كما أن هؤلاء _الذين يجيبون عن السؤال: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ بالقول: «تغيير العالم»_ قوم مسؤولون؛ فإنما يبغون الإسهام في معالجة أدواء العالم وحل مشكلاته؛ لذلك لا يكفون عن إطلاق مشروعات وطرح رؤى بل حتى منتجات؛ أملًا في تغيير حياة الناس وتحسين مستوى معيشتهم.
اقرأ أيضًا: كيف يعرض رواد الأعمال مشروعاتهم باحترافية؟
-
الشعور بالإنجاز
عندما تعمل لصالح شركة، فإنك تبذل قصارى جهدك لتحقيق أهداف شخص آخر؛ لذلك هناك شعور بالإنجاز مفقود بالنسبة للعديد من الموظفين الذين يعملون في مستويات هرمية أقل.
عند تأسيس عمل جديد، يعمل رواد الأعمال على تحقيق أهدافهم الخاصة، ومن ثم يتمتعون بشعور كبير بالإنجاز؛ من خلال الوصول إلى أهدافهم، بل يتولد لديهم حافز إضافي لوضع أهداف جديدة.
إن الشعور بالإنجاز في مراحل مختلفة من دورة حياة العمل يحفز الناس على المخاطرة بإنشاء الأعمال التجارية وإدارتها.
لكني، علاوة على ما فات، أود المغامرة بالقول: إن ريادة الأعمال قد تكون علاجًا وجوديًا ونفسيًا لكثير من المشكلات التي نعاني منها في حياتنا؛ فعندما تعثر على شيء نافع يشغلك بالكلية، ويدر عليك المال، بل يوفر لك المرونة والحرية والاستقلالية، فلا شك أن نظرتك لنفسك سوف تتغير، وسوف تمسي شخصًا مختلفًا عما كنت عليه من قبل، أكثر نفعًا وإيجابية.
اقرأ أيضًا: كتابة خطة عمل المشروع الجديد.. نصائح وخطوات
-
صنع الثروة
لا أريد أن أستبعد هذه الإجابة من الإجابات التي طرحناها عن السؤال محل النظر: ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ فلا شك أن السعي إلى الربح هدف _أساسيًا كان أم ثانويًا_ لدى رواد الأعمال.
وأغنى الناس في العالم، بمن فيهم جيف بيزوس وبيل جيتس ووارن بافيت؛ هم رواد أعمال في الأصل، ويمتلكون جميعًا حصة من الأسهم في الشركات التي أسسوها. ومن ثم يعد تكوين الثروة أحد العوامل التي تحفز الشخص على أن يصبح رائد أعمال.
اقرأ أيضًا:
ميزات المشاريع الناشئة.. الوجه الآخر للحقيقة
تأثير التكنولوجيا في الصناعة.. السرعة ورفع معدلات الإنتاج
اختيار فكرة المشروع الصغير.. ما الخطوات؟