تسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد وفاة الشيخ زايد مؤسس الدولة وذلك في الثالث من نوفمبر 2004، ليصبح ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ولد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة العين في يناير 1948 وعاصر فترة تأسيس الدولة حيث كان مع المؤسس في كل خطواته لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وشغل سموه منصب ممثل حاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم وكان عمره 19 عاماً فقط، وعين ولياً لعهد أب ظبي في العام 1969 وعمره 21 سنة، في حين تولى سموه رئاسة دائرة دفاع أو بظبي في العام نفسه، وذلك قبل اتحاد الإمارات في العام 1971.
وفي الأول من يوليو عام 1971 تولّى صاحب السمو الشيخ خليفة رئاسة أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبو ظبي أو ما يعرف بالمجلس التنفيذي، إضافة إلى تقلّد حقيبتي الدفاع والمالية في هذا المجلس .
و شغل سموه إلى جانب مسؤولياته المحلية، منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية، التي تم تشكيلها في ديسمبر عام 1973 بعد إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال رئاسة سموه للمجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي أشرف وتابع مشاريع التطوير والتحديث التي شهدتها الإمارة كافة، وتولّى الإشراف على ما عُرف بمفاوضات المشاركة النفطية، التي أعادت صياغة السياسة النفطية، ووضعت الأسس لعلاقة أكثر عدلاً وإنصافاً مع الشركات النفطية الأجنبية، ومتابعة لهذا الدور، تولى سموه رئاسة المجلس الأعلى للبترول، وهو المنصب الذي لا يزال يشغله حتى الآن، ويعدّ المجلس الأعلى للبترول المرجعية العُليا في العلاقة مع شركات النفط العاملة في إمارة أبو ظبي، وهو المشرف الأعلى على سياسة الصناعة البترولية في الإمارة تنظيماً، وتنقيباً، وإنتاجاً .
كما شكل سموه جهاز أبو ظبي للاستثمار، الذي يشرف على إدارة الاستثمارات المالية للإمارة، ضمن رؤية إستراتيجية لتنمية الموارد المالية وللمحافظة على مصادر دخل مستقرة للأجيال المقبلة. وقد أسهم هذا الجهاز بفضل قيادة سموه ومتابعته، في تدريب وتأهيل نخبة من الكوادر الوطنية التي تبوأت مناصب رفيعة في الأجهزة الحكومية سواء الاتحادية أم المحلية، ويضم جهاز أبو ظبي للاستثمار أصولاً مالية تتراوح ما بين 800 إلى 900 مليار دولار، ليعتبر ضمن أكبر الصناديق السيادية العالمية.
اهتمامه بأبناء وطنه
ومن بين أبرز مبادرات سموه التنموية التي تركت أثرا اجتماعيا عميقا، إنشاء دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية، التي عُرفت (بلجنة الشيخ خليفة)، وترجمت أنشطة هذه الدائرة مفهوماً فلسفياً عميقاً في توزيع الثروة على المواطنين، حيث قامت بتقديم تمويلات سخية للمواطنين بدون أي فوائد، لإنشاء مبانٍ تجارية تدرّ عليهم عوائد مالية دورية.
وأسهم ذلك في زيادة دخول المواطنين ورفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي من جهة، كما ساعد في ازدهار النهضة العمرانية في البلاد من جهة ثانية، وبلغ إجمالي الاستثمارات في المشاريع التي نفذتها هذه الدائرة منذ إنشائها في العام 1981 أكثر من 35 مليار درهم، أنجزت خلالها أكثر من 6 آلاف من الأبراج السكنية والمجمعات التجارية الحديثة في أبو ظبي والعين وغيرها من المناطق في الإمارة على أن انصراف سموه لإدارة الشأن المحلي في أمارة أبو ظبي، لم تمنعه من الإسهام في الكثير من المهام والشؤون الاتحادية، فإضافة إلى الدور الذي لعبه عند قيام الاتحاد من خلال منصبه، كنائب لرئيس مجلس الوزراء، تولّى سموه منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إثر القرار التاريخي الذي اتخذه المجلس الأعلى للاتحاد في مايو عام 1976، بدمج قوى الدفاع المحلية في كل إمارة من إمارات الاتحاد، تحت مظلة قيادة اتحادية واحدة، ولتصبح شؤون الدفاع من بين المسؤوليات الحصرية للدولة الاتحادية .
تطوير البنية التحتية
وأعطى سموه خلال رئاسته للمجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، اهتماماً كبيراً لمشاريع تطوير وتحديث البنية التحتية، ومرافق الخدمات المختلفة. وعمل على بناء جهاز إداري حديث، ومنظومة تشريعية متكاملة، باعتبار ذلك أساسا لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وبعد توليه مقاليد الرئاسة أطلق سموه مبادرة لتطوير تجربة السلطة التشريعية، لتعديل أسلوب اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بحيث يتم الجمع بين الانتخاب والتعيين كخطوة أولى، تتيح في نهاية المطاف اختيار أعضاء المجلس عبر انتخابات مباشرةز
ويحرص سموه على أن تكون دولة الإمارات عنواناً عريضاً في مد يد العون والمساعدة والمساندة إلى كل محتاج من دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الدّين أو الجنس .. وأسهمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مساهمة فعالة في المشاريع الإنسانية المختلفة في أكثر من 40 بلداً حول العالم وأوجدت نموذجا تنمويا قويا ومتميزا أصبح محط أنظار العالم .
إيمانه بأهمية التعليم
يؤمن سموه بأهمية التعليم في مسيرة التنمية وجاء ذلك في خطابه بمناسبة العيد الوطني حيث أشار إلى أنه لا مستقبل أيضا لتنمية لا تقوم على تعليم متطور يرتكز على منظومة متكاملة محورها المعلم و نحن إذ نعتز بالمعلم ركيزة العملية التعليمية..فإننا نحرص على الارتقاء بأوضاعه و تحسين بيئة عمله و قطعنا خطوات متقدمة في تطوير نظامٍ تعليمي عصري يواكب التطورات..يتخذ من ثقافة المجتمع منهجا ومن تلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية هدفا بناء لإنسان صالح وقوة عمل مؤهلة قادرة على حماية مكتسبات الاتحاد و الوفاء بأعباء التنمية والمشاركة في إدارة شؤون الدولة..كما نعمل على تمكين المرأة والشباب ورعاية الأمومة والطفولة و تشجيع الاستثمار في المجالات الأكثر قدرة على تطوير المعرفة ورفع الكفاءة وتعميق قيم العمل والانجاز و نشر ثقافة التطوع والمشاركة المجتمعية وتحقيقا لهذه الأهداف ندعو لتبني خطة وطنية للتنمية الرياضية تؤسس لبنية تحتية متطورة للرياضات الحديثة والتراثية فالرياضة مدرسة تعمق روح الانتماء والمنافسة و تمنح الأفراد حياة بدنية وعقلية صحية تدفعهم إلى المزيد من العمل والإنتاج.
هواياته
يمارس سموه عدداً من الهوايات، فهو محب لصيد السمك، وبارع في هواية الصيد بالصقور، التي اكتسبها من والده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وضمن اهتمامه بهذا المنشط الرياضي الأصيل، أسهم سموه شخصياً في رعاية برامج ومشروعات للمحافظة على البيئة الطبيعية في مناطق الصيد، وعلى رأسها تحرير الصقور بإعادتها إلى بيئتها الطبيعة، مع نهاية كل موسم صيد، وبرامج إكثار طيور الحبارى، التي تعد الطريدة المفضلة للصقور، وإطلاقها في البرية، ورعاية أبحاث حركة وهجرات الطيور باستخدام التقنيات الفضائية. وقد لقيت مساهمات سموه في هذا المجال تقديراً عالمياً في أكثر من مناسبة ومحفل. وأثمر الدور الذي يلعبه سموه في مجال المحافظة على البيئة في مناطق الصيد، عدداً من علاقات الصداقة الشخصية مع زعماء الدول، التي تشكل مناطق صيد معروفة، خاصة في دول آسيا الوسطى.