بين ثنايا دروب محافظة “الُعلا”، يكمن التراث الأصيل والعراقة التاريخية، التي تحرص المملكة على الاحتفاء بهما في شتاء طنطورة الذي تنطلق فعالياته عقب النجاح الباهر للنسخة الأولى التي اكتسبت شهرة عالمية، في إطار تعزيز رؤية 2030.
ترتفع الطنطورة بشكلها الهرمي، على أسطح أحد الأبنية وسط بلدة العُلا الأثرية كجزء أصيل من البناء، كما اكتسبت أهميتها كنقطة يجتمع عندها أهالي البلدة؛ للاحتفال بموسم الزراعة، ودخول فصل الشتاء.
استطاعت العُلا أن تلعب دورها عبر التاريخ كملتقى للحضارات والثقافات؛ إذ كانت محطة مهمة على طريق التجارة العالمية بدايةً من القرن الأول قبل الميلاد. ومن أراضي الممالك التي تسرد تاريخًا عريقًا، تطلق العد العكسي لفعاليات شتاء طنطورة التي تعود تحت شعار “رحلة عبر الزمن في موقع تاريخي خالد”.
اقرأ أيضًا: العُلا.. ومدائن صالح
محاور موسم شتاء طنطورة
من الأراضي العريقة بالعُلا، تفتح المملكة أبوابها لملايين الزوّار من الداخل والخارج، لحضور مجموعة من الفعاليات التي تشهد على التقاء عدة ثقافات مختلفة، تمتزج فيها عصرية الفن، مع عبق التاريخ.
يبدأ الموسم في التاسع عشر من ديسمبر الجاري، على أن يستمر حتى مارس 2020؛ وذلك وفقًا لعدة محاور تتمثّل في إعادة تجسيد التراث، واحة الثقافة، المغامرة والاكتشاف، إلى جانب الملاذ.
أما عن محاور الموسم، فتأتي كما يلي:
• المحور الأول: إعادة تجسيد التراث
يشمل المحور الأول المتمثّل في “إعادة تجسيد التراث”، وضع الزائر على بداية خارطة جديدة من الاستمتاع بتجربة استثنائية؛ من أجل مشاهدة معالم المدن التاريخية القديمة، الأمر الذي يوفّر لهم إمكانية التعرُف على الحضارات القديمة، عن طريق التجارب المختلفة التي يشرف عليها رواة قصص.
ويمنح هذا المحور لضيوفه فرصة رائعة لمعايشة المواقع التاريخية، والمشاركة في التقاليد المحلية التي اعتادت المنطقة أن تستضيفها، على أن تتيح تجربة أحدث وسائل الابتكار التقنية، مثل: الواقع الافتراضي، وتطبيقات الأجهزة الذكية؛ وذلك في إطار سعيها لتقديم تجربة تفاعلية ممتعة للزوّار، لا تخلو من المعلومات التعريفية عن المواقع التراثية، وحضارة المملكة.
• المحور الثاني: واحة الثقافة
يُعد محور “واحة الثقافة” بمثابة الفضاء الواسع الذي يعكس ألمع النجوم في أمسيات متتالية، تلبّي توقعات عشاق الكلاسيكية والأعمال الأوبرالية، إضافة إلى المواطن السعودي، الذي يرغب في حضور أهم الحفلات العالمية على أراضي المملكة، فضلاً عن تنظيم عروض فنية وثقافية، تعكس الصورة الحضارية إلى المجتمع الدولي، وتؤكد قدرة المملكة على دقة التنظيم؛ استكمالاً لمواسم السعودية.
تُنظم الحفلات على مسرح مرايا الساحر، الذي صُمم خصيصًا ليعكس جمال الجبال العالية، وامتداد الطبيعة الفريدة، إضافة إلى التاريخ الثقافي الغني الذي يحيط بهذه المنطقة.
يضم هذا المحور عددًا من الفنانين العالميين، الذي يقدّمون أنماطًا متنوّعة، في لوحة فريدة يكتبها الفن الراقي، علمًا بأنها تجدّد الموعد للمرة الثانية مع قطبي الموسيقى الكلاسيكية، المصري “عمر خيرت”، واليوناني “ياني”، اللذين يتحدّثان إلى القلوب مباشرة، بلغة النغم الموحدة التي يتقنها العالم أجمع دون تفرقة، وتتناغم الألحان التي لا مثيل لها مع الجماهير، وتبعث إليهم بتحية سلمية كلٍ بلهجته.
ومن المقرر أن يستضيف مسرح مرايا المبهر، النجم الإسباني “إنريكي إيجلسياس” في 21 فبراير المقبل، على أن يُرحب بالفنان الأمريكي “ليونيل ريتشي” في الثامن والعشرين من الشهر ذاته.
• المحور الثالث: المغامرة والاستكشاف
يُقدّم محور “المغامرة والاستكشاف” جرعة عالية من الأدرينالين، عن طريقة تنظيم عدد من الرحلات الخاصة بالطائرات الكلاسيكية، أو إطلاق أكثر من 100 منطاد هوائي.
تستهدف الرحلات الخاصة بالطائرات، أو المناطيد، توفير الفرصة للزوّار، للاستمتاع من أعلى السُحب بمشاهدة معالم المنطقة التي تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، والتعرُف على التاريخ الذي رسم العُلا منذ آلاف السنوات.
ويتسنى للزوّار مشاهدة أكثر من 200 خيّال يتنافسون؛ للحصول على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، لسباق القدرة والتحمل على مسار يبلغ طوله أكثر من 120 كيلو مترًا، والذي يُعتبر ثاني أكبر سباق على مستوى العالم من نوعه.
• المحور الرابع: الملاذ
لا تخلو الرحلة الترفيهية الخاصة بالموسم من تذوّق أهم المأكولات من المطابخ العالمية؛ حيث تتواجد الكثير من المطاعم الدولية الحاصلة على نجمات “ميشلان”.
ويسعى هذا المحور لتقديم الملاذ للزوّار، وتجربة تناول الطعام، تحت أضواء النجوم، وفي الأماكن الهادئة البعيدة عن ضجيج المدن.
وأخيرًا، يظل الموسم الثاني من شتاء الطنطورة، يواصل تعزيزه لرؤية المملكة الطموح، التي تحافظ على جذب الاستثمارات إلى أراضي المملكة، وتعزيز وجود المشروعات فيها، مع دعم قطاعي السياحة والترفيه.
اقرأ أيضًا:
شتاء طنطورة 2019 يحتضن «بطولة العلا لبولو الصحراء» لأول مرة بالمملكة