إن ريادة الأعمال للأطفال تُعتبر ثقافة استثنائية، تعزز من موقف الجيل الصاعد في إثبات الذات، وتطوير مهاراتهم في التعامل مع الحياة برمتها، على الصعيدين العملي والشخصي.
“أرغب بأن أكون طبيبًا أو مهندسًا”؛ هكذا يرد العديد من أطفال العالم العربي، على سؤال: ماذا تريد أن تصبح مستقبلاً؟ إلا أن المجتمع الدولي الحالي يتطلب العديد من الأمور التي يجب ترسيخها في عقول الأطفال، وطرق تفكيرهم، وتعاملهم مع الأمور عامة.
أهمية ريادة الأعمال للأطفال
يعتمد مفهوم ريادة الأعمال للأطفال على تقديم حلول مبتكرة وإبداعية للمشاكل التي قد يقع فيها الطفل، فضلاً عن تعزيز قدرته في التعامل مع الأمور المعقدة، والوصول إلى حلول غير تقليدية، مع الحفاظ على ثقته بنفسه، والسعي لتكوين شخصية ريادية منذ الصغر.
بات الاقتصاد العالمي يعتمد على الشركات الناشئة، وعرض الكثير من الفرص والوظائف، علمًا بأن مفهوم ريادة الأعمال يتعلّق بالعديد من الأمور، بداية من الفكر الإبداعي، وتجهيز دراسات الجدوى، مرورًا بالبحث عن التمويل، والتسويق الجيّد، وصولاً إلى الإدارة بمتطلباتها الكثيرة، وسبل الحفاظ على المسؤولية الاجتماعية، مع التخطيط الصحيح للمشروع، وهو الأمر الذي ينعكس على الحياة الشخصية، ويحتاج إلى تنظيم سليم للوقت، والاستفادة من كل التقنيات الحديثة، وتسخيرها لصالح العمل.
يعشق الملايين من الأطفال الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية المختلفة سواء على الهواتف الذكية، أو الحواسب الآلية؛ وهنا يجب أن يدعم الآباء التفكير العصري وعقل الأطفال الذي يعتبر كالإسفنجة التي تمتص كل ما هو جديد، والحرص على تصدير ثقافة ريادة الأعمال، والاستفادة من التطور التقني، ومساندة قدراتهم للابتكار، والإبداع. وربما يكون طفل اليوم هو رائد أعمال الغد الناجح الذي قد ينضم إلى قائمة أكثر الشباب المؤثرين بالعالم.
“النجاح هو فنّ التنقل من فشل إلى فشلٍ دون أن تفقد عزيمتك”؛ تعتبر هذه المقولة من أكثر ما يمكن أن يؤثر في نفسية الطفل، وهو الأمر ذاته التي يدفعه لتقديم الأفضل، وتحقيق أفضل النتائج مستقبلاً.
يمكن تشجيع الطفل على بيع المقتنيات القديمة التي قد يستغنى عنها؛ من أجل الحصول على المال لشراء لعبة ما، وذلك بدلاً من تكليفهم بعملٍ منزلي لقاء الحصول على هذا المبلغ، هذا الأمر يساعد في تعليمه العديد من المهارات، من بينها الحصول على أفكار مشاريع ناجحة، البحث بطريقة صحيحة عن الوظائف، إضافة إلى مهارات البيع، والتفاوض والإقناع، والتحدُث أمام جمهور.
ريادة أعمال الأطفال Kidpreneurs
استهدف برنامج Kidpreneurs في المملكة، تعزيز الإبداع والابتكار والقيادة، فضلاً عن مهارات تطوير الذات لدى الأطفال؛ لمساعدتهم في اكتشاف ودعم ميولهم وإثراء مواهبهم في بيئة محفزة وداعمة، مع تهيئة الجو العام لهم بالفكر الريادي، بما يؤهلهم ليصبحوا رواد أعمال ناجحين، داعمين لعجلة الاقتصاد الوطني.
وحرص البرنامج على عرض أساسيات الأعمال وريادة الأعمال، وتطوير طريقة اقتصادية للأطفال كعملاء أو موظفين أو عمال في السوق العالمي مستقبلاً، مع تطبيق القدرات الأساسية للرياضيات؛ لتعزيز مهارات التفكير النقدي الضرورية لنجاح الأطفال في المؤسسات مستقبلاً.
الرياديون الصغار
تُعد مبادرة لبناء أجيال من الأطفال الرياديين قادرة على استثمار أفضل للموارد المالية والبشرية بناء على الدراسات العلمية، عن طريق برنامج تدريبي تربوي؛ لتنمية ثقافة الابتكار وريادة الأعمال التراكمية المتزامنة مع عمر الطفل.
وتوفر المبادرة استراتيجية تعزيز التفكير والمهارات الأصلية؛ لتعلُم فنون الابتكار بتوازن وتناسب مدروس منهجيًا، ومفيد معرفيًا، وممتع سمعيًا وبصريًا.
تحرص المبادرة على أن تقدّم للطفل السعودي نموذجًا للريادي والمبتكر الصغير لتكون اللبنة الأولى للمستقبل.
وتستهدف المبادرة تنمية شخصية الطفل وغرس قيمة العمل، إضافة إلى تنمية مهارات التفكير الابتكاري، وتنمية وعيه بأساسيات ريادة الأعمال، مع اكتساب القدرة المالية على إدارة النفقات والدخل المالي، كما تعزز من تنمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، ومهارات القيادة.
تسعى المبادرة إلى توفير بيئة يمكنها أن تحاكي العالم الحقيقي للأعمال؛ في إطار الرؤية الطموح للمملكة 2030، في بُعدها الابتكاري والريادي، الرامية إلى خلق جيل من الأطفال الرياديين والمبتكرين الصغار متفهم لمعنى الاقتصاد، وإنشاء المشاريع الصغيرة، وترسيخ المعلومات والمهارات الأساسية لريادة الأعمال، إلى جانب المعرفة بحقوقهم ومسؤولياتهم؛ لتمكينهم من الاستخدام الأفضل للموارد المالية والبشرية.
بيز وورلد
من جهتها، أكدت هيلين العزيزي؛ رائدة الأعمال الأردنية ومؤسسة منظمة “بيز وورد” التي تهدف لتعليم الأطفال مهارات ريادة الأعمال، ومتطلبات سوق العمل، أنها بعد عقدين من الزمن، تسعى للتوسُع في الشرق الأوسط، علمًا بأنها انطلقت في الإمارات العربية المتحدة عام 2016، ثم بدأت أولى خطواتها في المملكة الأردنية، على أن تصل إلى المملكة العربية السعودية، ومصر قريبًا.
وتعتبر “بيز وورلد” منظمة عالمية بدأت في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأمريكية، كحركة شعبية تهدف إلى تعليم الأطفال المهارات التي يتطلبها سوق العمل والتي لم تكُن تُدرّس على الإطلاق، واستطاعت خلال أكثر من 19 عامًا أن تضم وتلهم أكثر من 600 ألف طفل من مختلف الفئات العمرية.
اقرأ أيضًا:
ماذا تعرف عن كأس العالم لريادة الأعمال؟