يعد داريو أمودي (Dario Amodei)، المولود عام 1983، أحد أبرز الشخصيات التي تقود الجيل الجديد من الابتكار المسؤول في مجال الذكاء الاصطناعي.
بصفته الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة أنثروبيك (Anthropic). جسد “أمودي” نموذج القائد الذي يضع السلامة والأخلاقيات في صميم التكنولوجيا المتقدمة. حتى لو كان الثمن هو الانفصال عن كيانات عملاقة.
الخلفية العلمية المتعددة
- أسس أمودي رؤيته على قاعدة علمية صلبة ومركبة؛ فقد درس الفيزياء في أرقى الجامعات الأمريكية.
- درس في معهد كاليفورنيا للتقنية (Caltech)، ثم حصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة ستانفورد.
- نال درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة برينستون؛ إذ ركزت أبحاثه على الكهروفسيولوجيا والشبكات العصبية؛ ما مهد الطريق لانتقاله إلى علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي.
من القمة إلى التأسيس (OpenAI وAnthropic)
بعد تجارب قصيرة في شركات كبرى مثل بايدو وجوجل، انضم أمودي إلى OpenAI في مراحلها التأسيسية (2016)، حيث شغل منصب نائب رئيس قسم الأبحاث وكان له دور حاسم في تطوير نماذج اللغة الضخمة.
في عام 2021، قاد داريو وشقيقته دانييلا أمودي، ومعهم عدد من كبار الباحثين، عملية انفصال مؤسسية لتأسيس شركة Anthropic. كان السبب الجوهري لهذا الانفصال هو الاختلاف في التوجهات الإستراتيجية المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI) وضمان سلامته.
قيادة منافسة قائمة على المبادئ: تعتبر Anthropic اليوم منافسًا قويًا لـ OpenAI. وهي الشركة التي طورت سلسلة نماذج Claude المتقدمة، مع التزام واضح بـ “السلامة والمسؤولية”.
رفض الاندماج والقيادة: في أواخر عام 2023، رفض أمودي عرض مجلس إدارة OpenAI لتولي منصب الرئيس التنفيذي لها أو دمج الشركتين، مؤكدًا التزامه بالرؤية المستقلة لـ Anthropic.
التأثير والتقييم: أصبحت Anthropic واحدة من أعلى شركات الذكاء الاصطناعي تقييمًا في العالم. وعام 2025، اختارته مجلة Time ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم.
الرؤية المستقبلية (الوفاق): لا يكتفي أمودي بالريادة التقنية، بل يتبنى رؤية فكرية واسعة. فهو يدعو إلى إستراتيجية تعرف باسم “الوفاق” (Concordia)، التي تهدف إلى تحقيق التفوق العسكري للدول الديمقراطية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يجمع بين الابتكار التقني وضرورات الجغرافيا السياسية.
أقوال وحكم داريو أمودي



