لا أحد أن يرغب في أن يظل على حاله، أو لا يبرح مكانه، لكن المؤسف أن هذه الرغبة لا تتمخض عن شيء، إما لعدم الإلمام بعدة خطوات مهمة لتطوير الذات، أو لأن هذه الرغبة غير صادقة، فهي وحدها غير كافية، فكيف إذا لم تكن صادقة من الأساس؟!
وإذا كنا على مشارف نهاية عام، بكل ما مررنا به من أفراح وأتراح، فمن المهم أن نفتتح العام الجديد بتنسّم هواء جديد، وأن نلم حقًا بتلك الخطوات المهمة لتطوير الذات، التي تمكّنك من التغير صوب الأفضل، وأن تصل إلى أفضل نسخة من نفسك.
فمن المعروف أن النفس البشرية ليست واحدة، نتذكر أن فيرناندو بيسوا كان يتحدث عن «كونفدرالية الأرواح». ألم يقل هو نفسه في كتاب «اللاطمأنينة»:
«كل فرد في حد ذاته متعدد وغزير، كل فرد ذوات مضاعفة»؟!
كما كان محمود درويش يقول:
«أنا المتعدد، في داخلي خارجي المتجدد».
وكان يقول أيضًا:
«أنا الفرد الحشود».
غاية ما نبغي قوله هنا، دون إثقالك بالمزيد من الاقتباسات، إنك متعدد، وفي نفسك كل شيء، كل ما تريده، فأي زهرة ستسمح لها بأن تنبت بداخلك وتنمو؟
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على زيادة في راتبك؟.. فرصة لإثبات قيمتك
خطوات مهمة لتطوير الذات
وأملًا في مساعدتك في رحلة التغير، وأن تسمح لأفضل ورودك بالإزهار، يقترح «رواد الأعمال» عدة خطوات مهمة لتطوير الذات، والتي يمكن ذكرها على النحو التالي..
-
تنظيم الوقت
أول خطوة من تلك الخطوات المهمة لتطوير الذات أن تنظّم وقتك، صحيح أن المسألة ليست سهلة، كما أنها تحتاج إلى حزم كبير، سوى أن كل شيء بالتدريب ممكن.
فأول شيء ستحتاج إليك حين تود التغير هو الوقت، الحقيقة لا شيء يمكن إنجازه إلا في وقت وعبر وقت، ومن هنا تنبع أهمية تنظيم الوقت.
ستتعلم، خلال تلك المرحلة، أن تقول «لا» لكل ما يصدك عن أهدافك ويثنيك عنها، كما ستتعلم أيضًا تفويض المهام إلى من يمكنك الاستعانة به، فضلًا عن العمل على التخلي عن كل ما لا جدوى منه. باختصار تنظيم الوقت أو الخطوة العملية الأولى، والتي ستحدث آثارًا إيجابية في حياتك ككل.
اقرأ أيضًا: كيف تصل إلى مرحلة الاستقلال الشخصي؟
-
التعلم والتغلب على العوائق
نحن الآن نتحدث عن خطوات مهمة لتطوير الذات، ونفترض طبعًا أنك راغب في التغيير، وطالما أنت كذلك، فأنت بحاجة إلى تعلم الكثير من المهارات والأشياء الجديدة؛ إنك، على أي حال، تخلع عنك جلدًا قديمًا وترتدي جلدًا جديدًا، إنك تُولد من جديد.
لكن، وخلال سعيك إلى تعلم الجديد، قد تلاحظ أن هناك الكثير من العقبات التي تصدك عن متابعة السير في الطريق التي رسمتها لنفسك. صحيح أن هناك عقبات واقعية لكن الصحيح أيضًا أن كل العقبات ليست كذلك.
فهناك عقبات غير موجودة إلا في ذهنك أنت وحدك، كما أن هناك العديد والعديد من الطرق والخطط البديلة التي تمكّنك من تحقيق ما تريد.
لنفترض مثلًا أنك راغب في ممارسة اليوجا لكنك لا تجد الوقت أو المال، هل تظن أن السبل أُوصدت أمامك؟ كلا ليس الأمر كذلك؛ إذ يمكنك تعلم وممارسة اليوجا عبر الإنترنت، وهذا مثال بسيط على ما يمكنك فعله.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الوهم والخيال.. استقصاء في عالم ما بعد الحقيقة
-
استراتيجية الجلد السميك
تريد الاطلاع على عدة خطوات مهمة لتطوير الذات؟ إليك الاستراتيجية الأهم على الإطلاق، تلك التي أسميها «استراتيجية الجلد السميك»؛ فحين تريد أن تتعير، أن تكون أفضل، فهذا معناه أنك تلد نفسك من جديد، أو، وهذا هو المعنى الأدق تقريبًا، أنك تمسي شخصًا جديدًا.
والطريق لن يكون مفروشًا بالورود، فالخاملون والكسالى لن يدعوك تمر بسلام، وإنما سيضعون العقبات في طريقك، ويصدونك عن السير صدًا، لا تأبه إلى هؤلاء، لا تلقي بالًا للوم أو العتاب _فتلك الأمور أحد معالم وتجليات الثقل_ وهناك من يطلب منك الاعتذار، وهناك آخرون سيظنون بك ظنًا سيئًا.
لا عليك من كل هذا، وواجه الجميع متدرعًا بجلدك السميك؛ فطالما أنك تعرف طريقك فما عليك سوى مواصلة السير.
اقرأ أيضًا: التغلب على التفكير المفرط.. دوامات بلا قرار
-
بناء عادات جديدة
من يريد أن يتغير لا بد أن أول ما سيفعله هو التخلي عن عاداته القديمة، ومخاصمة كل ما درج عليه واعتاده، وأن يطور، عوضًا عن ذلك، عادات جديدة، ستكون على الأرجح عادات الناجحين.
وأصعب ما في الأمر _إذا كنا نتحدث حقًا عن خطوات مهمة لتطوير الذات_ هو صنع واعتياد أمور جديدة، فالعادة لها سحر وسطوة، فأي فعل تعتاده سيكون شبيهًا بالإدمان، لكنك عبر الإصرار ستكون قادرًا على الخلاص من كل ما لا فائدة منه ولا جدوى.
اقرأ أيضًا:
الموهبة أم العمل الجاد؟.. يد واحدة لا تصفق
تنمية الملكات الأساسية في إعداد القادة