عندما لا تعرف كيف تعبر عن رأيك بوضوح فهذا معناه أنك لن تستطيع العثور لذاتك على موطئ قدم بين الذوات الكثيرة المنثورة في هذا الوجود، إنك لست بحاجة إلى أن تتحدث فقط من دون سامع، وإنما أن يتم الاستماع إليك.
وقديمًا قال ميلان كونديرا في كتابه “الضحك والنسيان”:
«فحياة الإنسان بين جنسه ليست سوى معركة للاستحواذ على آذان الآخرين».
إذًا، أنت بحاجة إلى تدشين نوع من التواصل الفعال بينك بين الآخرين، وهذا التواصل هو الكفيل بصنع كل العلاقات التي تحدث بين بني البشر _كل العلاقات تواصل على أي حال_، سوى أن هذا يتطلب منك معرفة ما تريد قوله أولًا، قبل أن تحاول معرفة كيف تعبر عن رأيك؟
اقرأ أيضًا: الحفاظ على الشغف.. كيف تنجو من عثرات منتصف الطريق؟
كيف تعبر عن رأيك؟
والآن يرصد «رواد الأعمال» أبرز الطرق التي يمكنك من خلالها أن تعرف كيف تعبر عن رأيك بوضوح وفعالية، وذلك على النحو التالي..
-
اعرف هدفك
أولى الطرق التي عليك أن تسلكها لكي تعرف كيف تعبر عن رأيك هو أن تدرك هدفك من النقاش أولًا، فمنطق الأشياء أن المرء لا يتحدث من أجل التحدث، وطالما أنك _قبل أن تفتح فمك_ تدرك ما تريد قوله بوضوح، فستجد أنك أقدر على إيصال وجهة نظرك، وأن لديك دفعة ثقة تقودك إلى إدراك الهدف من النقاش وتحقيقه.
وإذا أدرك الناس المحيطون بك أن هدفك من النقاش واضح ومرتسم في ذهنك بأجلى طريقة، فسيمنحون آذانًا كريمة، بل سينصتون إليك وكأن على رؤوسهم الطير.
اقرأ أيضًا: المهارات الناعمة.. كيف تُغيّر حياتك؟
-
لا تنشد الكمال
في أي نقاش، هناك عادة بعض الأمور التي يمكنك التغاضي عنها، وهي أمور ثانوية، ولكنك، على الناحية الأخرى، يجب أن تدرك المطلب الأساسي _كما أسلفنا في النقطة السابقة_ الذي لا يمكنك التخلي عنه؛ لذا عليك ألا تنشد المثالية، فلا تناضل عن رأيك كثيرًا.
فالأجدى من النضال من أجل وجهة نظر قد تغيرها لاحقًا، أن تكون منفتحًا على الآخرين، وتحاول استيعاب ما لديهم من رؤى وتصورات، ففي النهاية الهدف من النقاش ليس إثبات وجهة نظر ما ودحض أخرى، وإنما الوصول إلى أكثر النقاط وجاهة.
تلك هي وجهة نظر يورجين هابرماس؛ عالم الاجتماع الشهير، التي بسطها على أوضح نحو في كتابه «نظرية الفعل التواصلي» وهو كتاب ذائع الصيت، ولحسن الحظ تُرجم إلى العربية مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: طرق صناعة القادة.. استراتيجيات أساسية
-
كن مختصرًا
ليست هناك حاجة لاستخدام الكلمات الكبيرة، ستكون الحقائق البسيطة التي يتم التعبير عنها بطريقة مثيرة أكثر من كافية لإبقاء الجمهور على اتصال دائم، إنه أمر مزعج للغاية أن يكون هناك شخص ما يتحدث لأكثر من 30 دقيقة، بينما كان من الممكن أن تظل المحادثة أساسية وتنتهي في نصف الوقت.
كن حريصًا _إذا أردت أن تعرف كيف تعبر عن رأيك بوضوح_ على عدم إملال المستمعين، ولا تحيد عن مسار النقاش إلى أحاديث جانبية، ركز دائمًا على الهدف من النقاش، وقله بأخصر طريق وأقل عدد من الكلمات، ودع للآخر فرصته الكاملة ليتحدث ويفصح عن وجهة نظره.
اقرأ أيضًا: أهمية التعلم الدائم.. ضرورة العصر الحديث
-
لا تفكر في صورتك لدى الآخرين
من أكبر المخاوف التي تحول بين الناس وبين التعبير عن رأيهم بوضوح هو الخوف وعدم ثقتهم في أنفسهم، فدائمًا ما يفكرون في صورتهم لدى الآخرين، وانطباعاتهم وما إلى ذلك.
والحل الأمثل لهذه المعضلة أن تتصرف وكأنك بمفردك _ليس بمعنى أن تتجاهل الآخرين، فمن الأفضل أن تنظر في عيون الناس؛ فأعين الناس تفصح عما في قلوبهم وعقولهم_ حتى تنسى مخاوفك من الآخرين وانطباعاتهم عنك، وحتى تكون هادئ الأعصاب؛ فتعبر عن رأيك بوضوح وفعالية.
اقرأ أيضًا: فخ الكمال.. لماذا لا يجب أن تكون مثاليًا؟
-
راجع كلامك
قبل أن تتوجه إلى شخص ما _إذا كنت تريد أن تعرف كيف تعبر عن رأيك بوضوح_ خذ نفسًا عميقًا، وراجع، بينك وبين نفسك ما الذي تريد قوله حقًا، وما هدفك من النقاش؟ بل الطريقة المثالية التي يجب أن تتحدث بها؛ هكذا ستكون الأمور على المسار الصحيح.
أيضًا، فكّر، في خضم هذه العملية، عن الأسئلة التي يحتمل أن تطرح عليك أثناء إفصاحك عن رأيك، وكن على أهبة الاستعداد لتقديم إجابات كافية لها، بهذه الطريقة ستعرف كيف تعبر عن رأيك بوضوح، وستتمكن من الاستحواذ على آذان الآخرين، التي هي معركة الوجود، كما كان يقول ميلان كونديرا.
اقرأ أيضًا:
مفاتيح السعادة العملية.. تخلص من الفوضى
صفات الموظف المتنمر.. كيف تتجنبه في العمل؟